هتفت سهيلة بإعتراض :
- لأ يا أروي بلاش الله يكرمك إحنا مش قد سامي ده يودينا ورا الشمس ومحدش يعرفلنا طريق جُره !
زفـرت أروي أنفاسها بحِنق ، ثم تابعت مرددة :
- ما هو ممكن أقول لأمير ده ، ويمكن يتعاطف معايا ويدفع هو الشيك ده ويخلصني أو يتفاهم مع الزفت ده .
سهيلة بنفي : وأنتي تضمني منين أنه يعمل كده ؟؟ زائد إن حتي لو عملتي كده سامي مش هيسيبك في حالك أبدا ، بقولك إيه يا أروي ركزي الله يكرمك وإنجزي ، وخلي الأيام دي تعدي على خير .
أومات أروي رأسها بنفاذ صبر :
- طيب طيب يا سهيلة ، قوليلي أنتي عاملة إيه ؟
سهيلة بهـدوء : الحمدلله كويسه .
أروي بتساؤل : إيه أخبار الواد الي بيكلمك ده .
إبتسمت سهيلة وقالت برضي : كويس ، أنا حاسه أنه هو الي هينتشلني من القرف الي عايشه فيه ده يا أروي .
تنهدت طويلاً وتابعـت : يارب يا أروي ويارب ميكونش بيضحك عليكي .
شردت سهيلة قليلاً ولكنها أردفت : أروي هو مش بيضحك عليا ، عشان أنا لمحتله قبل كده بالجواز وهو قالي هيتجوزني .
إبتسمت أروي قائلة : طيب كويس يا حبيبتي ، ربنا يريح قلبك .
سهيلة بتأمين : اللهم امين ، وأنتي كمان يا أروي ، يلا حبيبتي هكلمك تاني سلام .
- سلام.
أغلقت أروي الخط ثم نهضت لتحضر الطعام الذي جلبتهُ معها .
..................إرتـياح ! .. شعر ماجد بالإرتيـاح عندما أخبرته مايا بفكرة جُهنمية للإنتقام من أروي ، فراح يسير واضعا كتلي في جيب بنطاله ، وهو يبتسم بشيطانية ، غيـر مبالـي بما سيفعــله في فتاة ، من الممكن أن تُقتل علي يده ، وتنكسر ، وتعيش بائـسة مدي الحياة !! ..
وجد هاتفه يصدح عالياً فأجاب بعد أن تنهد : حبيبي وحشتيني .
دق قلبها بشدة ، وإرتسمت الإبتسامة علي ثغرها لتلمع عينيها بحب ثم هتفت :
- الحمدلله ، بخير أنت عامل ايه ؟
مسح علي رأسه وهو يحدق بالفراغ : بخير يا حبيبي مش هشوفك بقي .. ؟
مازالت الإبتسامة العاشقة علي شفتيها ، لتردف بهدوء : تعالي وأنت تشوفني يا ماجد ، بقالك كتير مبتجيش أصلا .
- هجيلك بس أنتقم بالبت دي الأول .
سهيلة بإستغراب وتساؤل: بتقول إيه .. ؟؟
تنحنح ماجد وهو يقول : قصدي مشغول شوية في الشغل ومحتاج أركز فيه أووي !!
إبتسمت مرة ثانية ، بينما تلقت منه المُغازلات ليجعلها تذوب حبا فيه أكثر وأكثر . !
...............................بعد مرور أسبــوع .
تأقلمت أروي مع عملها ، ورب عملها أيضاً ، فلاحظ أمير نشاطها وحماسها الدائم فأعجب بذلك لكنه بنفس الصلابة والجدية معها ، هو فقط أعجب بأدائها في العمـل ، فكان يومياً يزداد إعجابها بعملها كُونها الفتاة الأولي في الشركة تعمل بهذه الجدية ، فعرض عليها بعض الأيام أن يُوصلها إلي المنزل لكنها كانت ترفض ، ولكنه كان معجب بهذا !
دلفت إلي مكتبه أثناء العمل لتضع الملفات أمامه وتنتظر التوقيع ، فهتف أمير بجدية : كلمتي شركة **** وحددتي معاد ؟؟
أومأت برأسها وقالت في ثبات : أيوة .
تنهد طويلاً ، وتراجع للخلف حيث إستند بظهره علي ظهر المقعد ، فقال وهو ينظر لها : إعملي حسابك هتيجي معايا المُقابلة دي ! لأن ده نظامهم هناك لازم يتعرفوا علي السكرتيرة الي هتتعامل معاهم ..
أومأت رأسها في هدوء : تمام بس هي الشركة دي بعيدة عشان متأخرش بس .
أومأ لها برأسه وقال : بعيدة شوية ، إبقي عرفي أهلك إنك هتتأخري اليوم ده !
إزدردت ريقها بتوتر وتابعت بإرتباك : آآ لاء أصل أنا عايشة لوحدي !
رفع أمير حاجباه بدهشة وتابع في تساؤل : ملكيش أهل ؟؟
حركت رأسها نافية وقالت بنفس الإرتباك: أنا أهلي توفوا ومليش غير أخت واحدة مسافرة ..
- وعايشة لوحدك من أمتي ؟
سألها أمير بجدية ، فأردفت بثبات مُصطنع : من فترة كبيرة بس أختي بتنزل أجازات كتير وبتعيش معايا .
تنهد أمير وقال : ممم تمام يا أروي شوفي شغلك .
أخذت الملفات وتوجهت للخارج وصدرها يعلو ويهبض وكأن بداخلها صراع ، كذبت ولم يكن مبدئها الكذب ، ولكن ستقول له ذات يوم هذا ما قالته لنفسها أروي .
آفاقت من شرودها حين آتاها صوته المُتهكم ؛:
- أهلا !
إلتفتت إليه لتنظر له بشراسةٍ لم يعهدها من قبـل ، هتفت بحِنق : أنت إيه جابك هنا ؟!
لوي فمه وتابع ساخراً : أنتي فكرتي نفسك صاحبة الشركة ولا إيه .. ؟؟
رمقته بنظرات نارية ، وسارت متجهه إلي مكتبها ، بينما قال ماجد بتوعد مُخيف : إتقلي عليا ، إما دمرتك مبقاش أنا ماجـــد .. !
دلف إلي مكتب أميـر ، ليرفع أمير عينيه إلي مشدوهاً !!
هتف بإستغراب : ماجد !
أومأ له بإبتسامة : أيوة يا صاحبي ، معلش المرة الي فاتت كُنت مضايق وكنت غلطان إني قلت هسيبك وأمشي لكن إكتشفت أني مقدرش أبعد عنك
عقد أمير ما بين حاجباه ، ثم قال بهدوء : ماشي يا ماجد ولو إني مش عارف ليه مش مصدقك !!
رمش ماجد بعينيه ، ثم قال بتوتر : ليه يعني
- مش عارف
نطق بها أمير ، ليبتلع ماجد ريقه بإرتباك ويقول: أنت نسيت إننا واكلين عيش وملح مع بعض ومش ممكن أسيب حد يفرق بنا مهما كان ، وعلي العموم أنا بعتذرلك علي الي حصل .. !
مط أمير شفتيه للأمام ،ثم تابـع بنبرة جامدة : أنا من رأيي يا ماجد إن للإعتذار يكون للشخص الي أنت غلطت فيه مش ليا ..
إتسعت عيني ماجد الذي قال بحدة : يعني ايه الكلام ده إن شاء الله ؟؟!
حك أمير صدغه بإبهامه وتابع : يعني تعتذر لـ أروي ده يكون أفضل ليك ومن الرجولة كمان ..
حرك ماجد رأسه نافياً وتابع : لأ مستحيل ده يحصل !
وضع أمير ساقاً فوق الآخر ثم قال بجمود : تمام يا ماجد ، بس عشان تبقي عارف إن لو إتعرضتلها أنا الي هقفلك بجد وساعتها يا ماجد ومتزعلش مني هدوس علي الصداقة برجليا وهيكون أخـر المطـاف بينا .. !!!
رفع ماجد أحد حاجبيه قائلاً : لدرجة دي !!
أومأ له وتابع بحدة : وأكتر كمان ، أنت عارفني أعز الإحترام ومن واجبها عليا كمديرها أحميها صح ولا إيه ؟؟
كز ماجد علي أسنانه ، ثم قال وهو يضغط علي شفته السفلي : صح ، ممكن أشوف شغلي بقي .. !!
أومأ له وهو يشير بيده إلي الباب ، توجه ماجد للخارج وعينيه تُطلق شرار من كثرة الغضب ، هل سيخسر صديقه بالفعل إذا إقترب منها ؟! ولكن لا قسما سأنتقم وستترجيني أيتها الحمقاء لأصفح عنكِ !!
هكذا ماجـد كان يتوعد لها .. !
..................بعد مرور ساعتان من الزمن .
إنصرف ماجد من الشركة بعد أن هاتف شخص ما ، وبينما توجهت أروي إلي مكتب أميـر لتقول بهدوء : أستاذ أمير ممكن أروح دلوقتي ؟؟ أنا رتبت كل حاجة علي اللاب توب ..
تحدث أمير وقال : ماشي روحي .
إبتسمت له إبتسامة صغيرة وقالت : ماشي عن إذنك ..
إنصرفت من أمامه ليستعجب أمير من إبتسامتها له هكذا ، فتحدث وهو يرفع حاجبيه بدهشة : مالها دي ! ... لكنه لم يعرف أنها إستمعت إلي حديثه مع ماجد فإزداد في نظرها حجما وهيبةً !
ظهرت شبح إبتسامة علي شفتيه تلقائيه ، ونهض لينظر من النافذة ، فلمحها وهي تخرج من البوابة الرئيسية ، فقرر أن يُتابعها بعيناه وهي تقف تنتظر سيارة أجري ... !
بالفعل مرت من أمامها سيارة أجري ، (تاكسي) فأوقفتها وإستقلتها لتنطلق بها السيارة .. فدخل أمير من النافذة وهو يُحدث نفسه : غريبة أوي عايشة لوحدها وبالأخلاق دي !! معندهاش أهل تقولها راحة فين وجاية منين ومع ذلك محافظة علي نفسها !
هكذا كان يحدث نفسه بإعجاب ، نهض من مقعده ليتجه إلي الخارج ليمر علي الموظفين بنفسه ، فدلف إلي غرفة ماجـد ليجدها فارغه ، فعقد حاجبيه وهو يحدث نفسه : راح فين ده ؟! من أولها بيمشي من غير إستأذان .. أوف !
كاد أن يخرج ولكن أستوقفه رنين هاتفه المُلقي علي الأرضية الذي سقط منه وهو يسير سريعاً .
إنحني أمـير بجسده ثم نظر في الشاشة ليجد رقم غير مسجل ، فعاود الإتصال تكرارا ، ولا يعرف لماذا أصابه الفضـول ، ففتح الخط ووضع الهاتف علي أذنه بصمت ليأتيه صوت شخص ما :
- أيوة يا ماجد أنا خدت البت من قدام الشركة وخدرتها في العربية وجيالك بيها علي شقة **** ، أنت هناك ولا لسه ؟؟ ........
إتسعت عينا أميــر بشدة ، وتجهمت ملامـح وجهه ثم أغلق الخط وهو يركض إلي الخارج .....يتبع
أنت تقرأ
حبيبتي الكاذبة - الكاتبه فاطمة حمدي
عاطفيةجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه فاطمة حمدي اسم صفحتها على الفيس بوك (قصص "فاطمة") (مقدمة) نشأت في حياة فاسدة لتعاني وتتألم وتحاول الفرار حتي ظهر في طريقها ، فتمسكت به وكأنه طوق النجاة ،لكنها لم تكن صادقة من البداية وخدعتهُ دون عمد بعد أن عِشقها بكل...