قصت سهيلة علي والدها جميع مُعانتها منذ صغرها حتي الآن ، حٙزن وبشدة لما تعرضت له إبنته من عذاب طوال سنوات ..
أقسم أن ينتقم من تلك التي تجرأت علي فتياته وأخذتهما منه عنوه لعالم سفيه مثلما فعلت ..
ربت الأب علي ظهر إبنته برفق وقال بصوتٍ حنون : هعوضك يا بنتي هعوضك علي كل الي حصلك وإنتي بعيدة عني ..
عاد يضمها إلي صدره مرة أخري وهو يتنهد بأريحة ، لتنعم سهيلة بحنانه المتدفق ذاك الذي حُرمت منه طوال عمرها !
قال سليم بصوتٍ أجش : إحنا بقي نعمل مفاجأة لـ أروي ونروحلها بربطة المعلم !
ردت سهيلة بإبتسامة خفيفة : مش عارفه هتتقبل الموضوع إزاي ، إذا كان أنا نفسي لحد الآن مش مُتخيلة !
طبع مصطفي قبلة حانية علي شعرها وهو يقول بحنان : ربنا فعلا كريم أوي دي أحلي صدمة إتصدمتها في حياتي !
ضحك محمد وهو يقول هادئا : ربنا حب يعوضك يا مصطفي الحمدلله
إبتسم مصطفي وتابع : الحمدلله ، ثم أكمل : ده بقي عمك يا سهيلة صاحب مجموعة شركات كارم وأبو حضرت الرائد ده !
إبتسمت سهيلة له ثم نظرت إلي عمها ليبادلها بنظرة حانية وهو يقول : نورتي عيلتك يا بنتي
تابع مصطفي بجدية : عاوزك تنسي الي فات وتتمتعي في عز أبوكي وتمشي رافعة راسك أنا ضهرك وسندك وأمانك يا قلب أبوكي أنتي
أومأت سهيلة برأسها وعلي وجهها إبتسامة عريضة تردد في ذهنها جملته "أنا ضهرك وسندك وأمانك" يا لها من لحظة جميلة حين تشعر بالامان بعد عناء وقهر .. حين كنت تظن أنك لن تصلح للحياة ، حين تحكم علي ذاتك بالموت وأنت علي قيد الحياة ولكن يأتي الله بما لا يتوقعه أحد ليجعلك تؤمن أنك مخطئ تماما حين تُحدد مصيرك الذي هو بيده فقط ، حين يزرع الله الأمل بداخلك حين يفتح لك جميع الأبواب إعلم فقط إنك لجأت لمن يقول للشئ كُن فيكون !!
.........................مضت الليل بأكمله تنظر إلي وجهه وهو نائم في سباتٍ عميق ، لم تغفو إلا القليل لتعود تتطلع إليه من جديد ، إنه أميرها والحب الأول والأخير كما تحدثت مع ذاتها في ليلتها الحالمة تلك ، شعرت بالراحة نفسيا وجسديا فيكفيها لمسته وحنانه الذي إشتاقت إليه وبشدة ...
فتح أمير عينيه بتثاقل وتململ في فراشه بتكاسل ليجدها غافيــه ساكنه بين ذراعيه ، إبتسم لها وراح يمرر أصابعه علي ملامحها الهادئة متذكرا رسالتها التي تركت أثرا كبيرا في قلبه واشعرته بحجم معاناتها طوال عمرها ورغم خداعها عاتب نفسه علي قسوته معها في الأيام الماضية ولكنه أقسم أن يعوضها كل هذه المعاناه ، وكُل لحظة عذاب !!
أبعدها قليلًا عنه حتي يتمكن من النهوض ، بالفعل نهض بحذر ودلف إلي المرحاض وخرج بعد قليل بعد أن إغتسل ليرتدي ملابسه الأنيقه ويمشط شعره بعناية ..
ذهب إليها ليميل قليلًا ويطبع قبلة طويلة علي جبهتها ثم إنتصب واقفا وخرج من الغرفة ليتركها تنعم بالراحة ..
هبط الدرج بخفة ليجد طاولة الفطار تحضرت وعمته تهتف بإبتسامة : صباح الخير يا حبيبي
بادلها الإبتسامة قائلًا في هدوء : صباح النور يا عمتي ..
سألته بجدية : أومال فين أروي مش هتفطر ولا إيه ؟ ..
قال وهو يجلس : أروي لسه نايمة ، محبتش أقلقها سبتها ترتاح !
أومأت برأسها موافقة : أحسن برضو خليها ترتاح..دي إتعذبت المسكينة .. ربنا يهديك يا أمير
رفع أمير حاجبه بدهشة وتابع مازحا : ليه يا عمتي عملت إيه أنا دلوقتى .. ؟
ضحكت نجاة وأردفت وهي تتناول طعامها : قول معملتش إيه ، ده أنا كنت بخاف منك يابني والله
أمير بإستغراب : ياه ، لدرجة ؟
أومأت رأسها مؤكدة : وأكتر .. يااه الحمدلله إنك رجعت لعقلك وربنا صلح ما بينكم !
شرع أمير في تناول طعامه وهو يضحك بخفوت ، حتي تفاجئ بجرس المنزل يصدر صوتا معلنا عن وصول أحد .. لتتجه سحر وتفتح الباب فأسرع "سعيد" يهتف : ضيوف للست أروي
أومأت سحر رأسها وإبتسمت وهي تنظر إلي سهيلة التي تقف بصحبة والدها وأخيه وإبنه وزوجته ..
قالت سحر : إتفضلوا
بينما نهض أمير وإتبعته نجاة بفضول حتي وصلا إليهم ، رمقهم أمير بتعجب ليحول نظره إلي سهيلة ، شعر بالخجلان منها فلقد طردها ذات مرة من بيته ..
أردفت سهيلة مبتسمة بهدوء كأنها تريد غلق كل ما هو مؤلم وموجع
- إزيك يا أمير ؟
رد عليها بنبرة جادة : بخير الحمدلله وسرعان ما حول نظره لهؤلاء الرجال ذو الهيبة الذين يقفون خلفها بوقار !
تقدم سليم للإمام خطوة وهو يصافحه برسمية : أنا الرائد سليم كارم إبن عم سهيلة وأروي مراتك !
تجمدت ملامحه لثوانِ وكاد أن ينطق ليقاطعه سليم بجدية : وده الدكتور مصطفي كارم والد سهيلة وأروي ... ليستكمل بتوضيح : وده أستاذ محمد كارم عم سهيلة وأروي !
لم يستوعب أمير ما قاله ، عم من ووالد من ؟؟
في حين صافحه مصطفي بإبتسامة وهو يقول بوقار : تشرفنا بمعرفتك يا أستاذ أمير ، سهيلة حكت لنا إنك إتجوزت أروي وحافظت عليها أنا بشكرك جدا إنك حافظت علي بنتي
هز أمير رأسه بذهول تام وهو يقول بصدمة جلية : بنتك مين ؟
وكذلك صدمت نجاة التي أردفت بإستغراب : حضرتك إحنا نعرف إن أروي ملهاش أهل غير أختها و.. وأمها !
قالت سهيلة بتوضيح : كل حاجة إتغيرت وده بابا ، سهير مش أمنا .. سهير خطفتنا وإحنا صغيرين وشغلتنا معاها ..
أردفت نجاة بفضول : طب إتفضلوا مش هينفع نقف علي الباب وبعدين نفهم
دلفوا بالفعل جميعا وجلسوا في الردهة ، ليتحدث مصطفي وعيناه تزوغ في أرجاء المكان بلهفة : هي فين أروي فين !؟
أجابه أمير بإيجاز : لسه نايمة .. ثم أكمل بذهول : في الحقيقة أنا مش فاهم أي حاجه نهائيا !
رد عليه سليم مبتسما : أنا هفهمك !
..............
أنت تقرأ
حبيبتي الكاذبة - الكاتبه فاطمة حمدي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه فاطمة حمدي اسم صفحتها على الفيس بوك (قصص "فاطمة") (مقدمة) نشأت في حياة فاسدة لتعاني وتتألم وتحاول الفرار حتي ظهر في طريقها ، فتمسكت به وكأنه طوق النجاة ،لكنها لم تكن صادقة من البداية وخدعتهُ دون عمد بعد أن عِشقها بكل...