الحلقة التاسعة والثلاثون : (صفعة علي قلب سهيلة )

8.3K 201 3
                                    


جلست أروي بعدما خرج من الغرفة تبكي بإنهيـار وشهقاتهـا تتعالي ، عندما قبلها كانت في أشد حالاتها السعيدة ، ولكن هيهات ليتركها تعاني من جديد ..
لكنها لم تفقد الأمل بعد وستنتظر مهما طالت قسوته ..
إرتدت بعد ذلك منامة قطنية مُريحة وعصقت شعرها للأعلي علي هيئة كعكة .. ثم خرجت من الغرفة لتبحث عنه لتهبط الدرج وتجده جالس واضعـًا ساقا فوق الآخر وكأنه في عالم آخر .. بينما الإرهاق واضحًا علي ملامح وجهه وعينيه محمرتين مُجهتدين جدا .. أشفقت علي حاله فقالت متسائلة بحذر : ينفع أجبلك أكل ؟
نظـر لها بعبوس ونهض دون أن ينبس ببنت شفه ، ثم توجه إلي الدرج فأسرعت إليه تقول بثبات : طب أعمل إيه عشان تسامحني ، إطلب مني أي حاجه هعملها أرجوك أنا تعبت ومش قادرة أستحمل أكتر من كده والله كان غصب عني
أكمل صعود الدرج متجاهلا إياها وكلامها يمزق نياط قلبه ..
ما إن أكمل صعود الدرج نظر لها من الأعلي ليجدها تبكي وهي تدفن وجهها بين كفيها ..
فحدث نفسه بخفوت : أنا كمان بتألم زيك وأكتر أنا بحبك رغم كل الي حصل بس مش قادر أسامحك مش قادر ..
ذهب إلي غرفته وأغلق الباب خلفه ليرتمي علي الفراش بإنهاك ويغلق عينيه وثوانِ معدودة حتي غط في سبات عميق ..
لتمر ساعة ساعتان .. ثلاث ساعات لم تغفو أروي بل قامت بتأدية صلاة قيام الليل في أحدي الغرف كما شرحتها لها دارين وأخبرتها بمدي أهميتها ..
بالفعل صلت أروي ما تيسر لها من ركعات ومن ثم جلست علي الفراش وكادت أن تتسطح ولكنها نهضت فلقد أصابها الفضول للإطمئنان علي زوجها ..
توجهت إلي غرفته وفتحت الباب لتدلف ، فإرتفعا حاجباها بدهشة وهي تراه نائم بملابسه حتي أنه لم يخلع حذائه عن قدميه .. وقد ترك أنوار الغرفة مُشتعلة ..
إبتسمت بحزن وراحت تعدل من نومته حيث أراحت رأسه علي الوساده ثم خلعت الحذاء عن قدميه ورفعت عليه الغطاء ودثرته جيدا ، ودت لو أن تتسطح بجانبه وتُريح رأسه علي صدرها ، فإنها تعلم حجم جرحه منها ! .. تود مداوة الجرح ذاك ولكنه لم يمهلها الفرصة ..
أغلقت الإضاءة وخرجت من الغرفة مجددًا داعية الله أن يزيح هذه الغمة في القريب العاجل

......................

صباح يوم جديد يحمل في طياته مفاجآت كثيرة ، نهضت أروي ثم إغتسلت وتوضأت وآدت صلاة الضحي .. حتي إنتهت وختمت صلاتها كما علمتها أيضـًا دارين ..
شعرت بالراحة قليلًا عن الأيام السابقة ... تفاجئت بنجـاة التي دلفت تقول بإبتسامتها المُعتادة: صباح الخير يا أروي
فردت الأخيرة بهدوء : صباح النور يا عمتو
نجاة بإندهاش : ده إيه التطورات دي ما شاء الله ربنا يهديكي يا حبيبتي
أجابتها أروي بإبتسامة : يارب ، الحمدلله دارين فهمتني حاجات كتيرة أوي ربنا يثبتني علي الصلاة
قالت نجاة بتأمين ؛: اللهم امين .. ثم تابعت : بنت حلال يا دارين والله ربنا يجازيها
أومأت أروي قائلة : فعلا ربنا يكرمها ويجعله في ميزان حسناتها ..
إستكملت نجـاة : طب يلا نحضر الفطار
أومات لها أروي وإتبعتها حيث هبطتا الدرج وإتجهتا إلي المطبخ ، لتقوم سحر بمساعدتهما في وجبة الإفطار ويسود جو من المرح قليلًا بينهن .. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. حيث وجدت نجاة "سعيد " وهو يصيح ويطرق الباب : يا ست نجاة يا ست نجاة ..
أسرعت نجاة تفتح الباب وكذلك إتبعتها أروي ..
لتقول نجاة بلهفة : في ايه يا عم سعيد ؟!
سعيد وهو يمد يده لها بجريدة اليوم قائلًا بجدية : أنا كنت بقرا جرنال بتاع النهاردة وفجأة لقيت الخبر ده
نتشت منه الجريدة لتتسع عينيها وهي تري صورة أمير مع موظفته ومكتوب بخطٍ عريض فضيحة رجل الأعمال الشاب أمير عز الدين مع إحدي موظفات شركته
وكذلك إتسعت عيني أروي بذهول وهي تجذب منها الجريدة وقد عقدت حاجباها بغضب جلي ..
لم تنتظر حيث أسرعت تصعد الدرج ركضا إلي أن وصلت إلي غرفته لتفتح الباب لتصيح والغيرة تنهش قلبها : أمير .. أمير !!
فتح أمير عينيه علي أثر صياحها ليرفع رأسه قليلًا عن الوسادة ثم هتف بحنق : في ايه !
قالت أروي بحدة : قوم قولي ايه ده ، أنت بتخوني ؟؟؟؟
تأفف وعاد ليجذب الغطاء مره أخري عليه وهو يقول بضجر : إيه الهبل الي بتقوليه علي الصبح ده ، أخرجي وإقفلي الباب
صرخت به وهي تلقي له الجريدة : أهو إتفضل شوف دي فضيحة علني !!
إنتفض أميــر من الفراش وقد أمسك بالجريدة ونظر إلى الصورة والكلام المدون فوقها .. إتسعت عينيه علي وسعهما بصدمة جلية غير مُصدقا لما مكتوب !!!
دلفت نجاة إلي الغرفة ثم قالت بجدية : في ايه يابني فهمنا إيه الي مكتوب ده !!!
هز أمير رأسه بذهول وقد تذكر الذي حدث أمس عندما دلفت إليه إحدي الموظفات فعلم فورا أنها مكيدة لا محالة .. !!
قالت أروي بحدة : ما تفهمنا ده إيه !؟
أغلق أمير عينيه وقد إشتعلت النيران داخل صدره وهو يلعن بسامي فمن غيره سيفعل به هكذا !!
تفاجئ برنين هاتفه يصدح عاليًا ليلتقطه بعصبية تامة وما إن شاهد إسم المُتصل حتي هب واقفا وهو يُجيب بإنهيـار : آه يا إبن ****** ، والله العظيم لأدفعك التمن غالي يا سامي الكلب ..
آتاه صوته يقهقه بشدة وهو يقول من بين ضحكاته الباردة : إشرب يا معلم أنا محبتش أكون قليل الأصل وأخسرك فلوس زي ما خسرتني ، أنا بقي قولت أخسرك سمعتك أحسن يا أمير باشا ... أنهي جملته ليضحك عاليـًا مرة أخري .. !؛
فدفع أمير الهاتف في الأرض وهو يصر علي أسنانه بغضب جلي ، بينما وضعت أروي يدها علي فمها بصدمة فالآن وصل إلي أشد غضبه !!
حاولت تهدئته إلا أنه ذهب إلي المرحاض صافعا الباب خلفه ، علمت هي أنها خدعة ومكيدة من سامي فإطمئنت قليلًا أنها لم تكن خيانة فهذا تفكير ساذج منها هي تعرف أميرها جيدا وأنه أبدًا لن يخون !!...
بينما ضربت نجاة كفا علي كف وقالت بحزن : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هما وصلت بيهم الدرجة يشوهوا صورته كده .. أمسكت بالجريدة لتتمعن في الصورة وهي تقول بجدية : الصورة باينة إنها مش غرامية خالص وباين أوي إن الموضوع متلفق ربنا ينتقم منهم
أردفت أروي بتوعد : ماشي يا سامي الكلب والله لأوريك
نجاة بإستفهام : هتعملي ايه يابنتي
أروي بخفوت : هقولك بعدين لما أمير يروح الشركة
فقالت نجاة بخوف : أنا خايفة لحسن أمير يتهور ولا حاجة ويروح يتخانق مع الي أسمه سامي ده و...
لتتفاجئ به يخرج من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة ثم اسرع ليرتدي حذائه وأخذ هاتفه المُلقي علي الأرض وخرج لتتبعه أروي وهي تقول بقلق : أمير رايح فين
لم يجيبها إنما هبط الدرج ركضا وخرج ليستقل سيارته وينطلق بهـا ..
ثم أخذ يشعل هاتفه الذي إنغلق أثر الدفعه القوية ..
ما إن فتحه حتي أجري إتصالا حتي آتاه الرد ليهتف بصرامة : طارق عاوزك تتصلي بالجريدة الزبالة الي نشرت الخبر ، وتعرفلي مين بالتحديد الي عمل كده سمعتني !
أغلق الخط وهو يقول في وعيد : ماشي ، ماشي يا كلب يا ابن ****** !!
وصل بعد قليل إلي الشركة باحثا بعينيه في كل مكان عن تلك الموظفة التي فعلت ذلك معه فقسما إن وجدها ليخنقها بيديه هكذا كان يتوعد داخل نفسه .. !!
لم يجدها فهتف بحزم : هي فين ال **** دي ؟؟؟؟
فأجابه أحد الموظفين : مجتش النهارده يا أستاذ أمير !
مسح علي رأسه بعصبية تامة وإتجه إلي مكتبه وهو في حالة ضياع حينما سمع همسات الموظفين والموظفات عليه ...
ما إن دلف حتي وضع هاتفه علي آذنه عله يسمع أي شيئا في مكتب سامي لكنه لم يسمع أي شئ الآن .. وضع الهاتف علي سطح المكتب بغضب ، ليتفاجئ به يرن فأجاب وصدره يعلو ويهبط بغضب : خير يا زياد
فقال زياد بتنهيدة مُستفسرا : أمير إيه الي مكتوب في الجرنال ده ؟؟ حصل إزاي
فصاح أمير بنفاذ صبر : حصل إمبارح يا زياد !!
زياد بنبرة جادة : طيب إهدي بس كده ، وأنا هروح حالا أعمل محضر للجريدة دي ومحضر للصحفي الي نشر الخبر وهجبلك حقك بس أنت إستهدي بالله !
أجابه أمير وهو يصر على أسنانه : كل ده ميهمنيش الي يهمني سامي والله لعرفه إن الله حق بس يصبر عليا
فقال زياد بهدوء : طيب يا أمير بس إهدي يابني أنا هعمل المحضر وهجيلك لما أخلص شغلي نشوف هنعمل ايه ، يلا سلام دلوقتي !
أغلق أمير الخط معه وهو يزفـر بضيق ، بينما دلف طارق قائلًا بجدية : البنت ملهاش أثر حتي زمايلها بيقولوا تلفونها مقفول ولا حد عارف يوصلها
قال أمير مُتهكما : طبعا ما هو ده المتوقع ، روح شوف شغلك يا طارق ..
إنصرف طارق تاركا إياه يستشاط غضبا من جديد
...................

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن