24

7.9K 235 0
                                    


أنهت كل ما تبقي لها من أغراض تحتاجها لتتجه خارجاً اصطدمت بها وهي تخرج من غرفتها ترتدي فستان يليق بعروس جديدة ... ألقت إليها نظرة عابرة لتكمل طريقها للخارج .. لقد تفاجئت البارحة به يدخل وهي تتأبط ذراعه تخبرها بكل برود واستفزاز بأنها زوجته الآن وستعيش هنا معها فهذا حقها أيضاً ... وهو هرب كالعادة .. أبداً لن يواجه مشكلة فخير سبيل للدفاع -عنده- الهروب !!!
أوقفت سيارة أجرة لتتجه ناحية الشركة حيث كان شرطها. ...!
*******
وقفت أمامه وهي تكتف يديها قائلة: اسمع يابن المنصور حلين ملهمش تالت عشان نكمل سوا أو لأ ...
نظر نحوها يشبع قلبه من رؤيتها لقد أنهت هي كل شئ .. إبان لن تعود له ...
أكملت بقسوة : يا تطلقني .. يا إما كل واحد في حاله !!
نظر نحوها بعدم تصديق ليقول بغضب : وإيه الفرق بقا ،؟؟!
نظرت نحوه ببرود قائلة: لا .. انا اللي هقول دلوقتي وانت هتنفذ !!
صرخ في وجهها بغضب فهو فيه ما يكفي : إبان ..
قاطعته وهي تنظر لعينيه مباشرة تقرأ الانكسار خلف نظرات الغضب وكم استمتعت حقا !!!
هتفت ببرود : ولما تختار اني ابقا هنا .. فانت ملكش دعوة بيا نهائي .. كاتنين مطلقين ؛!!.
نظر نحوها بتوسل أن تكف هو يحتاجها بقوة يحتاج لحضنها لقد كان آتٍ لولا اتصال ليندا تخبره بقدومه ضروري ليكتشف هناك المأذون والمحامي .. إن لم يختار المأذون فالمحامي سينهي كل شئ بناه !!!
سمع صوتها وهو يقول بقسوة : انت اختارت فريدة وانا مبقتش عايزاك !!!،.. دلوقتي عايزة اسمع اختيارك !!
استحلفه قلبه بأن يخبرها الحقيقة هي ستتحمل لأجله لكن ..
– طيب زي مانتي عايزة .. بس ياريت تعملي حساب اني جوزك !!!
قالها وهو مطرق الرأس هو ليس لديه الشجاعة لمواجهتها ... دخل الغرفة الصغيرة ليبيت فيها فلحقته ليندا التي حاولت إغراؤه لكنها فشلت .. وسلمت أمرها الآن فقط ...
*********
عادت من شرودها علي توقف السيارة أمام الشركة .. نزلت من السيارة بعدما أعطت السائق أجرته .. نظرت ناحية الشركة من الخارج كم تبدو كبيرة تليق باسم المنصور لكن ظاهرها فقط .. والله أعلم بخباياها !!
تنهدت بقوة ودخلت الشركة حيث ينتظرها إسلام بعدما رفض هو التواصل مع باسم أو أي أحد آخر .. لقد وافقت علي طلبه أو رجاؤه حقيقة .. وكان هذا آخر ما بينهما ...
طرقت علي الباب قبل الدخول بعدما أخبرتها السكرتيرة بأنه في انتظارها . ..
نهض إسلام من خلف مكتبه وهو يقول مرحبا : أهلا مدام إبان ... نورتي الشركة !!!
صافحته وهي تقول برسمية: ميرسي يا باش مهندس .. بس بلييز ممكن بلاش مدام هنا خليها باش مهندسة !!
هز رأسه موافقا فصديقه قد أخبره بالأمر ... نفض عنه كل شئ ودعاها للجلوس ..
جلس هو مقابلها قائلا: تحبي مكتبك يبقي لوحدك ولا مشترك !!؟
تأففت بحنق وهي تقول: اسمع يا باش مهندس ... قولت لحضرتك إني موظفة عادية يعني بلاش تعاملني مرات صاحبك ... وإلا أعتقد اني مش هرتاح هنا والأفضل أني أمشي !!!
هتف إسلام بسرعة وقد وقع في فخها : لا وعلي إيه ..زي م تحبي .. اتفضلي روحي علي مكتبك السكرتيرة هتوصلك !! !!
نهضت من مكانها بعدما شكرته باقتضاب واتجهت مغادرة ناحية مكتبها الجديد يليق بشخصيتها الجديدة !!!...،
جلست مكانها علي مكتب فارغ ودخلت السكرتيرة تخبرها باستدعاء إياس إليها !!!
تأففت بحنق وهي تقول: والله حضرته مش مديري المباشر .. انا تعاملي مع باش مهندس إسلام بس ..
ضغطت علي كلمتها الأخيرة بقوة تثبت لنفسها قبله بأنها قوية وتستحق أن تكون ابنة الشافعي ...
بلغت السكرتيرة إياس بما قالته فطلب منها الخروج ...
أمسك مفاتيحه وخرج مغادراً الشركة بأكملها ...استقل سيارته وتحرك متجها ناحية القصر !!!
دخل مباشرة دون أن يرد علي والدته والتي كانت تجلس في الحديقة مع ياسمين التي تشعر بالاختناق !!!
دخل غرفة مكتب والده مباشرة دون أن يطرق الباب ثم صفق الباب خلفه بقوة .. نظر نحوه والده بهدوء وخلع نظارته الطبية وألقاها علي المكتب .. نهض من مكانه ليقف قبالته متجاهلا الدوار الذي يجتاحه بقوة !!!
هتف إياس بغضب : مبروك .. دمرتها .. خلاص خلصنا .. كل حاجة انتهت ... قولي هي عملتلك ايه .. طب انا .. احنا عملنالك ايه ؟!؟
أغمض عينيه يسيطر علي الدوار الذي يجتاحه وقال بخفوت : وانت ليه تتحمل ... انا كان ممكن اتحمل غلطي !!
صرخ به بقوة : تتحمل ايه .. فريدة مش هتستحمل .. انت عايزني اقولها علي آخر الزمن جوزك خانك مع واحدة حاطة عينها علي ابنك !!!.. ها .. ما ترد عليا !!!؟
سمع صوت ضجيج زجاج ينكسر فالتفت للخلف ليري ...
– بيريهان !!.
احتضنته بيريهان التي أوقعت الصينية الموضوع عليها كوب القهوة ...
رددت بيريهان باكية: قول انك بتكدب .. عشان خاطري قول اني اللي سمعته غلط .. قول ان بابا مخانش ماما ..قول !!!
أغمض عينيه بقوة يرغب في كسر رأسها .. يود لو يقتلها الآن ... لو وقعت تحت يديه لن يكفيه موتها !!!
– بابا !!
صرخت بها بيريهان وهي تري والدها يسقط أمامها ...
هرع إليه إياس وهو يصرخ : بابا ...
حمل رأسه علي ركبتيه وهو يقول: بابا .. عشان خاطري قوم... بابا !!!
أتي الجميع علي صوت صرخات بيريهان ليصدمهم المشهد ... إياس الباكي الذي يحمل رأس والده يترجاه بأن يفيق وبيريهان التي تصرخ باسمه ...
أتت فريدة صارخة: سيف !!
هتف أياس بغضب فيهم : اتصلوا بالإسعاف .. انتوا بتتفرجوا علي إيه ؟؟!
*********
وقف الجميع أمام غرفة الطوارئ والتي دخل إليها سيف حالما وصلوا للمشفى ..
وصلت أبان بعدما سمعت الخبر من إسلام الذي أصرت علي القدوم معه !!! .. رأته يجلس أمام الغرفة وهو يضع وجهه بين ركبتيه يبكي ... قد عرفته من ارتجاف جسده ..
وضعت يدها علي كتفه هو يحتاجها الآن فلتنسي ما حدث الآن علي الأقل ...
رفع وجهه إليه وهو يقول باكيا : مش هسامح نفسي لو حصله حاجة !!!
أتت ليندا لتبعدها عنه وتأخذ هي مكانها !!..ابتعدت عنه مرغمة كم تود احتضانه واحتواء حزنه ... دمعت عيناها بقهر وهي تري ليندا تحتضنه وتأخذ مكانها بالفعل ... جلست جانب بيريهان التي كانت تبكي بصمت .. احتضنت رأسها وهي تقول : اهدي يا بيري ... هو هيكون كويس ان شاء الله !!!..
هتفت بيريهان باكية: أنا مسامحاه والله بس خليه يقوم .. مش هقدر أستغني عنه !!!...
شددت من احتضانها تبثها قوة تحتاجها وهي لا تملكها .. لكنها ستدعمها حتي النهاية !!!..
خرج الطبيب بعد مدة كانت كافية لإحراق أعصاب الجميع وقد وصل القلق ذروته داخل كل واحد فيهم ....!
هتف يوسف بلهفة: بابا ماله يا دكتور ؟؟
نزع الطبيب عنه قناعه وهو يقول: حالته مش مستقرة وللأسف سيف بيه دخل في غيبوبة !!!
تسمرت ملامح الجميع بصدمة لم يفق ألا علي صوت فريدة : لو سمحت خليني أدخله هو محتاجني دلوقتي أنا حاسة بيه !!
انهمرت دموعها تستعطفه ليدخلها قلبها يخبرها بحاجته لها ... وقلبها لم يخيب ظنها أبداً !!!...
بعدها انتقل لغرفة العناية المركزة ودخلت إليه فريدة بعد إلحاحها علي ذلك....
اقتربت إبان منه وهو ينظر من زجاج الغرفة علي جسد والده الراقد علي سرير الموت بلا حراك ...وضعت يدها علي كتفه فالتفت إليها قبل أن يزيحها عنه بعنف ..وبعدها تركها ورحل ... انهمرت دموعها وهي تقول: إياس !!!
شعرت بيد ياسمين علي كتفها فرفعت لها وجهها وهي تقول : دلوقتي بالذات مش لازم تضعفي .. لازم تكوني قوية !!!
هتفت إبان ببكاء: بس هو محتاج إبان دلوقتي ....!
هتفت ياسمين بثقة : وبنت الشافعي تقدر عليها !!!
أطرقت رأسها بحزن وهي تلعن اللحظة التي أخذت فيها مثل هكذا قرار .. إياس الآن يحتاجها وهو أزاحها عن طريقه... مسحت دموعها وهي تقول بقوة : معاكي حق.. بنت الشافعي تقدر كمان ...!
_______________________
في منزل إياس ..
عادت إبان في المساء بعدما اطمأنت علي حالة بيريهان التي انهارت تماما بعد ما سمعته من الطبيب ...
ألقت حقيبتها علي الأريكة وانهارت علي الكرسي واضعة قدميها علي الطاولة أمامها ... كم هي قاسية الحياة .. كم علينا بعد أن نعاني ..
لو كانت الحياة سعادة لمللنا منها بسرعة فلولا وجود الحزن ما أصبح للسعادة طعم ... وما كان للراحة طعم لولا وجود الشقاء ... وما شعورنا بالشئ إلا لوجود تضاده ... فقط اصبر واحتسب ...
دمعت عيناها وهي تتذكر كل ما حدث معهما بداية من لقائهما وحتي زواجه من أخرى ... سمعت صوت جرس المنزل فنهضت تفتحه لتتفاجئ ببتول ....تسمرت مكانها لا تعرف ماذا تخبرها هل تطردها أم تدخلها لتري بنفسها ما تعيشه مع زوجها الذي تمنته منذ زمن .....
هتفت بتول بتعجب : إبان .. هنفضل واقفين كده !!؟
تنحنحت بحرج وأفسحت لها المجال لتدخل وليكن ما يكون ... !!
اخذت الصغير زياد منها وجلست علي الأريكة .. نزلت ليندا في هذا التوقيت لتراها بتول والتي يبدو أنها تتحرك بأريحية في المنزل ...
تساءلت بتول وهي تشير ل"ليندا قائلة: مين دي ؟؟!
تنهدت إبان بقوة وقد زاد الطين بله حينما نزل إياس واحتضنته ليندا أغمضت عينيها بقوة تخفي انكسارها .. ابنة الشافعي لن تخسر أبداً ...
شهقت بتول بصدمة وهي تقول ؛ بت مين دي ؟؟!. دي بتبوس جوزك عادي !!
هتفت ليندا : ايوة يا روحي عادي ... إياس جوزي !!
فغرت فاها بصدمة وهي ترمش بعينيها تستوعب كل الصدمات ... خرج إياس من المنزل يكاد ينفجر رأسه وهو لا يريد أكثر ....!!
أمسكت إبان يدها وهي تجرها خلفها وهي تقول: تعالي معايا ...
____________________
وقفت ياسمين بجانب يوسف في المشفي ... نظرت نحوه بشفقة فهو منذ الحادث ولم ينم جيداً ساعتان إن أكثر. ربتت علي كتفه وهي تقول : يوسف ،،!!
هتف يوسف وهو مازال ينظر لوالده: أول مرة أحس إني عاجز .. مش قادر اعمل حاجة .. هو محتاجني بس انا مش معايا حاجة اقدمهاله. .. كل اللي محتاجه وجوده جمبي ... مش عايز اتيتم تاني !!!
انهمرت دموعها تشاركه دموعه وهي تقول: يوسف انت لازم تبقي قوي ... عشان خاطر بيريهان وفريدة. .. كفاية إياس وسفر مراد !!
هز رأسه عن اقتناع .. احتضنت وجهه بين يديها وهي تمسح دموعه قائلة : وانا عمري م هسيبك يا حبيبي !!!
ضمها لصدره دون كلام تستمع لدقات قلبه التي ترسل آلاف كلمات الشكر هو وحده القادر علي إرسالها ...
___________________
وقفت خارج المكتب تنتظره لا تعرف كيف واتتها الشجاعة للقدوم لهنا لكن قلبها الآن يستحلفها بأن تفعلها .. هي لن تستطيع الابتعاد عن إياس أكثر من هذا .. قلب يدق بعنف كلما رأتها معه حتى لو أنها تستغل الظروف .. لكنها تحمل لقب زوجته واسمه ... تريد معرفة السبب هناك حلقة مفقودة ويجب عليها أن تجدها ....
سمعت صوت أمجد وهو يقول: يلا يا إبان ..!!
ابتلعت ريقها بتوتر واتجهت خلفه .. قدماها تريدان الهروب وعقلها يحذرها من هكذا خطوة .. لكن قلبها يريد استعادة حبيبه وساكنه ... وهي ستعيده .. لن تكون ابنة الشافعي أن لم تفعل هذا ...!!
فتح الباب المخصص ليدخل دخلت بعده بقلب يدق رعبا لكنه يدعمها ... وعقل يحذرها .. وهي بين الاثنين حائرة تسبح فوق ماء التوتر والرعب .. كابوسها الذي تحقق بحذافيره عندما تذكرت أول لقاء دخل بها معه .. لقد صرخت باسمه تستنجده وهو .. وهو لم يبالِ بها ... تعلم أن إياس لا ينفذ كلام أحد إلا لو كان مجبوراً .. حتى هي حبه وقلبه يجعله يفعل ما تشاء ..
هتف أمجد يهدئ من روعها : في كاميرات هنا من غير صوت عشان نقدر نتصرف لو حصل حاجة !!!
هزت رأسه في تفهم وهي تشكره .. بتول لم تخيب ظنها خصوصا بعدما حدّثتها ياسمين تطمئنها ... لقد فعلت كل مت طلبته منها علي وجه التمام ... وللحق أمجد لم يخيب ظنها يوماً ليكمل جميله وينتهي بها المطاف هنا كما طلبت !!!...
جلست علي الكرسي المقابل له وهي تقول: ازيك يا شريف ؟؟!
______________________________
أغمضت عيناها بقوة وهي تسترجع ذكرياتها معه ... منذ بداية زواجهما حتي الآن ... لقد كان لها نعم الزوج والسند .. وللحق هو لم يخيب ظن والدها أبدا .. دائما ما كانت تسمع عن شهامته ورجولته ومساعدته للجميع .. قلبها يخبرها بأنه سيكون بخير ...
طرقات علي الباب تبعها دخوله ... اقترب منها بخطوات مترددة فهي منذ الحادثة لم تحدثه... يري دائما في عينيها لوم وعتاب لم يرهما من قبل في حياته. . ولأول مرة يشعر بالانكسار .. فريدة لم تكن يوما مجرد ام .. بل هي دائما ما كانت معني الأمومة ..
ناداها بصوت خفيض لكنه وصلها : ماما !!!
أغمضت عينيها بقوة تسيطر علي مشاعرها .. هذه المرة سيفوز عقلها علي قلبها. مادام قلبها سيؤذي زوجها ستبعده دوماً عنها .. سيكون عقلها لها العقل والقلب سويا ....
جثي علي ركبتيه أمامها وقد دمعت عيناه قائلا: أرجوك يا ماما .. سامحيني !!
تشعر بانكساره في صوته .. تعلم أنه يمر بأصعب أوقاته ومراحله لكن هذا يكفي. . هي ستكون زوجة الآن .. هي دائما ما كانت بعيدة وهو أخبرها بذلك..
لم تلتفت له ولم توجه له حديثا لقد تصرف من عقله وتلقاء نفسه ... يكفي هذا حتى الآن .. لقد تعبت ..
نهض من مكانه بعدما قبل يد ورأس والده وتركها ليرحل مغادرا المشفي بأكملها ...
**************
في الشركة ...
وصلت إبان إليها لتتجه فورا ناحية مكتبه .. كل المعلومات التي عرفتها كانت كالصخر تنحت بعقلها .. لم تستوعب كمية الصدمات التي تلقتها .. رغم خوفها الذي تضاعف .. ألا أن قلبها يرقص فرحا الآن ...
هتفت إبان موجهة حديثها لدينا قائلة : دينا .. إياس جه ؟؟!
هزت رأسها نافية وهي تقول: لا لسه ..
عضت علي شفتها السفلي وهي تقول: طب بقولك إيه .... عايزاكي تلغي كل مواعيد النهاردة ولو في اجتماعات أجليها. ..
نظرت نحوها بتعجب فأردفت : اسمعي الكلام ... وهعتبره جميل مش هنسهولك أبداً !!!
تنهدت بقلة حيلة وهي تقول: حاضر !!
قبلت وجنتها وهي تقول بسعادة: متحرمش منك ابدا اجميل ...
ظلت تجوب الغرفة ذهاباً وإياباً تنتظره علي أحر من الجمر .. لكن انتظارها طال كثيرا ... رأته ياتي من بعيد وقد رسمت علي ملامح وجهه الوسيم كل علامات الحزن والعجز. ..
نظر نحوها بعيون خالية من الحياة ليتخطاها متجها ناحية مكتبه. . دخلت خلفه بسرعة وأغلقت الباب خلفها جيدا ... تعلم ما ستلاقيه من اهانات ..
انهار علي الكرسي بتعب وقد ظهر في صوته: عايزة ايه ... معتقدش اني مديرك المباشر ...
لم تخفِ سخريته إرهاقه وتعبه عنها ...
اقتربت منه دون كلمه لتجلس علي قدميه كما عودها عندما تكون حزينة لكن الآن هو من يحتاج حضنها .. الذي منعته عنه كل هذه المدة ...
ضمته بكل قوتها .. رغم اعتراضه في البداية وعدم مبادلتها إياه .. لكنها لم تستسلم وظلت محتضنة إياه دون كلمة ... كل منهما يحتاج لهذا الحضن ؛!!
بقيت فترة طويلة هكذا دون أن يبادلها حتى استسلم لها . وتغلب الشوق علي عناده ليضمها إليه بقوة يدفن فيه كل ما يوجعه .. كل الوجع الذي عجز عن إخراجه دفنه في حضنها. كان يريد البكاء لكن هذا من حق فريدة وسيظل حتى تعود إليه. . فريدة الحنون لن تتركه طويلا لتعيده لحضنها مرة أخرى. هو يعرف أنها لن تتحمل وجعه أكثر من هذا لتفتح له ذراعيها تلتقفه في أحضانها ...
طرقات علي الباب جعلها تنتفض في مكانها وتبتعد عنه لكنه أصر علي بقائها في حضنه لن يسمح لها بالابتعاد مرة أخرى لقد عادت أليه بقدميها لتحين فرصته في الحفاظ عليها .. ولن يتركها أبدا . حتى لو أرادت هي هذا ....
دخلت دينا بعدما سمعت الأذن بالدخول بينما أخفت إبان وجهها في كتفه خجلا ..
هتف إياس بتعب : خير يا دينا ؟؟!.
أطرقت رأسها خجلا وهي تقول: سوري يافندم ... بس المقدم أمجد مستني حضرتك عند مكتب سيف بيه !!
- طيب ..
قالها لتغادر بينما وقف هو علي قدميه وهو يسمع صوتها قائلة بتعجب: أمجد !! .. بيعمل إيه هنا ؟؟!
ارتدي جاكيته وهو يقول: دلوقتي تعرفي !!
خرجت خلفه متأففة من تجاهله لها .. يبدو أنها ستعود لدرجة الصفر مرة أخرى. ...
**********
دخل المكتب ليجد أمجد يبحث في أشياء المكتب ...
اقترب منه إياس قائلا: لقيت حاجة ؟؟!
أغلق درج المكتب وهو يقول: لا .. بس خلينا ندور في الكل !!
نادي إياس ل"مروة " بينما وقفت هي لا تفقه أي شئ. ..!
هتف أمجد وهو يوجه حديثه لمروة : آنسة مروة .. مين اللي بيقدم القهوة لسيف بيه ؟؟!
ابتلعت مروة ريقها وهي تقول: أنا ؟؟!
– أنتي بس ؟؟!
– أيوة أنا اللي بقدمها لسيف بيه .. بعد ما يجيبها الساعي !!
- طب ممكن أشوف مكتب حضرتك ؟؟
– أيوة طبعا اتفضل ،؟
خرج أمجد خلفها وفتحت له كل أدراج المكتب ليستطيع البحث به كما يشاء ...
أخذ أمجد يفتش في كل أنحاء المكتب لكنه لم يجد شئ
هتف أسلام من الخلف متعجبا : هو أيه اللي بيحصل ده ؟
أشار له إياس بالصمت وهو يتابع ما يفعله أمجد ..
انضم لهم إسلام للمتابعة والتفت بنظره ناحية مروة التي كانت تتابع الأمر بقلق .. قلق شخص لا يعرف ما يحدث أمامه ...
وعند أمجد .. كان يبحث في كل أنحاء المكتب يريد معرفة الحقيقة وما توصل إليه من إياس ويوسف ...
هتف أمجد وهو يخرج كيس صغير من مكتب جانبي : إيه ده ؟ !!!

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن