هذه القصة قرأتها ذات مرة
يقال في زمان نبي الله موسى عليه السلام كان رجلا عابدا ناسكا تقيا لا يقترب للذنب ابدا وكان كل الناس يعرفونه بأيمانه وتقواه ويحترمونه
عقد ابليس مع جنوده اجتماعا ضد ذلك الرجل التقي وقال لجنوده: من منكم يستطيع اغواء ذلك العابد وايقاعه في الذنب فبدأ كل واحد من الشياطين يستعرض نفسه امام ابليس حتى وقف الوسواس الخناس واستعرض نفسه فقال له ابليس: انه رجل ورع جدا ولن ينفع معه الوسوسة بعدها نهض شيطان يقال له الأغواء واستعرض نفسه فسأله ابليس :كيف ستغويه
قال: بالبر. ضحك ابليس بمكر وقال: نعم انت من سيوقعه في الذنب
( لا ينفك ابليس عن الايقاع ببني آدم حتئ يلقيهم في الهاوية)اما الرجل العابد فقد كان يتعبد ليلا في دار العبادة الذي يجتمع به المؤمنون مع نبي الله موسى عليه السلام فكان يقوم ليله يصلي ويتضرع الى الله ولكنه ينام ليأخذ قسطا من الراحة حتى يقوى على اكمال عبادته
ولكنه انتبه لرجل وقف بالقرب منه ليصلي وكان يصلي ويبكي ولا يأخذ استراحة طوال الليل وحتى الفجر واستمر ذلك الرجل يأتي كل ليلة ليتعبد والناسك ينظر اليه بعين الحسد فسأله: كيف لك القدرة على كثرة العبادة فأنا اتعب وآخذ قسطا من الراحة لأكمل
بكى ذلك الماكر ليوهمه انه انسانا تقيا ولا يعلم انه احد جنود ابليس تسلط عليه ودخل عليه من باب البر والتقوى وكانت نقطة ضعف العابد انه حسده على عدم تعبه من كثرة العبادة وطمع في المزيد الذي لا طاقة له عليه (فأن الله لا يكلف نفسا الا وسعها)فأجابه الشيطان: لقد اذنبت ذنبا كلما تذكرته ازددت في طلب المغفرة وكثرة العبادة
فسأله العابد: وماهو ذلك الذنب فأنا لم اقترف ذنبا
قال له الشيطان: انه ذنب اذا فعلته ستتوب بعدها وستكثر بعبادتك لله أكثر فأكثر
سأله العابد بفضول: ارجوك قل لي ماهو الذنب
قال الشيطان: اذهب لأمرأة زانية وامسكها فقط وبعدها تب لله ولن ترتكب ذنبا في حياتك ابدا بعد ذلكسأله العابد: ولكن اي زانية فأنا لا اعرف واحدة
قال الشيطان: انها تسكن في اطراف القرية واسمها فلانة
سأله العابد:ومتى برأيك افضل وقت لأذهب اليها
قال الشيطان: الآن اذهب
لقد كان الوقت في منتصف الليل
نهض العابد وذهب لتلك الزانية التي وصفها له الرجل العابد كما يظن ولا يعلم انه شيطان استغل طمعه للعبادة فأغواه عن طريقها (فالطمع ضر وما نفع)
كان العابد يمشي متجها لبيت تلك المرأة وهناك احساس يدفعه للرجوع وآخر يدفعه للتقدم ولكن طمعه للعبادة دفعه للذهاب لبيت الزانية طرق الباب
فخرجت أمرأة جميلة وتلبس ملابس مثيرة فنظرت له وقالت: من انت
اجابها: انا فلان العابد
ضحكت وقالت: وهل ترى بيتي للعبادة
قال لها: اريد ان ادخل
نظرت اليه بتعجب وكانت قد سمعت عنه فقالت له ماذا تريد
قال: امسك يدك فقط
اجابته: وبعدها
قال: فقط لا شيء
قالت: اذن انت لا تعرف ان اللمس يغويك ويوقعك في الزنى فهل تريد التخلي عن سنوات عبادتك وزهدك
قال: بالعكس لن اتخلى جئت لالمسك حتى اتوب واكثر بعبادتي
نظرت له بأستغراب وقد احست ان هناك من اغواه: ومن قال لك ذلك انك عندما تلمسني ستقع في الخطيئة وستعتاد عليها وستنسى التوبة والعبادة وسيشجعك الشيطان اكثر احكي لي وسأجعلك تلمسني
حكى لها عن ذلك الرجل
فبكت وقالت: انه الشيطان يا عبد الله اذهب من امام بابي فمثلك لا اريد ان يتنجس بمثلي اذهب واستغفر ربك واقتنع بعبادتك التي تقدر عليها فقط واغلقت الباب في وجهه بكت من شدة التأثر واستغفرت الله وشكرته اذ انه شرفها بزيارة ذلك العابد
فرجع وهو يستغفر الله هل يعقل ان ذلك شيطان وهل الشياطين تصلي
نعم تصلي عندما تريد خداع شخص ما وايقاعه بالذنب
في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع على معجزة اذ انهم وجدوا الإرضة قد حفرت علي بابها (ان الله قبل توبة فلانة وادخلها الجنة) فدخلوا ليجدوها ميتة فجاء النبي موسى عليه السلام وطلب من الناس حملها ودفنها والقيام بالازم لها فعلى ما يبدوا انها فعلت شيئا عظيما غفر به الله لها جميع ذنوبها
سمع العابد بموت تلك المرأة التي انقذته من الذنب وجاء يبكي بقرب قبرها فسألوه بأستغراب: هل تقربك
قال: بل لها فضل علي بسببه تاب عليها الله وحكئ للنبي ما حدث معه
فقال النبي عليه السلام: انقاذ شخص عابد من الذنب انه عمل عظيم عند اللهفأنقاذ العابد عن الذنب وهداية الضال لطريق الصواب لهما الأجر العظيم عند الله فالله يحب عباده فنصيحة شخص لأبعاده عن الذنب ولو كنت عاصياً لربما ستفتح لك ابواب التوبة
اللهم اهدي الجميع وابعدهم عما يوجب غضب الله
![](https://img.wattpad.com/cover/145036362-288-k663595.jpg)
أنت تقرأ
أختر طريقك
Spiritualفي متاهات الزمان دائما هناك مفترق لطريقان احدهما تزخرف بأنواع المغريات ولكنه يقود الى الهاوية وطريق قد علقت عليه مصابيح تنيره لتعرف اين تضع قدمك ولكنه يحتاج للصبر والثبات وهو يقود الى نجاتك وخلاصك.