دخل الطبيب على غرفة المريضة بعد مرور اسبوع كامل استعادت وعيها. كانت تغزو ملامحه الحزن والأسى ولا يعلم كيف يبلّغ المريضة بما ظهر له في النتائج، تقدم ببطيء وتثاقل نحوها وقدماه تجر بعضها بعضاَ ونبأها بالخبر المفزع:
-"مع الأسف يا آنسة جراء تعرضكِ لحادث السيارة خاصة الإصابة القوية على منطقة الرأس، أصيب دماغكِ بضرر بالغ تسبب بتلف خلايا المخ...وبالتالي لقد فقدتِ ذاكرتكِ !"
دارت الدنيا في رأس المريضة صُعقت وقد ارتعشت أطرافها وعيناها اغرورقت بالدموع المحرقة وهي تبكي بصمت يكاد يشابه صمت القبور.
لقد شعرت منذ أن عادت للحياة أن هناك شيئاً تلاشى عنها شيء مخفي وغامض رحل فجأة ! لم تعلم أن تكون حياتها وأيامها وذكرياتها الماضية قد حلّقت بعيداً عنها! كانت تحاول أن تتذكر كل ما مضى لكنها باءت بالفشل فما من شيء سوى اللا شيء لا ماضي ولا تاريخٌ سابق الحاضر وفقط.فجرّ بكاء الفتاة التي كانت تسمع النبأ مع المريضة صمت الصدمة!
كانت تبكي بألم واهتياج، ويتحشرج صوتها فزعاَ وتلقي كلاماً بغير معنى. ثم جثت على ركبتيها وهي تنظر بحزن عميق وحسرة نحو المريضة:-"سامحيني أرجوكِ لم اتصور أن تصل الأمور لهذا الحد! لقد تهورتُ مجدداً نعم لقد كنتُ ضعيفةً وهشةً كما قلتِ لم استطع التحمل سامحيني سامحيني !! "
نظرت إليها المريضة وعيناها تُبحر بالدموع بنظرة خاوية فارغة من أي معنى:
-"لكن من أنتِ؟! "عندها علا انتحاب الفتاة وبكائها أرجاء المشفى بألم وحرقة أكبر! تدخل الطبيب ليهدأ من الوضع الصادم:
-"لكن الأمل لم ينقطع بعد قد تعود ذاكرتها وتنشط من جديد، لكن لا أستطيع تحديد زمن محددٍ لعودتها ولا أستطيع أن أفعل ذلك لوحدي بالطبع! الواجب الأهم يقع على عاتقكِ لتعيدي ذاكرتها بأقرب وقت ممكن. احكي لها عن ماضيها عن احلامها عن حياتها وشخصيتها السابقة عن عائلتها وأصدقائها وحياتها المدرسية، وكل شيء تعلميه عنها لابد أن تساعديها لتستعيد ذاكرتها هذا هو واجبكِ ! "كانت تُجيب الفتاة بهستيريا وغرابة شديدة:
-"كلا كلا لا أستطيع لن أحكي لها عن أي شيء ولا عن أي أحد، لا يجب أن تعلم شيئاً عن الماضي لا أريد أن أفعلها !! "
أنت تقرأ
لم تكوني يوماً وحيدة
Chick-Litسَتَبْدُو لَكَ فِي بَادِئِ الأَمْرِ حِكَايَةَ صَدَاقَةٍ عَادِيَّةً تَجْمَعُ بَيْنَ الفَتَاتَانِ.لَكِنْ الغَرِيبُ أَنَّ اِجْتِمَاعٌ الصَّدِيقَتَانِ لَا يَتَعَدَّى بِضْعَ مَشَاهِدَ وَأَحْدَاثٍ! فَمَا حِكَايَةُ تِلْكَ الصَّدَاقَةِ البَعِيدَةِ القَرِيبَ...