يحكى ان شابا كان مدمنا على الخمر كثيرا ولأن اهله نصحوه ولم ينفع تركوا امره لله عسى ان يهديه
في احدى السنوات وتحديدا في الليالي العشر الأولى من محرم الحرام الذي يقيمون به الشيعة مآتم لمصاب الامام الحسين عليه السلام كان ذلك الشاب يتمشى في الشوراع وهو مخمور ويترنح فصادفه في الطريق رجل يحمل بيده كتب سأله من انت وما هي هذه الكتب
اجابه الرجل: انا مله اقرأ المآتم على سيدنا المظلوم ابا عبدالله
دمعت عينا الشاب السكير وقال للمله :ارجوك اقرأ لي مأتم
رفض المله وقال له: عندي مجالس كثيرة وليس لي وقت لسكير مثلك ابتعد
غضب الشاب وقال له: تقرأ لي والا سأصيح بأعلى صوتي واقول هذا صديقي
سكت المله وحاول الافلات لأنه لا يعي ما يقوله منه فقال: لكني احتاج الى منبر
قال الشاب: سأحملك على ظهري .
وحمله على ظهره فأستسلم المله له وقال له :سأقرأ لك القليل
وافق الشاب وبدأ المله بالقراءة وبدأ الشاب السكران باللطم والبكاء وهو ينادي (يا مولاي يا ابا عبدالله يا غريب كربلاء)
وكلما قال له المله هل تعبت يجيبه بأنه لم يتعب
حتى مر الكثير من الوقت واهل المجالس ينتظرون المله ولما بحثوا وجدوه يقرأ في الشارع على اكتاف شاب فبدأ الناس باللطم والبكاء حتى انتهى المجلس وعاد الكل لبيته وذهب المله والشاب كل واحد لبيته
في المنام رأى الشاب ان يوم القيامة قد قامت وكل شخص يفكر في نفسه فقد رأى رهبة وهول الموقف الذي جعله يرتجف ولما تطايرت الصحف ونودي كل امرء بأسمه سمع مناديا بأسمه يناديه فلان تعال معنا لنلقي بك في النار فأنت عاصٍ شارب للخمر فسحبوه وهو يصرخ بشدة وهو خائف جدا سمع صوت ينادي دعوا فلاناً فهذا الشاب قد بكى ولطم في الليلة الماضية من اجلي فأتركوه من اجلي فترك الزبانية الشاب فنظر فرآى رجلاً مقطوع الرأس مخضباً بالدماء هو من كان ينادي. فزع الشاب من النوم وهو متعرق وكان كل جسده يرتجف فنهض واغتسل واستغفر الله وقال في نفسه: انه سيدي ومولاي ابا عبدالله الحسين عليه السلام فقد قال انني بكيت ولطمت من اجله كيف يخصني بشفاعته وانا انسان عاصي وشارب للخمر
ومنذ ذلك اليوم تاب الشاب ورجع الى ربه وكان يحضر مجالس الامام الحسين عليه السلام خادما باكيا لما رآه من كرمه فمن اجل دمعة انقذني من النار شكرا لله رب العالمين الذي جعل محمد وآل محمد حبل الله المتين وسراطه المستقيم وسفينة النجاة التي تنقذنا من طوفان الذنوب اذا اغرقتناليس كل انسان عاصي نحكم عليه هذا في النار فكل انسان مهما كان عاصيا او مؤمناً المهم الخاتمة عند الموت ان نموت ونحن مؤمنين تائبين فكثير من الناس عاشوا حياتهم بالتقوى خسروا كل شيء عند لحظة الموت وكثير من الناس عصاة تابوا بسبب عمل صغير بنظره كبير عند الله وختمت حياتهم بالخير
ومن الله التوفيق
اللهم اجعلنا ممن تختم حياتنا بطاعتك بحق محمد وآل محمد

أنت تقرأ
أختر طريقك
Spiritualفي متاهات الزمان دائما هناك مفترق لطريقان احدهما تزخرف بأنواع المغريات ولكنه يقود الى الهاوية وطريق قد علقت عليه مصابيح تنيره لتعرف اين تضع قدمك ولكنه يحتاج للصبر والثبات وهو يقود الى نجاتك وخلاصك.