حكى لنا ذات مرة احد اقاربنا هذه القصة التي سمعها من صديقه صاحب القصة نفسه وكانت هذه الحادثة في التسعينيات من القرن الماضي في اقسى الايام التي مرت على العراقيين بسبب الحصار
قال: ذات يوم كانت ظروفي صعبة جدا اذ ان قوتي قليل وحاجة عائلتي كبيرة
اذ انهم يحتاجون الى الخبز الذي كان شحيحاً في ذلك الوقت وكان سعر الطحين غالٍ ونحن نمر بأقسى الظروف فترى اطفالك يبكون جوعا من اجل رغيف خبز بينما يجب ان يكون الطفل قد شبع من قطع الحلوى ظروف قاسية يطول شرحها فرأيت اطفالي يبكون جوعا فمنذ يومين لم يجدوا ما يسدون به جوعهم سوى بعض ما تحاول زوجتي ايجاده في المنزل فخرجت من المنزل وقد كانت الدنيا مسودة في عيني وجائتني لحظة ضعف وكرهت كل شيء حتى كرهت نفسي لأني وجدت في هذه الحياة وبينما انا اتمشى متحيرا رآني احد الاشخاص من النواصب فسألني ما بالك فأجبته دون وعي مني: بسبب قلة المال وعيالي يبكون جوعا
فأستغل حاجتي وقال لي: سنعطيك المال وكل شيء وستعيش برغد العيش ولكن بشرطٍ واحد
قلت: وما هو ؟
قال: ان تتبرأ من علي بن ابي طالب
قلت له: حسنا سأفعل ولكن فقط اريد ان اتخلص من هذا الفقر (كان قصده ان يأخذ المال ولن يعود اليهم)
ولكنهم قالوا له: نحن لا نصدقك حتى تثبت لنا ذلك
قلت لهم وكيف؟
قالوا اتبعنا وستعرف
فأدخلوني لمنزل فيه غرف كثيرة ولكنهم ادخلوني لغرفة خالية ومعلق على الحائط صورة مرسومة للأمام علي عليه السلام. نظر اليّ كبيرهم وقال: هيا ابصق على الصورة
يقول صاحب القصة التي حدثت معه: لا انكر حجاتي ووضعي ولكني نظرت الى الصورة مطولا وانا انظر في عيني الامام العظيم فأرى عتابا في عينيه فأغمضت عيني خجلا منه والتفت الى كبيرهم وبصقت عليه وقلت له: اموت انا وابنائي جوعا ولن اتبرأ من أمير المؤمنين عليه السلام
عندها ضربوني بشدة وكسروا عظامي ورموني خارجا ولكني رغم جراحي والآلامي كنت مرتاح الضمير وفرحا فرجعت لبيتي فأستقبلتني زوجتي وسألتني اين كنت ومن الذي فعل هذا بك فقلت لها: هذا غرامة حب علي (ع)
فقصصت لها ما جرى فقالت لي: الحمدلله ان الله لا يترك عباده ،الموت ارحم لنا من ان نتبرأ من امير المؤمنين عليه السلام فقد جاء اخي اليوم وقد جلب لنا الطحين وما كنا نحتاجه مع الخضروات وقال لي فليأتي زوجك غدا ليعمل مع صديقي
عندما سمعت كلام زوجتي حمدت الله كثيرا وشكرته على نعمائه وانا ارى الفرج بعد الضيق وان الله جعل حب امير المؤمنين في قلبي ولم تتقبل نفسي ان اتركه
فذهبت في اليوم التالي الى صديق اخ زوجتي وبدأت بالعمل ولم يمر شهرين الا وقد بارك الله في رزقي وقد فتحت محلا خاصا بي وكانت ارباحه ممتازة ولا ازال في زيادة الرزق ولم ارى الفقر بعد ذلك اليوم الحمدلله اني لو تبرأت من أمامي واخذت المال ما كان سيكون مباركا كهذا .هذه القصة فيها اوجه كثيرة مثلا ان لكل انسان اعتقاده الخاص فلا تستغل حاجته او ضعفه لتغير رأيه
وان من يحاول جذب الناس بالمال فمؤكد ان معتقده دنيوي لا محالة
وان من يتصور انها عندما تضيق لا تفرج فأعتقاده خطأ ولكن الفرج كالموت فوقته مغيب عنا قد يأتيك على حين غفلة او يطول فتحس باليأس وبعدها تفرج
اما ان من يحب الإمام علي عليه السلام حتى لو كان فاسقا لن يستطيع التبرء منه ابدا لأن هذا الأنسان وقفت لعظمته الشعوب والديانات متحيرة وامتدحوه بألاف الكلام
انسان حمل معنى الأنسانية فأنشدت بمدحه القصائد وتفاضل بمجده الأكارم واعتز بحبه التابع له فله تاريخ حافل بالمجد
وقد يقول البعض اننا متعصبون بحب علي عليه السلام. فأنا اقول نعم نحن متعصبون
فأنه لايوجد من هو افضل منه فضلا بعد النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم. فلو وجد رجلا بمثل فضائله لأتبعناه انه سيد الأوصياء الذي ما ان تعرفه حتى تغوص في بحر كرمه وفضائله
أنت تقرأ
أختر طريقك
Духовныеفي متاهات الزمان دائما هناك مفترق لطريقان احدهما تزخرف بأنواع المغريات ولكنه يقود الى الهاوية وطريق قد علقت عليه مصابيح تنيره لتعرف اين تضع قدمك ولكنه يحتاج للصبر والثبات وهو يقود الى نجاتك وخلاصك.