لا اصدِقك

part 27

إستيقظَ بإنزعاج بسبب أشعة الشمس التي حطّت على عينيه ، ونهض من فراشه ليبدأ روتينه الممل
بدايةً مع تفريش أسنانه ونهايةً مع ركوبه للسيارة إتجاهاً للشركة ، وقبل ذلك المرور بالمقهى المعتاد لتناول القهوة المعتادة ، ممل أليس كذلك..؟

 chanyeol 

ما إن وطأتُ بقدمي الشركة حتى إنحنى صفٌ من الموظفين لي  ، لأشير لهم بالذهاب وأكمل طريقي للمكتب ،تمكنت من سماع همسات الموظفين المرتابة بسبب مزاجي اليوم ، فأنا هادئ على غير العادة ، فقد مرتْ ساعتين بالفعل ولم أطردْ أيِّ شخص حتى الآن ولم ابدي أي إهتمام لمن حولي ، تفكيري أصبح منطوي ومشوش بسببها ، فقد عادت ذكرياتي مجددا وبدأت بالمعاناة تدريجياً ،  نزعت سترتي ورميتها على الأريكة بإنزعاج ، ضغطت زر الهاتف لأستدعي السكرتيرة بارك
ولكن سرعان ما تذكرت بأنني طردتها وإستبدلتها بِ كيم ، صحيح السكرتيرات لدي لا يكملون شهر حتى يُسلمو أوراق الإستقالة

"خذي هذه المفاتيح وإجلبي دوائي من السيارة ، من الأفضل ألا تتأخري "
 رمى المفتاح على الأرض فتنحني بإنزعاج لتلتقطه وتخرج وهي تُتمتم ببعض الشتائم  الموجهة له.

" تفضل سيدي " وضعت علبة الدواء أمامه وبجانبها المفاتيح.

" وهل تريدين مني أن أموت؟ كيف لي تناوله بدون ماء.! هل أنتِ حمقاء.؟ " حدّقت به بغضب ، كمْ تمنت أن تضرب هذا الوجه ولكن تمالكت نفسها وإنحنت بإعتذار لتذهب وتجلب المياه من أجله "

" آسفه سيدي لن يتكرر مثل هذا الخطأ مجددا "
إبتسمت وهي تضع الكأس أمامه

" بارد جداً.! ألا تعلمين أنني حساس! أريده منتصف الحرارة ليس بالبارد ولا بالحار.!" 
 رمى الكأس أمامها فينسكب على الارضية وينكسر ، فتعتذر مجددا وهي تمسك قبضتها بإحكام وتلعنه في داخلها للمرة المليون 

" تفضل سيدي  ، أي أوامر أخرى ؟" 
 وضعت الكأس أمامه وهي تنظر مباشرة لعينيه بحقد فيعتدل في جلسته ويقترب قليلا.

" ما هذه الوقاحة والجرأة ، كيف تنظرين إلي بهذه الطريقة مباشرةً؟ ألا تعلمين بأني الرئيس هنا؟ "
ضرب بيده الطاولة فتزيح عينيها عنه وهي تقضم شفتيها بغضب .

" آسفه سيدي لن يحدث ذلك مجدداً "
إنحنت وللمرة الثالثة فيشير إليها بالإنصراف ويبتسم برضى.
-

" تفضّل " نطق بعد سماعه لطرقات الباب المتفاوتة .

" منغمس بالعمل كالعادة ، أعطي نفسك راحة يا رجل" تذمر الواقف أمامه من المشهد الفوضوي الي يراه  ، أوارق مبعثرة في كل مكان  ،مخلفات و أكياس طعام فارغة ، بالإضافة الى بعض الثياب التي يخبّئها تحت المكتب ، حال لا يُحسد عليه .