جلس علي الكرسي مقابله كما طلب منه ..رغم تعجبه من إصراره الذي حسه في نبرة صوته ولكنه أتي ...
هتف بقلق وهو يقول: خير يا عمي ..قلقتني !!!؟
تنهد مصطفى بحزن وهو يقص عليه ما دار بينه وبين إياس ...والذي شهد انهياره ..
هتف أمجد بحزن : هو عايز يعيش علي ذكرياتها ...أعتقد ده هيكون داء جديد ليه !!
نظر نحوه قيلا ثم هتف بحزم: أنت اللي هتديه الدواء بتاعه!!!
نظر نحوه بقلق وقد فهم ما يرمي إليه لكنه آثر الصمت وهو يفكر ويعيد حساباته من جديد ...
نهض من مكانه ليستأذن بعدها ...يفكر وحده ويتوصل لقرار ....
_________
اتسعت ابتسامتها وهي تراه يجلس أمامها تماما كما طلبت منه ...لا تصدق نفسها حتي الآن بأنها قد صارت صديقته ..رغم طمعها في أكثر من مجرد صداقة ولكن كله يأتي بالتدريج ربما تحتل مكانة في قلبه ...رغم صعوبة الأمر ألا أنها اتخذته تحدياً جديداً ....وستفوز به كما فازت بكونها الآن صديقته ...ظلت تحدق بملامحه التي تشتاق لرؤيتها دائما ...كم تتمني بأن تنعم بأحضانه كما كانت إبان تفعل ..إن كان ما تفكر فيه هو مجرد مرض لازمها فيا مرحبا بهذا مرض ..
انتبهت علي صوته وهو يقول: وبعدين ؟!!
هتفت بمرح كعادتها كلما التقته : ولا قبلين !!!..أنا جعانة !!
تنهد وهو يشير للنادل بالقدوم فأخذ منه قائمة قائلا: تحبي تاكلي إيه ؟!!
هتفت ببساطة : خليني آكل علي ذوقك !!!
ابتلع الغصة في حلقه ولم يعلق .. هي ببراءتها تلك واندفاعها نحو المجهول ستتعب كثيراً ..ربما لن تصل لما تريد منه ..منذ ثاني لقاء بينهما وقد لمعت عينيها بلمعة يكرهها تجاهه ..ليتها كانت حبيبته من تجلس أمامه وتحدثه ولكن ...هيهات ...لا تسير الرياح بما تشتهي السفن ..ليست هي ..لا...لذا لا تحمّل نفسك فوق مستطاعها ولا تعاقبها علي شئ ليس بيدها ..ومتي كان الحب والقلب بايدينا ولكنهما مجرد ضعف ..ولكنه عشق الضعف في حضرتها ....
طلب لها الطعام وتركها تأكل وهو لم يفعل ..رغم حنقها منه إلا إنها كانت جائعة وتريد التهام كل شئ ..ففعلت حتي أخذت الملعقة التي كان يمسكها ليترك عطره علي يديها كالعادة وكم تحب تلك العادة ...!!
تركها بعدها بدقائق ودفع الحساب وغادر -كالعادة- ....وكل شئ أصبح يفعله معها مجرد عادة ..فمتي تسكن أحضانه بعادة من عاداته ... ف"مروة" لن تترك هذا التحدي حتي لو استنزف كل طاقتها ..لكنها تريده وبشدة ...وستحصل عليه في النهاية ...كم تمنت أن تحتضنه ولو مرة واحدة وبعدها ستقدم حياتها إن طلب ..ولكن ..هو لن يطلب وهي لن تفعل ....
__________________
وصلت بيريهان لمنزل ياسمين كما طلب منها حازم ..ما سمعته منه لا يصدق ..كيف لها بان تطلب شئ كهذا. .وهي التي طلبت العلاج من أجله ..منذ أول لقاء بينهما واعترفت لها بأنه علق في ذاكرته منذ الوهلة الأولي... ولذلك هي طلبت العلاج... هي تحبه لذا لم يحدث معها مثلما حدث مع سابقه ....
أتت ياسمين بعدما أخبرتها ندي بوصولها وأخبرها حازم بقدومها لمقابلتها ...هو لن ينفذ ما طلبته منه ..لذا لتفعله هي بنفسها ...
جلست ياسمين مقابل بيريهان ولم تسلم عليها حتي ...ابتسمت بيريهان فيبدو أنها ستبدأ اللعبة من الآن...
هتفت بيريهان بسعادة: وحشتيني يا ياسو ..!!
تنهدت بحزن ولم تعلّق ..لا تريد المجازفة بصداقة بيريهان وهي التي طالما تمنتها لأخيها والذي يبدو أن يحبها ..
وجدت نفسها تهتف : يوسف !!!
نهضت بيريهان لتجلس جانبها وهي تقول: ماله؟!!
التفتت إليها وهي تقول بشوق: وحشني اوي !!!
ربتت علي كتفها وهي تقول بحنو: وهو كمان أنتي وحشاه... بلاش تحمليه ذنب حاجة هو ملوش يد فيها!!!
هتفت ببكاء: بس مش ذنبي ..مش قادرة ...كل م أشوف إياس هفتكر إبان ...أنتي مش حاسة بيا ...
احتضنت رأسها بحنو وهي تتذكر يوم دفن إبان كيف انهارت وصراخها الذي كان يصم الآذان وكيف رفضت يوسف وأبعدته عنها بعنف وقسوة ..حتي بتول لم تستطع تهدئتها فما كان منه إلا أن طلب منها يوسف حقنها بمهدئ وبعدها حملها ... ليترك أخاه ويبقي بجانبها ...
ربتت علي رأسها وهي تقول بشرود: محدش ليه يد في اللي حصل ... حتي إياس كان ممكن يحصلها لولا ستر ربنا .... اتكتبله عمر جديد ومع ذلك هو عايش ميت !!!
انهمرت دموعهما سويا وكلٌ في مصيبته ...هي أختها والأخري أخيها ..لا تعلم كيف تتحمل ...فهي من الناحيتين معذبة ...فأخواها بين نار الحب ونار العذاب والشوق ...
ابتعدت عنها ياسمين وهي تقول ببكاء: أنا موافقة !!
نظرت نحوها بعدم فهم فأكملت : هتجوز يوسف !!
ارتسمت السعادة علي وجهها وهتفت بمرح : يعني أنا هتجوز !!
ضحكت ياسمين بين دموعها وهتفت بغيظ: مصلحجية حقيرة !!!
هتفت بيريهان بهيام وهي شاردة: يستاهل !!
ضربتها علي كتفها بخفة فاحتضنتها بيريهان وهي تصرخ بمرح: وربنا بحبه !!!
هتف حازم من الخلف قائلا بمرح: وربنا أنا أمي كانت بتدعيلي بضمير !!!
جحظت عيناها بصدمة وتسمرت ملامحها لتدفن وجهها الذي صار كالبندورة في حضن ياسمين التي ضحكت قائلة: وربنا أنتوا الاتنين مجانين ...!!.
أمسك بذراعها يبعدها عن حضن أخته قائلا وهو ينظر لعينيها العاشقة والتي تبادلها عيناه أضعافاً : حدديلي ميعاد مع الحاج والحاجة!!!
تلونت بحمرة الخجل فكادت تنفجر فهتف ضاحكاً: لا أبوس ايديك مش دلوقتي .. واقترب منها هامساً: لو وقفتي كمان دقيقة قدامي متلوميش غير نفسك علي اللي هعمله ...
ابتعد عنها غامزاً ففمهت مقصده فأخذت حقيبتها لتركض هاربة من أمامه وقلبها تتراقص دقاته بسعادة !!
اقترب هو من أخته وجلس بجانبها وهو يقول: وبعدين ؟!!
وضعت رأسها علي كتفه وهي تقول بشرود: ولا قبلين ..أنا بحب يوسف وماما مصرة علي الفرح !!
هتف حازم بمرح: طب وهو في عروسة وشها قالب كده ..يرضيكي يوسف يقول إني سلمته الشويش عطية !!
ضحكت ياسمين بخفوت وهي تقول: لا...مش هسمح بكده !!!
أمسك بيدها ينهضها وهو يقول: خلاص قومي يلا دوري علي فستان أبيض ..وخدي المجنونة اللي مشيت دي واشتريلها حاجة حلوة !!!
ضحكت بقوة وهي تقول: أنتوا الاتنين لاقيين علي بعض !!...
قالت جملتها وغادرته لتنفذ ما طلبه ..تنهد بعمق وهو يتذكر فتاته التي لن ينساها .. "إيبو"
______________________
والآن ..لم يعد شئ ..
إياس لم يعد وإبان كذلك .
حياته لم تعد ..
وقلبه لم يعد ..
وكلٌ لم يعد كما كان ..
روحه ممزقة وعقله شارد وضميره يعمل جلاد لكلاهما بضمير...
حي ميت ...مثل الأفلام. الأجنبية لقد صار زومبي ..
لا بقي له شكله الجميل والوسيم ولكن روحه جُلِدت وقلبه توقف عن النبض. . دقاتها اختفت ..حتي اسمها لم يعد كما كان ..وصورتها لا يتركها من يده .يخاف النسيان ويعشق التناسي ...طالما سيسعد فريدة كان له ...
لن يسامح نفسه إن سلّم قلبه لأخري غيرها ..ولن يسامح الأخري إن طمعت في مكانها ... هو لها ..حجزته من قبل وقد كان ..لقد دفعت ثمنه لآخر العمر ..حتي لو لم تكن موجودة فكونها كانت قالتها "قلبي لك" ووفت بوعدها حين أخبرته بكل ثقة " سأظل لك" ..إذاً هو لها "رغم التحديات" ..
انتبه علي صوت الرنين فرأي اسمه يتوسط الشاشة فمسح عنه دمعة شاردة نزلت دون إرادة وخذلتها قوتها ..
- ألو!!
يوسف: أنت فين ؟!!
- في المكتب !!.
- طب عمي مصطفى عايزك هنا في بيته !!!
- طيب ..مسافة السكة !!!
أغلق الاتصال معه وأدخل صورتها لدرج مكتبه مرة اخري ...هو لا يحتاج لصورتها ولكن قلبه يحتاج حتي لا ينسي من ملكته ويدق لأخري...
________________
جلس يداعب الصغير بمرح وعينا زوجته مازالت شاردة ..لم تصدق ما أخبره إياه ...لكنه صادق.. أمجد لا يكذب عليها أبداً ما فعلها ...ولن يفعلها في مثل هذه المواقف ..لم تصدق ولن تفعل حتي تري بعينيها ..لكن يبقي السؤال هو كيف تفعل ...؟!
ربت علي كتفه وهو يقول : عارف إنها صدمة ..بس انا مكنتش عايز أقولك ..غير لما شوفتك كده !!
هو صادق ولكن ربما يفعل معها هذا لانهيارها بعد ما سمعته من امها وهي تقول بأنهم حددوا موعد العرس ...وصراخها في وجهها لأول مرة وهي تقول "ازاي جالك قلب إنك تسلمي بنتك لواحد منهم تاني ..مش كفاية الي راحت ..عايزة تضيعي التانية ...مش هحضر فرح ولو طالت هقاطعها" ...
وبعدها لم تعِ لشئ سوا ليد زوجها وهي تضربها ...أجل لقد صفعها ...هي كانت بحاجة لهذه الصفعة ...وليتها أتت مبكراً ...ربما لما حدث هذا .... منذ البداية !!!
وضعت رأسها علي كتفه وهي تقول ببكاء: عايزة أشوف ماما ..عايزاها تسامحني !!!.
تنهد بحزن علي حالتها تلك ..منذ سمعت بخبر وفاة إبان وهي تبتعد عنه ..كأنها تبعث له رسالة بأنه مسئول عن ضياعها ...ولكن لم يكن بيده ..كانت خطتهم مدروسة ..فالبداية كانت بتول وحبسها وبالنهاية كانت حادثة إبان وزوجها!!!
شدد من احتضان جسدها وهو يقول: مش بايدي والله!!!.
انهمرت دموعها وهي تقول: خلاص يا أمجد اللي حصل حصل والحمدلله ...
قطعت كلماتها عندما سمعت رنين الهاتف باسم والدها ..
مسحت دموعها بيديها وهي تقول: ألو يا بابا.!!
سمعت صوته من الناحية الأخري وهو يقول: خلي أمجد يجيبك ويجي دلوقتي !!!
هتفت بتول بتعجب وهي تقول: دلوقتي !!!
سمعت صوته وهو يقول بنفاذ صبر: أيوة..دلوقتي يا بتول..يلا بسرعة!!!
- حاضر يا بابا !!!!!
التفتت لزوجها وهي تقول بقلق: بابا عايزنا دلوقتي !!
أومأ موافقاً وهو يقول: طب قومي غيري هدومك ويلا بينا !!!
نهضت من مكانها فاختل توازنها وكادت تسقط لولا يد زوجها التي أسندتها ...
نظر إليها أمجد وهو يقول بعتاب: ومكلتيش برضو !!!
همست بخفوت: مكنش ليا نفس ..
نظر نحوها بغضب فربتت علي يده قائلة: أبقي آكل عند ماما ..صدقني!!!
أومأ بالايجاب وأسندها حتي دخلت غرفتهما ...تركها تبدل ملابسها وخرج ليري الأطفال لكي يأخذهما معه ...حمل الصغير وطلب من ابنته تبديل ملابسها حتي تنتهي والدتها وتأتي لتساعدها ....
وخلال النصف ساعة كان الجميع جاهزون ...
______________
وصل لمنزل حماه كما طلب منه ... رن هاتفه فالتقطه ليري اسمها يضئ الشاشة ...
زفر بحنق وهو يجيب عليها وإن لم يفعل ستزعجه اتصالاتها حتي يجيب. ..
أخذ نفساً عميقا ثم أجاب: ألو...!!
همست بعشق وهي تقول: إياس !!
هتف بضيق قائلا: خير !!!؟
ضيقت عينيها وهي تقول بدلال: دي طريقة كلام برضو ..!!
لا يعرف كيف يتحملها حتي الآن وكيف قبل صداقتها من الأساس... قبض يده بقوة حتي ابيضت مفاصله ...
هتف بنفاذ صبر قائلا: معلش يا مروة مضطر أقفل دلوقتي ..عندي شغل !!!
هتفت بضيق قائلة بدلال: لما تخلص أبقي كلمني !!
هتف باقتضاب: طيب ..!!
أغلق الهاتف قبل التفوه بحرف آخر.. تعدت حدودها وهو الملام منذ البداية كيف سمح لها بان تصل لتلك المرحلة ..هو يعرف منذ البداية أنها-ربما- تحبه ..بل تعدت جنون لينا الذي صرخ بوجهها مرة وقد تذكر ما فعله أخاها بزوجته ..لا يعرف حتي الآن كيف فقد أعصابه ... لقد انهار مرة أخري ..والآن يريد العودة .يريد إتمام ما عزم عليه. ..ولكن عمه يريده ..حماه ..والد زوجته ..لولاه لم أتي !!!
لمح أمجد وزوجته ينزلون من السيارة وأمجد يسند زوجته ... اقترب منه يساعده وأخد الطفل منه ..وأمسك بيد الصغيرة ....بكي الصغير يطالب والدته فصرخ إياس به "بس يالا..." ..وبعدها لم يسمع له صوت ظل ساكناً بين يديه ...
رن جرس المنزل فأتت تفتحه مني ..احتضنه بحب وحملت عنه الصغير الذي أبي تركه ..
فهتف ضاحكاً: أنت بتحب الشرس ولا إيه ؟؟!
هتف أمجد ضاحكاً: ياعم ادخل يلا... !!
هتفت مني بقلق وهي تري حالة ابنتها: يالهوي ..مالك يا بتول !؟؟
هتف أمجد بهدوء: هي تعبانة شوية عشان ماكلتش ... وأصرت إنها تاكل هنا !!!
أخذتها منه واتجهت تدخلها للمطبخ فيبدو عليها إصفرار الوجه !!! تعد لها الطعام ....
دخل أمجد وسلم علي الجميع واتجه يجلس بجانب مصطفى !!!...
هتف يوسف ضاحكاً: أيه ده هو زيزو باشا راضي عليك ولا إيه !؟؟
داعب الصغير فعلت ضحكاته وهو يقول ضاحكاً: أصله طلع بيحب الشرس !!!
هتف أمجد بقلق : خير يا عمي !!!؟
نظر نحوه ثم التفت لإياس قائلا: سيب زياد دلوقتي .. عشان الموضوع مهم شوية ..!!
تعجب من حزمه ونهض يعطي الصغير لياسمين التي أخذته لوالدته ...
ابتلع ريقه وهو يقول بقلق: خير ؟!!
التفت لأمجد وهو يقول: قوله !!!
نظر نحوه بقلق وتوتر وابتلع ريقه بصعوبة واتجه ببصره نحو إياس المترقب ...
تنفس بعمق وزفره مرة واحدة وهو يقول: إبان !!!
هدوء ملامحه تخفي بركان من الخوف والتوتر والقلق ..تري ما بها ..إن قال له بانها ماتت ويريد منه بأن ينساها صدقا سيقتله ...لن يسمح لأحد بالتدخل بعدها في شئونه معها ومع ذكرياتها ...!.
-إبان لسه عايشة !!
أنت تقرأ
رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح وما دمت أخبرتني قلبي لك فعهد علي سأظل لك رغم التحديات