الحلقة السابعة والثلاثون : ( توبة )

8.4K 206 2
                                    


دلف بهـا إلي المنزل بعد أغلق الباب بقدمه لينزلها علي الأرض ...
فساد الصمت بينهما للحظـات وهو ينظـر لهـا بعتـاب وغضب ، إلي آن قالت هي بخفوت : خوفت عليا ؟
إبتسم ساخرًا وتابع بحزم : ما أنا قولتلك أنتي إنتهيتي من حياتي ، أنا خوفت علي الي في بطنك بس !
تنهدت بيأس ثم أردفت بثبات : أنت لازم تسمعني أنا مخنتكش ، أنا حبيتك و...
قاطعهـا بحدة : إخرسي بقي ، كفاية كدب كفاية !
هتفت بإعتراض : لأ مش هخرس ، أنا خوفت أعرفك حقيقتي خوفت تسبني وتمشي وارجع أعيش في البيت بتاع .... بتاع أمي وأتعذب من اول وجديد والله عمر ما حد لمسني أنا عشت حياتي كلها بعاني وبتألم ويوم ما قابلت سامي آآ...
قال مقاطعًا بسخرية : أيووة إتفقتي معاه عشان تسرقي الملف والفلوس من عندي مش كده ؟
صاحت به بلا وعيٍ منها :
لأ لا مش كده هو الي أجبرني ولبسني تهمة وكان هيدخلني السجن أنا إضطريت أجي اشتغل عندك عشان مقضيش بقية حياتي في السجن !! ولما جيت وعرفت انك كويس حتي من قبل ما أحبك اقسمت إني مش هخونك ومرضتش أعمل الي هو عايزو ! .. كان ممكن أوي أروح اديله الملف وأهرب ومكنتش انت هتعرف توصلي !
نظر إلي عمق عيناها وتابع مردفـًا بحزم : ما أنتي قولتي أتمتع بالفلوس لوحدي بقي ، وفي داهية سامي ، طالما لقيتي مغفل يحبك ! .. للأسف مش مصدقك وهتفضلي في نظري كذابة وخاينة ..
أنهي جملته وسار نحو الدرج وما أن صعد درجتان حتي سمع صوتهـا الحزين وهي تهتف بإنهيـار :
ومفكرتش في مرة ليه ضحيت بعمري فداك ؟؟ يوم ما أخدت الرصاصة بدالك برضو كنت بضحك عليك !!! يوم ما قولتلي ايه الي واجعك وانك علي طول شايف الحزن في عنيا ده كله عشان كنت بتألم وأنا بكذب عليك ، أيوة كذبت أنا كذابة بس مش خاينة ولا خدعتك أنا حبيتك حبيتك وخوفت أصارحك تتخلي عني كذبت عشان مكنتش هتتقبلني في حياتك ، إرحمني بقي كفاية
إلتفت لهـا ثم صاح بغضب : وأنتي مالك تكذبي عليا ليه قوليلي وسبيلي حرية الاختيار أقبل مأقبلش أنا حر لكن تكذبي لأ .. لا يا أروي ياما قولتلك بكره الكذب ومبعرفش أسامح كان قدامك ميت فرصة تقوليلي الحقيقة بس انتي سكتي وسكتي لييه ؟؟؟ عشان خاينة عارفة يعني ايه خاينة !
حركت رأسها نافية وتابعت بصوت باكي متألم : لأ لأ أنا مش خاينة مش خاينة ، أنا حبيتك من قلبي والله حبيتك اكتر من أي حد ..
جثت علي ركبتيها باكية بإنهيار وهي تردد بمرارة : والله ما خنتك .. والله
شعر أن قلبه يصرخ من الأعماق ، يُريد جذبها إلي أحضانه وينسي أي شئ ويلقي به وراء ظهره إلا أنه لم يقدر علي العفو !! ..
القلب يلين والعقل يرفض بشدة ، هي كاذبة ولن أغفـر ! ...
صراع .. هو صراع داخله ومعركة لا يريد الإنهزام فيهـا ، لا يريد الضعف أمام عشقه لهـا ، لذا تماسك وصعد مُسرعا إلي غرفته تاركا إياها تبكي بيأس بعد أن أكد لها أنه لن يغفر لها .. !
ما إن دلف غرفته أغلق عيناه بشدة وهو يرتمي علي الفراش بإرهاق لاعنا قلبه الذي حن لها ويريدها بجواره وأبدا لن يتركها تضيع من بين يديه فهي عشقه وملاذه وحبه الوحيد ...
تفاجئ بـ باب الغرفة يُطرق فإذن بالدخول ، لتدخل نجـاة ثم تغلق الباب خلفها وهي تقول بجدية : ممكن أعرف إيه الي أنت عملته ده ؟؟ إزاي تطرد أختها من البيت ، من إمتي وأخلاقك بالمنظر البشع ده عيب يابني عيب أوي بجد عليك !
زفـر أمير بضيق ولم يُجيب عليها ، لتقول هي بهدوء : يابني فكر شوية مع نفسك وكفاية تعب لنفسك وليها ، علي فكرة معادن الناس بتبان ولو هي وحشة أوي كده كان هيبان عليها أو علي الأقل بعد ما عرفت كذبتها كانت هربت وإختفت لكن هي متمسكة بيك لحد ما تسامحها وتعفو عنها ، ده ربنا بيسامح أنت مش هتسامح !!
قال أمير بصوت مرير : بس أنا بشر ، بشر يا عمتي ، يوم ما إتصدم صدمة زي دي تكون من أقرب الناس ليا ، مراتي !! كذبت عليا ليه لما هي مظلومة ليه مقالتليش الحقيقة ليه !
نجاة بهدوء : غلطة عادي احنا بشر بنخطأ ونتوب ولازم نلتمس لبعض الأعذار يابني
صمت أمير وهو يحملق في الفراغ ، لتتابع نجـاة بإبتسامة : أنا عارفة إنك هتسامحها عشان بتحبها وعشان إبنك الي في بطنها كمان ، خد وقتك وفكر علي مهلك بس بلاش قسوة معاها ممكن ؟
تنهد بعمق قبل أن يردف بنبرة جادة : طيب ..
نهضت نجـاة وهي تتنهد بإرتياح ثم قالت بخفوت : ربنا يهديك يارب ..
توجهت إلي الخارج ليتسطح هو علي الفراش ويشرد في من أحبها وخدعته دون قصدٍ منها..
......................

حبيبتي الكاذبة -  الكاتبه فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن