رحمة الله

63 8 0
                                    

بينما كنت اشق طريقي للعبور وجدت جسرا ضيقا جدا لأعبر الى الضفة الأخرئ وضعت قدمي لأعبر وقد ركزت نظري لموضع اقدامي كي لا تزل واسقط فبدأت امشي بهدوء خطوة تلو اخرى وبينما انا كذلك واذا بمنظر جميل شد نظري اليه ونسيت التركيز على خطواتي وبينما انا غارقة في جمال المنظر زلت قدمي فوقعت في وحل الذنوب وبدأت اغطس شيئا فشيئا وانا في حالة رعب واستنجد بمن حولي ولم اجد احدا الكل مهتم بنفسه وبينما بدأت بالغرق وبدأ اليأس يسيطر علي وجدت يدا أمتدت الي فلم افكر لمن هذه اليد فأمسكت بها لكي انجو من ذلك الموقف الرهيب ولما خرجت التفت لأشكر منقذي الذي انقذني من بين كل من تركوني فلم اراه ناديت بصوت عال يامنقذي اين انت اريد ان اشكرك فسمعت احدهم يقول انه بقربك بل معك في كل وقت لكنك نسيته ولم تذكره الا لحظات الخطر ومع هذا انقذك هو لن يتركك ولكنك انت الذي تركته وكنت تنساه واشكره دائما لأنه يقدم لك المساعدة في كل وقت ومتى ما اردت
اتعرف من هي تلك اليد التي امتدت اليك لتنقذك ؟
تلك رحمة الله
رحمته التي دائما تبعدك عن المخاطر وتخرجك عند الوقوع في وحل الذنوب عندما تكون غافلا وغارقا في زينة الدنيا واغرائها
رحمة الله التي دائما يحاول بها ان يبعدنا عن خسارة انفسنا في الدنيا والآخرة
رحمة الله التي خلقنا وتكفل برزقنا واوصى بالرحمة لنا وعلينا
رحمة الله الواسعة التي يصبر على معاصينا عسى ان نتوب كي لا ندخل النار
رحمته التي تبقينا رغم معاصينا
رحمة الله التي لا نتذكرها الا عند الشدائد
رحمته التي هي اكبر من رحمة الأم الحنون والأب العطوف
رحمة الله الذي لا ينسانا ونحن في اصعب المواقف واليأس قد طوق قلوبنا وغلقت في وجوهنا كل الابواب ولكن في لحظات اليأس تجد بصيص الأمل الذي ينفذ من نافذة الرحمة الألآهيه

الله تعالى قوي وكبير وقادر ولا احد يشك في ذلك ولكنه رغم قدرته وقوته فهو رحيم وعادل وحليم فلا يستعجل بعقوبتنا بل ينتظر توبتنا اليه
اليست رحمة الله هي التي تبقينا
وحتى عندما نقع في الابتلائات فلا يعني ان رحمته قد انقطعت عنا بل بالعكس فربما بلاء قليل يدفع به بلاء كبير كمثال خرق الخضر (ع) للسفينة ليدفع بها بلاء اخذها من قبل الملك الظالم
قد ترى انسانا اعمى او اعرج او اصم او فقد احد حواسه او اجزاء جسمه وتقول في نفسك اين عدالة الله من هذا
انت لا تعرف ربما هؤلاء الاشخاص لو لم يكن لديهم نقص لآذوا الناس وأغضبوا الله وربما يريد الله ان يعاقبهم على ذنوب فعلوها وهذه تزكية لهم
وغيرها من الحكم التي نجهلها ولكن علينا دائما ان نثق برحمته وحكمته
كثير من الكتب والخطب التي تتحدث عن عقاب الله وغضبه ودخول من يعصيه الى جهنم
ولكن لا ننسى انه غفور رحيم وقد  رحم هؤلاء ولكنهم ظلموا عباده وامهلهم ولكنهم تركوا الفرصة تضيع من بين ايديهم
ان من رحمته انه لا يرضى بالظلم ويأخذ بحق المظلوم فربما يغفر الله للعبد مابينه وبين الله ولكنه لا يغفر لما بين الظالم والمظلوم
ومن رحمته انه جعل شرط مغفرته للظالم الا بمسامحة المظلوم له

الكثير من آيات الرحمة التي تحدث بها القرآن ووصف فيها الله تعالى بالرحمة والرأفة وخير الجزاء
الكلام لا يكفي عن رحمة الله ولو اطلت الحديث لسنوات ولكن علينا ان نفهم ان لنا ربا وسعت رحمته كل شيء وليس كمثله شيء

الحمدلله انه ربنا الذي وسع كل شيء علما وحلما. الحمدلله لنا ربا اسمائه صفاته. الحمد لله لنا ربا غنيا وكريما وعادلا ورحيما وعطوفا وموجودا في كل مكان و زمان. الحمدلله لنا ربا عظيما مقتدرا حليما. الحمدلله لنا ربا لا تعد ولا تحصى نعمه. الحمدلله لنا ربا في الشدة والرخاء نجده معنا الحمدلله لنا ربا هدانا لحمده وشكره والحمدلله على حمده

 


أختر طريقك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن