الحلقة الحادية عشر : (فرحة لم تكتمل )

9.3K 224 2
                                    



أسرع ماجـد إلي غرفتـه ، دون أن يجيب كوثــر علي سؤالها ، فإتجهت خلفه قائلة بصرامة :
- ما ترد عليا يا بني مين عمل فيك كده ؟؟..
زفـر ماجد وهو يجلس علي طرف الفراش ثم قال بعصبية : ولا حاجة إتخانقت مع واحد في الشغل ..
لطمت كوثـر علي صدرها وقد إتسعت عينيها : يا خبر !! مين ؟ مين الي عمل فيك كده تعالي نعمل محضر في القسم ..
صاح بها ماجد وهو يقول بنفاذ صبر : سبيني بقي سبيني في حالي .. !
إتجهت سلمــي إلي أمها ، ثم قالت بضيق : تعالي يا ماما نخرج عشان الناس وسبيه بقي ، ده واحد مش فالح غير في المشاكل أصلا ..
حدجها ماجد بنظرات نارية ، وهو يقول بحدة : أخرسي يابت أنتي أنا مش ناقصك !
أخذت كوثر إبنتها وخرجتا بهدوء ، حتي لا تفعل ما يحمد عُقباه مع ولدها ...
......................

توجهت أروي خارج المرحاض بعد أن عدلت من هيئتها وهندمت شعرها الذي تبعثر ..
نظر لها أميـر وقال بجدية : خلاص جاهزة
أومأت له وهي تتلفت حولها ، مُتعجبة لهذا السكون والهدوء ، فأين أهله هل يعيش بمفرده !!
سألته بحذر :
- إحم ، هو أنت عايش لوحدك هنا ؟
أومأ لها بصمت ، وهو يضع يديه في جيب بنطاله ، فسألته مُجدداً :
- و فين أهلك ..
طال صمته وهو يتنهد بضيق طغي علي ملامـح وجهه ، فإزدردت هي ريقها بتوتـر وتابعت :
- أسفة إني تطفلت عليك ..
أجابها مردفاً :
- ماتوا ، ماتوا من زمان وأنا عايش لوحدي هنا
ظهـر الحزن علي ملامحها ، وتعاطفت معه فقالت بنبرة حزينه : الله يرحمهم ويغفر ليهم ..
أمير بهدوء : أمين ... ثم إستأنف حديثه ..
- يلا عشان أوصلك !
إزدردت ريقها وهي تتابع : لأ ، ملوش لزوم أنا هروح عشان ...
قاطعها بصرامة مُخيفة : أنا مش هوصلك عشان سواد عيونك علي فكرة !! هوصلك لان الوقت إتأخر جدا ورجولتي بتجبرني أعمل كده يلا إتفضلي .. !
إتسعت عينيها بدهشة ، ثم سارت أمامه وهي تحدث ذاتها :
- هو إزاي بيكلمني كده ده !! فاكر نفسه إيه ..
رفع أمير أحد حاجبيه وتابع بجدية : بتقولي ايه ؟؟
حركت رأسها نافية : لا مش بقول ..
هبطا الدرج معا ، ثم إستقلا سيارته ، وقادها اميـر منطلقاً بها ...
تفاجأت أروي بهاتفها يرن ، فإلتقطه وأصابتها الرجفة حين رأت رقم سامي يضئ بالشاشة ، فسقط الهاتف من يديها فوراً ..
لاحظ أميـر إرتباكها المفاجئ فعقد ما بين حاجباه وراح يسألها بصوته الأجش :
- في إيه مالك ؟؟
إنحنت بجسدها وإلتقطت الهاتف بيدها ، ثم إعتدلت في جلستها وقالت بثبات مُصطنع :
- مفيش حاجة ، أصلي بدوخ فجأة كده والموبايل وقع مني غصب عني ..
تنهد أميـر وإنتبه لقيادة السيارة ، بينما وضعت أروي هاتفها علي الصامت ، وأخذ تتنفس بعمقٍ ..
هتفت بخجل وإرتباك : آآ ، كنت عاوزة أشكرك علي الي عملته معايا وأسفة إني شكيت فيك أنت
نظر لها ثم قال بهـدوء : حصل خير ، المهم بعد كده تنتبهي لنفسك
أومأت له قائلة : إن شاء الله ، هو أنت إزاي عرفت إني هناك في الشقة أصلا ؟؟ ..
كـز علي أسنانه بغيـظ ، ثم تابع وهو عاقدا لحاجباه : أومال أنا كُنت بحكيلك إيه فوق !!!!!
إبتلعت أروي ريقها بصعوبة وتابعت بحذر : أيوة أيوة معلش نسيت
مسح أمير علي وجهه بكف يده وهو يقول في نفسه: مجنونة دي شكلها !!
ساد الصمت للحظات ، ثم قطعه أميـر عندما قال بنبرة جادة :
- إعملي حسابك بكرة هتروحي تعملي محضر تعدي في القسم ..
أروي بخوف : قسم ..
أومأ لها أمير وقال بجمود : متخافيش أنا هاجي وهشهد معاكي كمان ، لازم تاخدي حقك والي غلط يتربي ولا أنتي ايه رأيك ؟؟
ردت بإرتباك : ها ، اه اه طبعا
وصل أخيرا إلي منزلها ، ثم قامت أروي بشكره وترجلت من السيارة ، في حين هتف أمير :
- أروي !
إلتفت له ناظرة إليه بإبتسامة ، تنهد وقال بثبات : سوري علي القلم الي خدتيه ، مش متعود أضرب اي واحدة بس أنتي الي نرفزتيني ..
أومأت رأسها بهـدوء ، ثم قالت بنبرة هادئة : حصل خير .. عن إذنك ، ثم دلفت من مدخل البناية صاعدة إلي الأعلي ، بينما قاد أميـر سيارته منطلقاً بها إلي منزله مرة أخري ..
..........

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن