الحلقة الحادية والأربعون : ( صدمة العمر )

8.5K 210 4
                                    


آمر الرائد سليم ، العسكري بأن يأتي بسهيلة ، لكنه تفاجئ أنه آتي بمفرده ، فسأله سليم بصرامة : أنا قولت إيه يا عسكري ؟؟ فين البنت !!
فقال العسكري بتوتر : هي عند حاتم بيه في المكتب
قطب سليم ما بين حاجباه وتابع بحدة : بتعمل ايه عند حاتم ؟؟
تلعثم العسكري وهو يُجيبه : مـ معرفش يا فندم هو قالي إطلع بره !
هب سليم واقفا وقال وهو يتجه صوب الباب بغضب : تاني حاتم والقذارة تاني !! ماشي يا حاتم ..
أسرع سليم خطواته وهو يكور قبضة يده بعصبية تامة ، وصل إلي مكتب حاتم ليفتح ويدلف وتتسع عينيه بصدمة ، فكانت سهيلة مازالت تقاومه ..
فهتف سليم بصوتٍ جهوري : حاتم !
إنقض عليه مرة واحدة ليجذبه ويدفعه بقوة ويتراجع حاتم للخلف وهو يلتقط أنفاسه..
فتنهدت الصعداء ونهضت تعدل من هيئتها ، بينما قال سليم بغضب جلي : أنت مش هتبطل ال ***** بتاعتك دي ؟؟ هو أنا عشان تغاضيت عن المرة الي فاتت هتكررها تاني يا حاتم !!
قال حاتم بضجر : يا سليم آآ ...
قاطعه سليم بقتامة : إسمي الرائد سليم !! وآقف إنتباه وإنت بتكلمني يا حضرت الظابط !!!
تأفف حاتم ثم وقف إنتباه كما آمره ، ليقول سليم بجمود : أنت موقوف عن العمل لحين تحويلك للتحقيق !
أنهي جملته ثم نظر إلي سهيلة وقال بصرامة مخيفة : تعالي !
خرجت خلفه من المكتب وهي منكمشة علي نفسها وتشهق عاليًا بمرارة ، ثم فتح سليم باب مكتبه ليدلف وينتصب جالسًا علي مقعده ، ثم أشار لها بيده وهو يقول بجدية : إقعدي !
جلست وجسدها يرتعش وهي تضم نفسها بذراعيها ، بينما تمعن سليم النظر إليها ثم أردف مستفسرا : قوليلي بقي أنتي إيه حكايتك ؟!!
أخذت تتنفس سريعًا وهي تمسح دموعها براحة يدها ، بينما أزاح هو علبة المناديل الورقية في إتجاهها لتنتش منديلًا وتجفف دموعها بإرهاق ، فتنهد سليم وراح يسألها مجددًا : جاوبي عليا ؟!
إبتلعت ريقها بتوتر ، وقالت بخفوت : أنـ أنا معملتش حاجة ، هو الي إعتدي عليا !
مسح سليم علي وجهه بكف يده ثم قال بثبات : مش قصدي علي حاتم ، تقرير الطب الشرعي أثبت إنك لسه عذراء إزاي فهميني ؟؟
إنفجرت باكية مجددا وتعالت شهقاتها فتعجب سليم لحالتها تلك ، فقال بتساؤل جادي : أنا عاوز أفهم ؟؟؟؟ وعاوز إجابة مش عياط ، إخلصي عشان معنديش صبر !
آتاه صوتها خافت جدا : هـ هي الي عملت فيا كده !
سليم بنفاذ صبر : مش سامع أي حاجه ، علي صوتك وبصيلي وأنتي بتكلميني
رفعت سهيلة وجهها إليه ، ثم عادت تقول من بين بكاؤها المرير: هي الي عملت فيا كده وشغلتني معاها وأنا حاولت أحافظ علي نفسي بس
سليم بجمود وقد إرتفع أحد حاجبيه : هي مين دي ؟!
أجابته بخزي وهي تطرق رأسها للأسفل : أمي !
.........................

