ما يحدث في داخلك !

33 3 0
                                    

في محكمة الأنفس

تربعت النفس المطمئنة (العقل) على كرسي القضاء وكان المدعي العام النفس اللوامة (الضمير) يقف على يمين كرسي القضاء يوجه الاتهامات الى المتهم الواقف بين قضبان الذنوب الا وهو النفس الأمارة بالسوء (الهوى) وهو يبرر لنفسه عن جرائمه والقاضي صامت وينظر لكلاهما وهما يتكلمان
احدهما يبرر ما فعله والآخر يوجه اليه اللوم والأتهام ثم طرق( العقل) بمطرقة اليقظة فأنتبه الأثنان
فقال القاضي (العقل): بعدما استمعت لكلاكما وضعت ميزان حكمتي العادل ليحكم لما هو افضل ، انت ايها (الهوى) متهم بفعل ما يخالف القانون الألهي الذي يحافظ على قانون الطبيعة والكائنات فأردع نفسك وكفى تمسكا بذنبك الذي ان بقيت على تمسكك به سيهوى بك الى الهاوية. ، استغفر الله ابصر طريقك جيدا فأنت تسلك طريق الأشواك وتترك طريق الورود ظناً منك انك تتماشى مع عصرك فكل شيء في هذا الزمن او بعده او ماكان قبله خاضع لقانون ثابت وهو طريق الحق والخير والصلاح

ثم اردف قائلاً وهو يلتفت نحو (الضمير)احسنت فعلاً اذ انك كنت يقضاً فأمسكته وقدمته للعدالة ووجهت له اللوم ليردع نفسه عن الأخطاء فلولا لومك ما وصل (الهوى)اليّ لأوجهه لطريق الصواب واكبح جماحه

  في محكمة اخرى (انسان آخر)

كان القاضي (العقل) ضعيفاً والمدعي العام (الضمير)غائباً او بمعنى آخر غافلا متغاضي عن اخطاء المتهم (النفس)او (الهوى)والهوى غالب ومسيطر فالقانون ضعيف والمسؤوول غافل فبقي هو يعيث فساداً حتى يضع الله امامه الحجة البالغة فمصيره اما ان ينتبه الضمير فيتحرك ليدعم القانون ويطبق العدالة فيتوقف الهوى عن الأنغماس في الأخطاء
او تبقى غشاوة على بصيرته تمنع ذلك النور من الدخول ليفتح الضمير عينيه ويبقى مخطئاً حتى يهلك

فمن انت من هذين
احكم بنفسك وانظر

# بقلمي

أختر طريقك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن