كم هو عظيم حنان الوالدين وكم يفنون حياتهم من اجل ابنائهم
لكن حنان الله وحبه لنا اعظم من حنان الابوين لأنه يرعانا قبل ابوينا
واليكم هذه القصة الجميلة والتي لا تخلوا من العبرةيقال انه في احدى بلدان الروم اصيب الملك بمرض عضال فجاء اليه اكبر الأطباء فلم يعرفوا علاجه الا واحدا منهم وهو احسنهم في الطب واقدمهم قال له: سيدي دواءك موجود ولكنه صعب
قال الملك: قل ايها الطبيب فلو كان في قعر الأرض اخرجته لأرتاح من الألم
قال الطبيب: سيدي دوائك هو ان تأكل كبد طازج من طفل له شعر ذهبي وبشرة ورديه ولكن عيناه سوداوان
قال الملك: ومن اين اجد في بلادنا من له عينان سوداوان بينما شعبنا يتميز بالشعر الذهبي والبشرة الورديه والعيون الملونه
قال: ابحث وستجده يا سيدي
ارسل الملك جنوده للبحث عن مواصفات ذلك الطفل وفي يوم وجدوا طفلا في السادسة من العمر يلعب مع اصدقائه في الأحياء الفقيرة وكانت له تلك المواصفات وبالذات لون العينان فسألوه اين منزلكم نريد ان نقابل ابواك فأرشدهم للبيت فأستقبلهم الاب فجلسوا معه وحدثوه هل هذا ابنك مشيرين للولد
اجاب نعم
قال احدهم: اسمع يا اخي نريد ان نشتري منكم ابنكم بالمبلغ الذي تطلبونه وعلى ما يبدو انكم فقراء وهذه فرصة العمر وان لم تقبلوا بالعرض سيؤخذ منكم جبرا ولن تحصلوا على شيء
اجاب الاب بتعجب وعصبيه: كيف ابيع ابني قالوا له: سيرزقك الله غيره وستعيشون بقية حياتكم بنعمة افضل من ان تقضوه بالفقر مع ابنكم
قال الاب: ولكن لأي غرض تحتاجونه
قالوا: يريده الملك ولن تروه بعد ذلك
فقبل الاب مجبرا ولكنه قال لهم كيف ستقتنع امه ببيعه
قالوا اقنعها بمعرفتك
ذهب اليها وبدأ بالكلام معها واقناعها فبكت الام وصرخت وقالت لن ابيع ابني ولن اتخلى عنه فقال لها زوجها سيأخذونه رغما عنا حين ذاك ستخسرين المال الذي سنعيش به حياة كريمة وسيعوضنا الله بأبناء كثيرون يعيشون بنعمة افضل من ان يجدوا ابويهم فقيرين
بدأت الأم تلين وترضخ للأمر فقبلت رغم ان قلبها يمنعها فقد علمت انه لا مفر من أمر الملك
اخذ الجنود الولد واعطيا والديه مالاً
كثيرا
ولما قدموه للملك قال حسنا هيأوه لي
فُقيد الطفل على سرير وبدأ الطبيب بحد الشفرات وتحضيرها ليستخرجوا كبده طازجا ويأكله الملك ليتعافى
نظر الطفل فوجد كل الناس تريد قتله والملك ينتظر بالقرب منه كأنه وحش جائع بينما ابويه اللذان كان يحتمي بهما ليجد عندهما الأمان تخلوا عنه فلم يبقى له سوى الله فنظر الى السماء بفطرته ودمعت عيناه وقال :(ربِ الكل تخلى عني حتى وآلداي فهل ستتخلى عني ولم يبق لي احد سواك )
رأى الملك الصبي يتمتم بكلمات لم يسمعها وبينما اراد الطبيب استئناف العملية اوقفه الملك قائلا: انتظر اريد ان اعرف مالذي قاله هذا الصبي قبل ان تقتلوه
فسألوه فأجابهم الصبي بالذي قاله ثم اضاف:( كيف لك ان تشفي نفسك بقتلي وتحيا سعيدا مرتاح الضمير انك سلبت روحي من اجل ان تعيش اياما معدودة)فأطرق الملك ثم قال: اطلقوا سراح هذا الصبي وارجعوه لاهله والمال الذي اخذوه هبة لهم
فقال الطبيب :ولكن سيدي علاجك ....
قال الملك: كما قلت والاعمار بيد الله
وبعد مدة بدأ الملك يتعافى دون سبب ولم يحتاج لقتل نفس ليحيا هوالعبرة
-------
لا تيأس ولو تخلى عنك اقرب الناس فالله لن يتركك
لا تيأس ففي لحظات الضيق والعسر هناك فرج
لا تبني حياتك وسعادتك على تعاسة وموت الآخرين حتى لو كان الخيار الوحيد لك فالأيثار يرفعك ويفرج عنكوالعمل الصالح اياً كانت وكيفما كان سيدفع عنك البلاء والموت لأنك ادخلت السرور على قلوب عباد الله فيحب الله ان يَسُرك كما افرحت غيرك
أنت تقرأ
أختر طريقك
Spiritualفي متاهات الزمان دائما هناك مفترق لطريقان احدهما تزخرف بأنواع المغريات ولكنه يقود الى الهاوية وطريق قد علقت عليه مصابيح تنيره لتعرف اين تضع قدمك ولكنه يحتاج للصبر والثبات وهو يقود الى نجاتك وخلاصك.