توقفت سيارة أمير أمام البناية المتواجد فيها منزل سهير ، فترجل من السيارة وكذلك فعلت أروي ، فأسرعت خطواتها لتصعد الدرج ركضًا وإتبعهـا أمير ..
وصلت إلي الشقة وطرقت الباب عدة طرقات سريعة ، لكن دون جدوى والصمت مخيما علي المكان ، إزدادت قلقًا وهي تقول ببكاء : محدش بيفتح ! .. والظاهر إن مفيش حد جوه ..
تنهد أمير وقال بجدية : يمكن الجيران إشتكوا فعزلوا من هنا لمكان تاني !
حركت أروي رأسها بيأس وهي تتابع مرددة : مش عارفه .. مش عارفه بس كانت سهيلة هتقولي علي الأقل إنما ليه تلفونها مقفول !!
مط أمير شفتيه وتابع مردفًا : مش عارف ، خبطي علي حد من الجيران وإسأليهم ..
أروي بضيق : مفيش جيران هنا كتير غير شقة بس في الدور الأرضي ..
قال بنبرة جادة : يبقي تسأليهم .. تعالي ...!
هبطا الدرج حتي وصلا إلي الطابق الأرضي ، فراحت أروي تطرق الباب ، ليفتح بعد قليل رجل في عقده الخمسون وسأل بجدية : نعم ؟؟
فقالت أروي بإيجاز : لو سمحت متعرفش حاجة عن الشقة الي فوق والناس الي فيها راحت فين !
مط الرجل شفتيه بإستنكار ، ثم تابع بضجر : لا معرفش ويارب ما يرجعوا ده حاجة تقرف أعوذ بالله من دي أشكال .. أنهي جملته ليصفع الباب في وجههما لتتسع عينا أروي وكذلك أمير ، ثم أغلق عينيه بغضب وأعاد فتحهما قائلًا بتأفف : يلا نمشي ..
خرج من البناية وإتبعته أروي ولقد إنسابت العبرات فوق وجنتيها بغزارة وهي تقول من بين شهقاتها : أنا عاوزة أختي سهيلة فين فيييين !
مسح أمير علي رأسه بحيره ثم قال بهدوء : ممكن يكون إتقبض عليهم علي فكرة !
لطمت أروي علي صدرها ، ثم هتفت بذعر : إيه !! يا حبيبتي يا سهيلة معقولة ، دي ممكن يجرالها حاجة !!
أمير بتهكم : ولما تشتغل كده مجرلهاش حاجة ؟؟ حد قالها تعمل القرف الي بتعمله ده !! وجاية دلوقتي تزعلي عليها أنتي كمان ..
قالت أروي بغضب : أنت متعرفش حاجة ، متعرفش حاجة خالص ، سهيلة إتعذبت عشان تحميني ولا أنا ولا هي لينا ذنب في الارف ده ، كله من سهير أمنا هي الي عملت فينا كده ، سهيلة غلطت بس حافظت علي نفسها سهيلة متستاهلش كده متستاهلش أبدًااا !!
عقد أمير ما بين حاجباه وتابع بتساؤل : حافظت علي نفسها إزاي ؟؟
فأجابته أروي وهي تجفف دموعها بأنامل يدها : يعني سهيلة لسه بنت زيها زي أي بنت بنوت لسه متجوزتش ! وإتعذبت عشان تبقي كده وعشاني ..
إندهش أمير حين علم بذلك .. لكنه قال بجدية : إركبي ..
ثم إستقل السيارة لتصعد بجواره قائلة بتوسل : أنا عاوزة أختي أرجوك ساعدني أنا مش عارفه ياتري هي فين دلوقتي !
أدار أمير محرك السيارة وقال بإيجاز : مفيش قدامنا حل غير إننا نروح نسأل في أقرب قسم للمنطقه دي يمكن إتقبض عليهم فعلا .. !!

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن