17

9.1K 218 0
                                    


تمدد سيف علي الفراش وهو لا يصدق بأن همه انزاح .. كان همه الأخير الاطمئنان علي ابنته الصغيرة وها قد فعل .. حازم شاب يؤتمن علي حياة ابنته .. ومي التي استطاعت تجاوز محنتها مع زوجها لتعود لبيتها مرة أخرى ... وإياس همه الأكبر فأراح باله بعدما اتفق علي اقامة عرسه مع أخوته ...
دخلت فريدة وهي تحمل كوب قهوته وملامح الرضا والسعادة تملأ وجهها ... وضعت الكوب علي الكومود وجلست علي حافة الفراش وهي تتنهد براحة...
هتفت فريدة بسعادة: مش مصدقة إن كل ده حصل .. يعني خلاص كلها أسبوعين وأرتاح!!!
ضحك بخفوت قائلا: بس ياريت متنشغليش بعيالهم بعد كده وتسيبيني علي الرف !!
ضحكت بمرح ومازالت شاردة في سعادتها : أنت مش متخيل فرحتي ازاي دلوقتي ؟؟
ربت سيف علي شعرها وهو يقول: أكيد مش أكتر مني ..
نظرت نحوه بدهشة فأجابها بشرود ومازال يلعب في شعرها : من أول ما سافر يوسف وانتي انشغلتي عني .. صدمتك لما كنتي حامل في مراد كانت أقوي من فرحتك يمكن لانك مكونتيش عايزاه .. خوفي الوحيد كان إنك تعاقبيه علي عملة أبوه وتسيبيه .. وقلقي زاد لما رجعتي من عنده أول مرة تسافري كان بسبب مراد كان عندي شك بإنك هتسيبي البيت وتمشي ... بس اللي حصل بعدها كان أكتر . أنتي بعدتي عني .. مع إنك مسبتيش الأوضة حتي لكن كنتي بعيدة عني زي بعد المشرق والمغرب!!!
انهمرت دموعها دون إرادة منها وهي تسمعه لأول مرة يشتكي لها ومنها ربما كما يقول بسبب بعد المسافة بينهما لسفر يوسف وبعده عنها .. أو لأنها لم تكن تعرف السبب وقتها .. لم تعرف من تلوم .. تلوم نفسها لأنها استمعت لزوجها الذي كان خائف علي ابنه البكر أم تلومه هو لأنه عرض عليها الفكرة من الأساس ...
نفضت رأسها بقوة تخرج منها أفكارها تلك .. لا يهم ما حدث بالماضي لقد رحل . وحاضرها يحاصرها بالسعادة ومستقبلها تشعر أنه سيكون أروع ... حتي مع قلبها الذي يستشعر وجود خطب ما .. لا يهم . تجاهلته ...
وضعت رأسها علي صدره وهي تقول : انسي اللي حصل كله ... خلينا نبدأ صفحة جديدة !!!.
احتضن رأسها مقبلا إياها وهو يقول: تفتكري !!
هتفت بثقة اكتسبتها من وجود الجميع حولها لا شئ ينغص عليها : قلبي بيقولي كده !!
ابتسم براحة فيبدو أن القدر كتب لهم فرحة بعد طول عذاب ...
_________________________
عاد يوسف من أمريكا بعد أسبوعين قضاهما مع خاله لحين الاطمئنان عليه بعدما أخبرته إيلينا بأنه متعب ويريد رؤيته بشدة .. لا يزال يتذكر كلماته التي لم يتوقع يوما بأن يسمعها منه .. طالما رأي فيه الشخصية القوية ذو النفوذ والسلطة لكن كل هذا ذهب مهب الرياح عند أول عاصفة لا ليست بالقوية ولكنها كانت أضعف مما تخيل ....
شعر باحتضان ابنه له من قدميه فانحني يحمله مقبلا له قائلا: وحشتني يا دومي !!!
هتف أدم بسعادة قائلا: وأنا كمان miss u dad ..
ضحك يوسف بتعب قائلا: وبعدين بقا .. هتتكلم عربي ولا انجليزي بوظت اللغة !!
لم يفهم ما قاله واحتضن عنقه مقبلا وجنته قائلا: مامي زعلانة منك أد كده ..!
قال كلمته الأخيرة وهو يفرد ذراعيه علي وسعهما ...
هتف يوسف بتعجب: مامي مين ؟؟!.
– مامي ياسو !!.
ضحك يوسف بقوة وهو يقول: مامي وياسو سوا !!!؟
أتت فريدة تحتضنه عندما سمعت صوته من الأعلي وهي تقول: حمدلله ع السلامة يا حبيبي !!
قبل رأسها قائلا: الله يسلمك يا ماما!!.
ثم مد يده بالصغير لها قائلا: هطلع اريح شويه عشان عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم !!.
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بقلق: خالك كويس يا يوسف .. صح ؟؟!.
هتف يوسف بابتسامة مطمئنة قائلا: متخافيش عليه هو الحمدلله عدي مرحلة الخطر .. بس ...
قطع كلامه وهو يقول بارهاق: خليني أريح شوية الأول !!!
هزت رأسها بتفهم ليتركها مغادراً للأعلي !!!
قلبها يخبرها بأن لدي ابنها كثير من الأخبار عن خاله .. رغم أنها مازالت حانقة عليه إلا أنها كما يقولون "عمر الدم ما يبقي مية " .. تنهدت بقوة وهي تدعو الله بأن يتم شفاؤه علي خير !!!
____________________
عادت إبان للمنزل بعد انتهاء احتفالها مع إياس سويا !!!
فوجدت المنزل ساكناً ويبدو الحزن مخيم علي والديها ...
اقتربت منهما بقلق وقد ظهر ذلك في نبرتها : في إيه ؟؟؟!
تنهدت والدتها بحزن ولا تعرف ماذا تخبرها .. انهيار ابنتها ورفضها لهما ... أم ما قالته والذي زلزل كيان والدها ... هل كانت غافلة عما يحدث حولها حقا .. ليس ذنبها فابنتها من اختارت زوجها بأن يكون سندها وكل ما لها .. وربما هذا يثبت أكثر وجود الحاجز بينهما كبيراً وعالياً ... انهمرت دموعها رغماً عنها وهي تفكر بأنها السبب في حالة ابنتها ...
زفرت بحنق وقد ضغطت علي والدتها أكثر لتخبرها .ومع إلحاحها انصاعت لها ...
قصت عليها كل ما حدث بداية من دهشتهم بوجود بتول في المنزل خاصة بعد رفضها الذهاب معهم لعروس حازم وانهيارها الذي لم يعرف أحدا له سبب ..ورفضت أن تخبرها بإزاحتها لوالدها بقسوة واعترافها الذي شق قلبها لنصفين ...
انهمرت دموعها لأجل أختها لم تصدق بأن بتول نفسها تمر بهكذا حالة ربما كانت تخفي كل هذا خلف قناع حبها لأمجد والذي كان يمثل لها حياتها كلها ... بعدما ظنت بانها هي من امتكلت قلب والديها ومعها كل الحق .. لكن ما مرت به لم يكن بالهين عليهما أبدا ...
نهضت من مكانها لتدخل غرفة أختها لتجد ياسمين تحتضن رأسها ويبدو أنها غفت دون أن تدري .. وضعت كفها برفق علي كتف ياسمين تيقظها حتي لا تنتفض ...
فرجت ياسمين عن عينيها فأشارت لها أبان بأن تنهض من مكانها ... أومأت لها والتفتت لتنام من الجهة الأخرى بينما إبان تسطحت جوار أختها واضعة رأسها في حضنها ...ونامت جوارها ...
<><><><><><><
في الصباح
استيقظت بتول بصداع يفجر رأسها وفتحت عينيها بثقل كأن علي رموشها صخر صلب ...
أمسكت برأسها تحاول تذكر ما حدث بالأمس .. ظلت دقائق طويلة وهي علي حالتها تلك ..
طرقات علي الباب أعقبها دخول إبان جعلتها تتذكر كل شئ ....
تحولت ملامحها لغضب عارم لم يفت علي إبان كل حركات وجهها فهي كانت تتفرس في ملامحها جيداً تخاف من أي ردة فعل تقوم بها ..
نهضت بتول من علي فراشها عندما اقتربت إبان أكثر ووقفت قبالتها وبدون أي إنذار نزلت علي وجهها صفعة كان لها صدي عاليا ....نظرت نحوها بعيون حمراء غير مصدقة لم حدث .. بتول ضربتها. ..
أكملت بتول إخراج غضبها منها وهي تقول: من دلوقتي ياريت مشوفش وشك قدامي... وإلا والله ليكون رد فعلي أكتر من كده ...
هتفت إبان بتوسل : بتول لو سمحتي اهدي !!
صرخت بوجهها بغضب : اهدي !! . طبعا مانتي خلاص رجعلك حبيب القلب وعايشة في حضن أبوكي وامك اللي ملهمش غيرك .. لكن انا اولع بجاز عادي ....
ثم اقتربت أكثر منها وهي تقول بوعيد: لكن وحياة ولادي يا إبان لو جوزي حصله حاجة ليكون تاري عندك !!!
تسمرت مكانها لحظات تحاول استيعاب ما تقوله .. هي السبب في ماذا .. وأي ثأر هذا الذي تتحدث عنه ؟!
خرجت خلفها بسرعة وهي تناديها : بتول طب اهدي واسمعيني !!!
لم تلقَ بالا بنداء أي أحد وحملت صغيرها من بين يدي ياسمين واتجهت تغادر ....
فتحت الباب ليقابلها حازم الذي كان سيطرقه ..
نظر نحوها بتوجس وهتف بقلق : رايحة فين ؟!
تخطته وهي تقول: راجعة بيتي!!
صرخ بها بغضب : أمال ده إيه ؟؟!.
نظرت نحوه بحزن أخفته خلف قسوتها: لا ده مش بيتي ولا عمره هيكون بيتي .. عمك مصطفى قالها قبل كده أني البنت ملهاش غير بيت جوزها وكان معاه حق .. فانا راجعة لبيت جوزي !!!
أمسك بيدها بعنف وهو يري الجيران قد التفوا علي صوت صراخها قائلا: طب كفاية فضايح لحد كده وتعالي معايا !!.
أمسك يدها بقوة وجرها خلفه ليصعد بها لشقته ومن خلفه كانت ياسمين وهي تمسك بالصغار "تير وندي "..
ارتمت إبان في حضن والدتها وهي تقول ببكاء: ليه يا ماما انا عمري م فكرت كده .. انا كنت انانية في حبكم وحنانكم !!!؟
ربتت علي شعرها بحنو وهي تقول: هي بس تعبانة دلوقتي عشان أمجد وانتي عارفاها بتحبه اد ايه .. هو دلوقتي هيرجع وهي هتبقي كويسة !!!.
هتفت إبان بتوسل: ياريت يا ماما .. ياريت !!
في الأعلي ..
صفق حازم الباب خلفه بقوة وهو يصرخ بياسمين بأن تدخل الصغار للداخل وأخذت معها زياد وتتركهما وحدهما
أطبق علي ذراعها بقوة وهو يقول كازاً علي أسنانه: دلوقتي قوليلي .. انتي اتجننتي .. قوليلي لو فعلا كده انا هتكلف بمصاريف علاجك !!!.
نظرت نحوه بثبات يختلف عن انهيارها الداخلي ورغبتها العارمة في البكاء ...
أخذها علي حين غفلة منها في أحضانه لتطلق شهقاتها بحرية وصراخها تكتمه في صدره ... حازم الوحيد الذي تربت معه وكانت تخبره بكل ما يحدث معها خلافا عن أي أحد . ربما لأنها كانت تتلقي الاهتمام منه ويسألها عن أحوالها .. عكس والداها اللذين انشغلا بالصغيرة التي أتت تشع نورا رغم أن والدها كان يتمني ولد لكن هي احتلت حنانهما وكل شئ كان لها ...
جلس حازم علي الأريكة وأجلسها بجانبه .. رفع وجهها ليري عيونها التي تلونت بالأحمر القاني إحمرارا .. مسح دموعها وهو يقول: بتول .. طول عمرك بتسمعي كلامي صح ؟؟!
هتفت بتول بدموع : وأنت طول عمرك بتقف جمبي صح ؟؟!
هز رأسه موافقا فأردفت : خليك جمبي اوعي تسيبني زيهم !!!
احتضن رأسها بحنو وهو يقول: طبعا .. مش أنا أخوكي اللي طول عمرك تقولي عليه سندك !!.
هتفت بشرود وهي مازالت بأحضانه: أمجد مش هيسبني هو قالي كده .. قالي إنه هيفضل دايما جمبي .. بس هي محنة وهتعدي وهو هيرجعلي من تاني !!!
رفع وجهها واحتضنه بين راحتيه قائلا: قلبك بيقولك إيه ؟!.
ابتسمت بحب وهي تقول: بيقولي هيرجع .. إن شاء الله هيرجع !!!!
عادت لأحضانه وهي تقول: ربنا م يحرمني منك أبدا يا زوما !!!.
زفر بارتياح وهو يقول: ولا منك يا قلب زوما !!!
هتفت ياسمين بصدمة مصطنعة: خيانة .. أختي وأخويا في بيتي !!!،،...
وأكملت وهي تضع يدها علي جبهتها بحركة مسرحية : غير معقول!!!.
انطلقت ضحكاتهم سويا فاقتربت ياسمين تحتضن بتول وهي تقول: يا سلام يا عبد السلام لما تضحك .. وعلي رأي اللي قال لما تضحك الشمس بتطلع !!!
هتفت بتول بضيق مصطنع : لا مقالش كده علي فكرة !!
هتف حازم بمرح : تلاقيه يوسف هو اللي قال إيش عرفك أنتي !!
ضحكت بتول فيما هتفت ياسمين بحنق : يوسف .. بالله عليك تسيبه في حاله !!!.
نظر نحوها بطرف عينه لتنهض فجأة عندما استمعت لرنين هاتفها بالنغمة الخاصة به !!!.
ضحك حازم بقوة وهو يقول: مش انا قولت !!
التفتت إليه تخرج له لسانها وهي تقول: ملكش دعوة !!
هتف حازم بحزن مصطنع: ياربي هو أنا كل اخواتي مجانين !!!
ضحكت بتول بحزن وقد عادت لذكراها التي تؤرق نومها. حرمانها من أمجد ...آه من الوجع ...
رن هاتفها بجانبها فالتقطته لتري اسم زوجها وصورته تنير الشاشة .. انتفضت من حضن حازم وأمسكت بالهاتف بيدين مرتعشة ..
مدت يدها له به وهي تقول: رد أنت !!
هز رأسه موافقا وهو يمسك بالهاتف يرد : ألو !!
انتظر سماعه من الجهة الأخرى وهو ينظر نحو بتول بقلق وبعدها أغلق الهاتف ليعيطه لها ...
هتفت بتول بخوف : فـ فيه أيه ؟؟!
ابتسم لها وهو يقول بهدوء: مفيش حاجة يا حبيبتي .. بس هو كان بيطمن عليكم وبيقولك هيفقل التليفون مؤقتاً ...!
نظرت نحوه بشك فهتف بمرح مصطنع : مش جعانة .. دانا هموت من الجوع !!
رسمت ابتسامة باهتة علي شفتيها وهي تقول: بعد الشر عليك يا حبيبي !!!.. هقوم أحضرلك الفطار !!
نهض وساعدها هي وهو يقول: وأنا هساعدك الأخت اللي جوا مش هتخلص دلوقتي !!!
ضحكت بمرح وهي تضربه علي كتفه قائلة: لما نشوف سي روميو هيعمل إيه ؟؟!
بادلها الضحك وهو يقول غامزاً: حاجات !!
هتفت بخجل: لم نفسك طيب!!.
ضحك بمرح واحتضن كتفيها وهما يتمشيان نحو المطبخ قائلا: يا بتول يا عسل .. خليكي في حالك !!.
عادت لتضربه بغيظ وهو يضحك بقوة ....
_________________
في الشركة ..
انهار سيف من التعب علي كرسيه في مكتبه ..
دخلت سكرتيرته مروة وهي تقول: الظرف ده جه لسيادتك الصبح !!
أخذ منها الظرف وهو يقول: هاتيلي قهوة يا مروة !!
–حاضر يافندم !!.
خرجت مروة من المكتب وأمسك بالظرف يقلبه في يده بحيرة وأمسك بطرفه يفتحه لولا دخول إياس وإسلام وباسم ويبدو أنهم يتشاجرون !!!
هتف سيف بتعب : بس !!! .. في إيه ؟؟!
تقدم إياس أولا وهو يقول: أنا عايز إجازة خمس شهور !!.
هتف إسلام بضيق : وأنا مخدتش إجازة من سنة كاملة عشان الأستاذ كان نايم !!
هتف باسم بعند : وأنا مراتي لسه راجعة والمفروض أخد إجازة برضو ؛!!
نظر نحوهم بغضب وهو يقول: والشركة تفضل فاضية !!؟
صمت قليلا ليهتف بعدها بتفكير: إياس هياخد إجازة أسبوعين الاول وبعدين هياخد إسلام وأنت يا باسم أبقي روح بدري !!
هتفوا في صوت واحد: إيه !!،
هتف إياس : لا طبعا .. أسبوعين إيه .. أنا مش جاي الشركة غير بعد ست شهور !!
هتف باسم : أنا مروح !!وتليفوني هقفله !!
خرج إسلام من المكتب قائلا: وأنا مستقيل !!.
جلس إياس مقابل والده وهو يقول بقلق : حضرتك تعبان ولا إيه ؟؟!
أغمض سيف عينيه بقوة وهو يقول: صداع !!
دخلت مروة حاملة كوب القهوة وهي تقول: مدام ليندا بره وعايزة تقابل حضرتك !!!
وضعت كوب القهوة أمامه وهو يقول : هي واخدة ميعاد !!؟
هزت رأسها نافية وهي تقول: لا يافندم !!
هتف إياس بتعجب : هي مش الصفقة خلصت ولا إيه الحكاية ؟؟!
هز رأسه بلا معني وهو يقول: دخليها يا مروة !!
رن هاتف إياس برقم إبان ففتح الاتصال قائلا: ألو !!
بالكاد تبين ما تقوله من انهيارها علي الناحية الأخرى فاستئذن من والده ليغادر ...
دخلت ليندا بخطوات واثقة وابتسامة ماكرة وسلمت عليه بدلال ..
جلست مقابله وهي تقول بقلق : خير يا سيف .. هو حضرتك تعبان ؟!؟
هتف سيف بارهاق : شوية صداع .. لأن فرح الأولاد قرب وشغل الشركة يعني مفيش راحة !!.
نهضت من مكانها لتجلس علي سطح المكتب مقابله وهي تهمس بدلال : غمض عنيك ..!
ابتلع ريقه بتوتر وحرج من قربها هكذا .. تجرأت أكثر وأغمضت عينيه بيديها وهي تهمس بالقرب من أذنه : انسي كل حاجة وخليك هنا .. معايا !!
تندى جبينه بعرق فمسحته عنه وهي تمسد علي جبهته بحنو "مساج" وتفرك فروة رأسه بتجرؤ ووقاحة ..ظلا هكذا مدة ليفيق علي صوت هاتفه مبعدها عنه ليمسك بالهاتف ليري اسم فريدة يضئ الشاشة .. ازدرد ريقه بضيق فيبدو أنها شعرت بشئ لذا قاطعته وهو حقاً يشكرها ...
سيطر علي أعصابه ليرد عليها: ألو !!
سمع صوتها من الناحية الأخرى فهتف ينهي الاتصال : حاضر في الطريق !!
وقف قبالتها وهو يقول: مضطر أمشي دلوقتي !!
وضعت يديها علي أكتافه وهي تقول بدلال : أحسن ؟؟
هز رأسه دون كلمة وكأنه نسي كيف يتحدث ..
ضبطت من وضع رابطة عنقه مقبلة وجنته وهي تقول: يارب دايما .. هنتقابل تاني . ..تشاو !!
لوحت له بيدها مودعة وهي تغادر المكتب فيما تسمر هو مكانه لحظات يستوعب كل ما حدث ..
<><>>><>>><>>
وفي منزل إبان ...
رمت نفسها بأحضانه تبكي بقوة وجسدها ينتفض ...شدد من احتضانه لها وهو يقول بقلق : اهدي طيب ..
سحبها بصعوبة وجلس علي الأريكة وأجلسها بجانبه وهي مازالت بأحضانه ...ربت علي ظهرها بحنو وهو لا يدري ماذا يقول ..؟!
رفعت وجهها بعد مدة ليست بالقصيرة وهي تقول: هو أنا أنانية ؟؟!
ضيق بين حاجبيه بتعجب وهو علي يقين بأنها تهذي : طب لو أنا كده هو في علاج لحالتي دي ..
صمت قليلا كأنها تفكر في شئ ثم هتفت : طب هو أنا وحشة !!!
أمسك بوجهها بين راحتيه وقد أوجعه قلبه علي حالتها تلك التي لا يعرف سببها : لا طبعا .. أنتي حبيبتي !!
صرخت في وجهه وهي تقول: مهو ده السبب ..
أبعدت يديه عن وجهها لتقول وهي تعد علي أصابعها : أنت بتحبني وماما بتحبني وبابا كذلك .. وحازم وياسمين طب مين بيحب بتول !!!
قالت كلمتها الأخيرة وهي تصرخ بألم .. ارتعد قلبه بقوة وقد عرف السبب فاقترب أكثر منها ليعيدها لأحضانه..
هتف بهدوء وكأنه يحدث طفلة يقنعها بشئ : لا طبعا .. كلنا بنحبها .. أنا بحبها زي مي وبيريهان ولأنها أختك الكبيرة فبحترمها أكتر .. وباباكي ومامتك بيحبوها لأنها بنتهم الكبيرة واللي جات الأول .. وحازم وياسمين بيحبوها لأنها أختهم برضو .. وأنتي بتحبيها أوي صح ؟؟!
هز رأسها بقوة مؤكدة : والله بحبها ... بحبها أوي أوي .. دي بتول أختي !!!
ربت علي شعرها بحنو وهو يقول: دلوقتي بقا هي فين عشان تتكلمي معاها !! وتقوليلها إنك بتحبيها !!
أشارت برأسه للأعلي وهي تقول: فوق عند حازم !!!
أمسك بيدها يساعدها وهو يقول: طب يلا نطلع نشوفها !!
أومات له بموافقة وهي تخرج معه متجهين للأعلي !!!
*****************
وقفت بتول تعد الشاي لحازم بعد انتهاء فطوره وعقلها مشغول بأمجد الذي لم يتصل بها منذ يومين منذ حديثه مع حازم يخبره بأنه سيغلق هاتفه ... حتي لا تقلق عليه ..
أعطت له الكوب واتجهت لابنتها التي لم تكف عن منادتها لتشغيل التلفاز .. أمسكت بجهاز التحكم لتحضر لها قناتها المفضلة ...
جلست بجانب حازم بعقل شارد وهي تنظر لنقطة في الفراغ .. .
هتف حازم بقلق : بتول مالك ؟؟!
نظرت نحوه بضياع وهي تقول: كويسة !!
هتفت تير بصراخ : مامي .. بابي أهو !!
انقبض قلبها بقوة وركضت حيث تشير للتلفاز الذي يظهر صورة لإحدي المراسلات وهي تقول: وهذا وقد ألقي المقدم أمجد الصاوي مصرعه أمام منزله في إحدي العمارات في منطقة ***** كما أخبرنا زميله الرائد هاشم بأنه كان بسبب قضية فساد .. وأنه لن يترك دم زميله يضيع هدر ...
هذا آخر ما سمعته بتول وهي واعية ..
هتف حازم بجزع وهو يراها تسقط أمامه : بتول ...
سمعت إبان صراخ حازم باسم أختها فهرعت تدق الباب بقوة ... نادي حازم علي أخته التي أتت راكضة تفتح الباب .. فاقتحمت إبان تركض حيث أختها ...
حملها حازم وهو يصرخ بإياس : اتصل بالدكتور بسرعة !!!
أومأ بالإيجاب وأخرج هاتفه من جيبه يتصل بطبيب ليأتي بأسرع ما لديه !!!
بعد قليل .. التف الجميع حول بتول الذي أنهي الطبيب فحصها وهو يقول: الحمدلله .. عندها انهيار عصبي حاد نتيجة عدة صدمات ورا بعض .. وكويس إنه محصلش غيوبة أو جلطة لقدر الله !!!
انهار مصطفى علي الأريكة من التعب والصدمة .. ولم تحتمل قدماه كل ما يحدث حوله .. فالمصائب لا تأتي فراداى ....
شكر إياس الطبيب وأوصله للباب ليعود بعدها لحماه الذي لم يتحمل ما حدث لابنته وزوجها ...
ربت إياس علي ركبته وهو يقول: شد حيلك يا عم مصطفى . شدة وتزول إن شاء الله !!!
تأوه مصطفى بقوة وانقبض قلب إياس يخوف علي صحته وهو لا يعرف كيف يتصرف وخصوصا أن حازم تركه هنا وحده وذهب ليعرف آخر الأخبار ...
طرق علي الباب لتفتح له إبان وهي تقول: إيه!؟!
أشار برأسه لوالدها وهو يقول: خليكي جمبه .. أنا لازم أمشي دلوقتي .. هروح أشوف حازم !!
هزت رأسها بتفهم وخرجت معه حيث يجلس والدها واحتضنت رأسه ....وهي تبكي بصمت ..
______________________
في قسم الشرطة
كان القسم يعم بالفوضي بعد الحادثة الفاجعة التي حدثت لأحد الضباط والذي لقى مصرعه أمام باب منزله برصاصة غدر ...
وصل إياس للقسم وهو يبحث عن حازم الذي اختفي فجأة ...سأل أحد العساكر الموجودين بالقسم فدله علي الرائد هاشم ....
طرق الباب ليدخل بعدها إياس الذي تجمد مكانه من هول الصدمة ...
أدخله حازم وهو يقول: ايه اللي جابك ؟؟!
هتف إياس بقلق : إبان !!
هتف عادل يطمئنه : متخافش في حراسة هناك !!
هز رأسه بامتنان وهو يوجه حديثه لحازم : طب أنت هتعمل إيه دلوقتي !!؟.
هدل حازم كتفيه بتعب : مستني اللواء لما ييجي وبعدين هحاول أخد الجثة !!
ابتلع ريقه بحزن وهو يقول: وبتول ؟؟!
تنهد حازم بحزن وهو يقول: ربنا يكون في عونها !!
هز رأسه في تفهم واستئذن منهم مغادراً !!!

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن