قرأت هذه القصة ذات مرة والتي لا تخلو من العبرة
يقال ان رجلا ثريا جدا وكان ايضا انسانا مؤمنا مصليا صائما قائما يمد يد المساعدة للفقراء والمحتاجين ويعطي الصدقات ويؤدي الزكاة اضافة الى معاملته الحسنة لعائلته يعتبر نفسه ان الذي يملكه من ثروة ماهي الا من ملك الله اكرمه بها وآمنه عليها فواجب عليه ان يعطي مما اعطاه الله من صدقات السر والعلن وغيرها
بعض الناس يحبونه لأنه رغم ثروته لم يتكبر
وبعض الناس يحسدونه على ماهو فيه ويقولون عنده حظ كبير فقد اوتي كل شيء من النعم
في احد الأيام جاء الى منزل هذا الغني رجل يقال له درويش يكون انسانا فقيرا زاهدا عابدا فدخل الى بيت الغني وهو مندهشا لما يراه من اثاث جميل وثمين فجلس منتظرا الرجل الغني. وما هي الا دقائق حتى جاءه الرجل مرحبا به دون أن يعرفه فجلسا
قال الدرويش معرفا نفسه: انا رجل فقير والحمدلله واعيش في كهف بعيد عن الناس اعبد الله وافترش الحجارة كي تذكرني دائما بالآخرة ولا تتزين الدنيا بعيني
اجاب الغني: اهلا وسهلا تشرفنا ولكن هل لديك حاجة اقضيها لك بأذن الله
قال الدرويش: اشكرك حاجتي عند الله فقط ولكن اسمع يا بني انا لا املك غير ملابسي هذه وقوت يومي وهذه العصا التي امسكها اتعرف لماذا لأني سأحملها على ظهري يوم القيامة لأنها من ممتلكاتي فأنا جئتك ناصحا لأني سمعت بأيمانك وأردت تنبيهك
قال الغني: انا مستعد ان ازهد بالدنيا كلها مقابل رضا الله
قال الدرويش: اذن اترك كل ثروتك خلفك وتعال معي الى الكهف لتقضي بقية عمرك في العبادة
وبعد حديث واقناع وافق الرجل الغني ان يترك ثروته بعهدة عائلته والسفر لكي يتعبد بعيدا عن الناس والثروة وزينة الدنيا
فذهب ولم يأخذ معه شيئا سوى قليل من الطعام والماء ، مشيا سويا مسافة طويلة عبرا فيها الطرقات الوعرة وصعود ونزول الجبال وقد اخذ التعب منهما مأخذا فجلسا ليستريحا ويقتاتان قليلا من الطعام والشراب وفجأة صرخ الدرويش: عصاي!
اجابه الرجل: مابها عصاك
قال: لقد نسيتها ويبدو اني نسيتها في منزلك
قال الرجل: دعها ستجد غيرها
قال الدرويش: كلا لا استطيع الأستغناء عنها سوف نعود ادراجنا لكي استرجعها
قال الرجل: دعها فقد قاربنا على الوصول
ولكن الدرويش اصر على العودة حاول الرجل الغني اقناعه بأكمال الطريق الى ما سعوا اليه ولكنه أبى وهنا ثار غضب الرجل وقال له: لقد جعلتني اترك ثروتي وكل شيء كي ازهد عن زينة الحياة ورضيت بذلك برحابة صدر فقط ما يهمني رضا ربي علي وانت لا تستطيع الأستغناء عن عصاك. انا مخطيء لقد تركت النعم التي اعطاني الله وجعلني سبب رزق لكثير من الفقراء فلماذا اترك مساعدة الناس واختلي في كهف بعيد عن الناس الذين بحاجتي سأرجع واكتفي بأختلائي بالله في اسحاري. وافترقا وعاد الغني الى داره--------------------------------------------
يقال ان الغني يمتحنه الله بماله والفقير يمتحنه الله بالصبر
فأن لم ينفق الغني مما رزقه الله في العمل الصالح ومساعدة الفقراء وفي سبيل الله وايفاء الزكاة فأنه محاسب امام الله
اما الفقير فأذا ما ابتلاه الله بعسر الحال فما عليه الا الصبر والتوكل على الله وعدم التقرب لمال الحرام وليعلم انه عاش فقيرا ربما بسبب الذين اكلوا مال الحرام الذي هو ربما من حقه وحق غيره وايضا هو محاسب
وكل واحد منا محاسب على النعمة والبلاء وما يكون موقفه آنذاك
بعض الناس يقولون يجب ان نعيش فقراء مثل اهل البيت عليهم السلام
هؤلاء على خطأ فان اهل البيت عليهم السلام شأنهم خاص. فأن جاءه رزق لا يرده ويعيش في حالة فقر فأن الله يحب الخير لنا دائما ويريدنا ان نعيش بكرامة وان لا نحتاج غيره
----------------------------------
وهذه قصة أخرى
يقال ان احد صحابة الأمام علي عليه السلام كان ميسور الحال كثيرا في احد الايام قال لأمير المؤمنين عليه السلام: سأتصدق بكل ما املك حتى اكون مثلك يا امير المؤمنين وآكل خبز الشعير مع الماء والملح
اجابه امير المؤمنين (ع):انت لست واليا او مسؤلا عن امور المسلمين فأنا بأعتباري خليفة الله فعلي ان لا ادع احدا يجوع او يعرى ، اما انت فمسؤل عن عائلتك واقاربك فلهم الحق بالاولويه فأن الله لا يحاسبك على ماكسبته من الحلال وانفقته في مرضاة الله
ان الله يحب الكادح والساعي وراء رزقه بالحلال كي يعيش معززا مكرما بين الناس الغنى شيء جيد ولكن له قوانينه والفقر بلاء ويجب الصبر عليهان الغني من الرجال مكرم
وتراه يرجى ما لديه ويرهب
ويبش بالترحيب عند قدومه
ويقام عند سلامه ويقرب
والفقر شين للرجال فأنه
يزرى به الشهم الأديب الأنسبالامام علي عليه السلام
أنت تقرأ
أختر طريقك
Spiritualitéفي متاهات الزمان دائما هناك مفترق لطريقان احدهما تزخرف بأنواع المغريات ولكنه يقود الى الهاوية وطريق قد علقت عليه مصابيح تنيره لتعرف اين تضع قدمك ولكنه يحتاج للصبر والثبات وهو يقود الى نجاتك وخلاصك.