18

8.6K 231 4
                                    


كانت محتضنة صغيرها بقوة تشتم عبير والده داخله .. لا تصدق حتي الآن ما أصابه .. هي لن تتمكن من رؤيته بعد .. لن تتشاجر معه لأقل الأسباب وأتفهها ...
انهمرت دموعها التي لم تجف منذ سمعت الخبر .. ارتجف جسدها وتشبثت بالصغير بقوة حينما سمعت صوت خطوات تأتي من الشرفة ... ابتلعت ريقها بخوف وقد تظاهرت بالنوم ... وأحكمت الغطاء علي نفسها والصغير الذي لم تتركه وضمته اكثر لحضنها .. لقد ضاع الأمان منها بعدما ضاع هو .. وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها .... ارتجف جسدها أكثر وهي تشعر بالخطوات تقترب أكثر وأكثر ... حتي شعرت بأحدهم علي الفراش ..
تمتمت بالشهادتين وقد اختفى الصغير تماما بين ذراعيها .
سمعت همسه في أذنها وهو ينادي باسمها .. هزت رأسها بقوة .. هي تحلم لا .. بل هذا حقيقي لا .. هي كما قالت إبان ليست علي أرض الواقع ...!انتفضت من نومها بعدما أضاءت الأنوار لتجده أمامها .. حاولت الصراخ فلم يسعفها صوتها ... سمعت همسه باسمها حتي لا يوقظ الصغير .. اقترب أكثر ليضع يديه علي وجهها وهو يتطلع نحوها بشوق ...
– وحشتيني !!
رمشت بعينيها أكثر مرة لتستوعب ما أمامها لكنها فشلت ضاعت كلماتها علي شفتيه وهو يلتهم شفتيها بشوق .. لحظات حتي استوعب عقلها وجوده حقيقة أمامها لتبادله إياها بشوق وقد انهمرت دموعها بغزارة غير مصدقة ...
دخلت إبان لتطمئن عليها بعدما وجدت الضوء منار لتصطدم بالمشهد .. وضعت يدها علي فمها تكتم شهقتها .
اقتربت أكثر لتقول بغضب : بتول !!،
ابتعد عنها بحرج ليواجه وجه إبان الذي هربت الدماء منه عند رؤيته وهي تقول : سلام قول من رب الرحيم .. عفريت !!
كتم ضحكته بصعوبة وهو يقول بسخرية : علي آخر الزمن بقيت عفريت !!
ابتلعت ريقها بخوف وهي تعود للخلف قائلة: أمال انت مين ؟؟!
هتفت بتول بغضب : أمجد !!
– ازاي !؟.. مش ممكن !!
نهض من مكانه وهو يقول: روحي غيري هدومك عشان تيجي معايا !!
فغرت فاها بصدمة وتوتر قالت: ع.. علي .. فين ؟!
انطلقت منه ضحكة خافتة وهو يقول: مشوار هنروحوا سوا !!!
هزت رأسها بعنف وهي تقول: لا... خدها هي..أنا لسه صغيرة وإياس محتاجني !!!
نظر نحو بتول التي كانت تكتم ضحكاتها بيدها قائلا: قوليلها حاجة !!
نفضت عنها الصدمة وهي تقول: و انت جايلي أنا ولا ليها؟؟!
جلس بجانبها والتفت لإبان قائلا: إبان يلا بسرعة مفيش وقت وإياس مستني تحت ،!!.
فغرت فاها ببلاهة قائلة: ها ؟؟!
أشار لها بيدها قائلا: يلا بقا !!.
هزت رأسها وهي لا تفهم شيئاً مما يحدث فقط امتثلت لطلبه ..
التفت هو لزوجته قائلا: وأنتي كلامنا مخلصش .. بس مش هقدر أجيلك تاني ولا حتي أكلمك ع التليفون ..
أمسكت بيده وهي تقول وقد دمعت عيناها : طب انت كنت فين وأيه الي حصل ؟؟!
ربت علي وجهها قائلا: هقولك قريب .. بس لازم دلوقتي محدش يعرف باللي حصل ده خالص .. وكلامك مع ابوكي وامك هنتحاسب عليه بعدين !!
أطرقت برأسها خجلا وكأنها الآن فقط عرفت ما حدث معها وانتبهت لما قالته !! ...
رن هاتفها برقم إبان فهتف أمجد: أنا لازم أمشي دلوقتي وزي ما اتفقنا اول م الصبح يطلع تروحي تتكلمي مع عيلتك ..!
أمسكت بيده وهي تقول برجاء: أمجد .. هترجعلي صح!؟
قبل يدها ورأسها وهو يقول: إذا كنت رجعتلك من الموت مش هرجعلك من مشوار ... يلا كله بايد ربك !!
قبل الصغير علي جبهته قبلة طويلة وبعدها غادر كيفما أتي !!!
*****************
أغمض عينيه بقوة ليستوعب الألم الذي أصاب جسده بسبب النوم غير مريح ...
هتف بحنق : ايه كل ده ؟؟!
ضحك حازم بقوة وهو يقول : أحسن ده ذنب الغلبانة اللي هتموت في البيت بسببك !!
هتف عادل وهو يخرجه من الصندوق الخشبي : معلش .. بس أهو أحسن من الموت بجد !!
هتف حازم بقلق : أمجد .. أنت كويس !!
نزع عنه سترته وأزال حامي صدره من الرصاص وهو يقول بغيظ: ولاد ال**** كانوا مصوبين ناحية قلبي بالظبط !!
ضحك هاشم بقوة وهو يتذكر وجهه المصدوم بعدما وجد الرصاصة علي قلبه مباشرة قبل أن يدخل للصندوق الخشبي لضمان السرية ...
التفت أمجد لحازم وهو يقول: عايز أشوف إياس ضروري !!
اومأ له موافقا وهو يقول: حاضر .. طب وبتول ؟!
تأفف أمجد بضجر وهو يقول: مع اني مش واثق في أختك ولسانها إلا أني مش هقدر أشوفها كده .. سيبها عليا !!
غادرهم بعد قليل فالتفت هاشم: وقضية شريف ؟!
هتف أمجد بثقة : المحكمة الأسبوع الجاي !!
___________________
في القسم
وقفت إبان ترتجف من البرد في مثل هذا الوقت من الليل احتضتنها إياس بيده وهو يقول: لولا إني بردان كنت اديتك الجاكيت بتاعي !!
نظرت نحوه بحنق وهي تقول : مش عايزة منك حاجة !!!
ضحك بخفوت وهو يقول: طب انتي بتتنفضي ليه !!؟
هتفت بغضب : عشان بردانة يا جِبلّة ..!
رفع حاجبه بشك وخلع جاكيته ليعطيه لها قائلا: هعمل بالأصول !!!
أحكمت وضع الجاكيت عليها وتلفتت حولها فلم تجد أحد. فاقتربت تقبل وجنته قائلة: حبيبي طول عمره ذوق !!
هتف باستنكار: م كنت من شوية جِبلّة ؟!؟
ضحكت بخفوت وهي تضع رأسها علي كتفه قائلة: حبيبي أنت ..!
شدد من احتضانها ووقف ينتظر ما سيفعله أمجد بتصرفه العجيب هذا !!
مضت مدة طويلة نسبياً قبل أن تكتسي ملامحها كلها بالصدمة وهي تراها ... فغرت فاها بصدمة وهي تقول بعدم تصديق : صافي ..!!
التقت عيناهما سويا لتتأكد من وجودها حقا ... ظلت تكرر اسمها همسا حتي تستوعب أنها مازالت علي أرض الواقع
وكذلك الأمر لم يختلف عند صافي فقد اندهشت بوجودها خاصة بعدما سمعت بخبر موتها ولم تصدق ما قالته لينا لها بخصوص أنها مازالت علي قيد الحياة ...
تركت إبان أحضان أياس لتركض ناحية صديقتها الوحيدة والتي ظلت معها طوال فترة دراستها سويا ولم تتركها بعد انتهاء الدراسة .... استقرت الفتاتان في حضن بعضهما كل واحدة تبكي الآخري وما حدث معها .. فصافي هي أدرى بجنون ابن عمها خاصة بعدما رأته يقتل عمها بيديه أمام عينيها ...وإبان التي رأتها تسقط أمامها وهي تنزف ولم تستطع مساعدتها . ...
ابتعدت عنها بعد فترة قائلة ببكاء وهي تنظر ناحية بطنها : أنا آسفة !!!
ضحكت صافي بحزن وهي تقول: الحمدلله .. ربنا عوضني خير !!
هتفت إبان بمرح: واو .. يعني هبقي خالتو للمرة التالتة !!
ضحكت صافي بمرح فيما تقدمت لينا منهما وهي تقول: ازيك يا إبان ؟!
تبدلت ملامحها للغضب بعدما رأتها وأشاحت بوجهها عنها لا تريد رؤيتها !!!.
ضغطت صافي علي كتف إبان برفق وهي تقول: باركي للينا اتخطبت !!!
شهقت إبان بصدمة وهي تقول: ها ... بجد !!؟
أومأت لها لينا مؤكدة وهي تقول: أيوة .. خطوبتي قبل فرحكم بيومين !!!
ابتسمت إبان بسعادة فأخيرا قد تخلصت منها : مبروك يا لينا !!!
بادلتها لينا ابتسامتها وهي تقول : الله يبارك فيكي .. ضروري تيجي !!!
هتفت إبان بمرح : مكان م هتكون صافي هتلاقنيي !!
نظر إياس لمحمود زوج صافي قائلا: ياريت تبعد مراتك عن مراتي عشان هي مش ناقصة جنان !!.
ضحك محمود بقوة وهو يقول : ولا مراتي الصراحة !!
هتفت صافي وإبان معا: نعم !!
هتف إياس مغيرا للموضوع : مش أنت كنت عايز قهوة !!!؟
سايره محمود قائلا: أنا بقوة كده برضو !!
ضحكت الفتاتان معا وجلسا علي الأريكة حتى أتي أحد العساكر قائلا: الباشا وكيل النيابة عايزكم !!
هتف أمجد مصرف العسكري : روح أنت !!
امتثل العسكري لأوامره ليهتف أمجد : دلوقتي هتدخلوا واحدة واحدة جوا عشان تدلوا بشهادتكم...
نهضت لينا وهي تقول: أنا هدخل الأول ..
هز رأسه موافقاً واصطحبها لتدخل معه حتى تدلي بأقوالها كشاهدة في قضية قتل إسماعيل السيوفي !!
جلست لينا أمام وكيل النيابة ليهتف قائلا: قوليلي يا آنسة لينا كنتي فين ساعة وقوع الحادث ؟!
ابتلعت لينا ريقها لتقول : كنت في الشركة وقتها بس شريف مشافنيش لأني لما كنت رايحة لعمو إسماعيل-الله يرحمه- سمعته بيتخانق مع شريف وبيتكلموا علي ملف يخص شريف وعمو رافض يديهوله وقالوا ان هيوديه للبوليس !!،
– وانت تعرفي إيه اللي في الملف ده ؟؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول: أيوة ..بعد م سمعت صوت إبان وصافي بيقربوا علي المكتب اتخبيت في الاوضة اللي جمبه لحد ما مشيوا وبعدها دخلت لعمو إسماعيل !!
*********
التفتت لينا حولها لتتأكد من عدم وجود أحد في الطرقة لتدخل مباشرة ناحية إسماعيل الذي كان مازال علي قيد الحياة لكنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
اقتربت لينا منه وهي تقول ببكاء : عمو .. عمو !!
فتح إسماعيل عينيه بصعوبة قائلا بوهن : لـ لـينا ..!
زادت دموعها انهمارا وهي تقول: متخافش يا عمو أنا هطلب الإسعاف وهي هتيجي !!
تأوه بقوة وهو يقول ؛ لا .. خ .. خدي ... الملف .. في ... الخزنة ... و... وام .. وامشي !!
هزت رأسها بعنف وهي تقول ؛ لا .. لا يمكن أسيبك .. أنا هبلغ البوليس ...!!
قاطعها إسماعيل وهو يقول ؛ لا .. اسـ اسمعي الكلام .. وامشي ...!
فعلت ما أمرها به وأخذت الملف الذي لم يره شريف وتأكدت من عمها بأنه هو وبعدها اختبأت في نفس الغرفة ....
عادت لمنزلها مرة أخرى وهي ترتجف من الخوف .. دخلت خلفها والدتها بعدما رأت حالة ابنتها والتي ترتجف ...
هتفت والدتها بخوف : في إيه ؟؟!.. مالك !!؟
ارتمت لينا في حضنها وهي تنتفض من شدة البكاء .. أبعدته عنها قليلا لتري وجهها المخطوف فهتفت بقلق : أنا هتصل بباباكي ييجي يشوفك ..ويجيب دكتور !!
أمسكت بيديها تتوسلها : لا ... بلاش !!
أمسكت وجهها بين راحتيها وهي تقول : طب قوليلي مالك ؟؟!
وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها لتهتف بعد صمت طويل زاد القلق في قلب والدتها : شريف ... شريف قتل عمو إسماعيل !!
شهقت والدتها بذعر ووضعت يدها علي قلبها تهدئه: و .. وانتي عرفتي .... منين ؟؟!
هتفت بصوت متقطع: ش .. شوفته !!
هتفت والدتها بصدمة : ايه ؟؟!،.. ولسه عايشة ؟!
ابتلعت ريقها وهي تقص علي والدتها كل ما رأته وسمعته من شريف وشجاره مع عمه !!! حتي إطلاقه النار عليه وقتله .. وبعدها ظهور إبان وصافي مما جعلها تختبأ حتى تعرف علي ما تؤول إليه الأمور ... وطلب عمها الغريب بأن تأخذ هي الملف ليكون معها والحفاظ عليه بمثابة وصيته الأخيرة لها !!!
هتفت والدته بعد صمت طويل تحاول السيطرة علي أعصابها : بصي كلمة ومش هكررها ملكيش دعوة بالموضوع ده!!!
نظرت لينا نحوها بصدمة فهتفت والدتها بعقلانية : انتي بتقولي إن صافي وإبان شافوا الحادثة صح ..!؟؟
هزت رأسها بالإيجاب فأكملت والدتها قائلة: لو هما بلغوا عن الحادثة انا بنفسي هقول لباباكي واخليكي تروحي تشهدي ... لكن غير كده متجبيش سيرة لأي مخلوق باللي حصل .. شريف مش هيتردد لحظة إنه يقتلك !!
دمعت عيناها بقهر وهي لا تعرف كيف تتصرف فهي كانت تحب عمها حقا .. هو كان أب للجميع ...!.
**********
هتفت وكيل النيابة: طب وانتي مجتيش ليه عشان تبلغي بعد م إبان قدمت البلاغ !!!؟
هتفت لينا بدموع : كنت جاية .. بس شريف عرف بالخبر مش عارفة ازاي ... وهددني إنه هيقتلني لو مقفلتش ع الموضوع وماما خافت عليا خصوصا بعد إختفاء إبان !!
هز رأسه بتفهم فهي علي ما يبدو أنها كانت تخاف شريف خصوصا بعدما قصته عليه أثناء التحقيق معها في حادثة كسر ذراعها والذي اتهمت فيه شريف بالتعدي عليها وشهادة والده الذي أيد كلامها وخصوصا أنه رأي مسدسه يعمره بنفسه وتهديده بقتلها !!!
– طب والملف لسه قاعد معاكي ؟؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول ؛ أيوة .. هو معرفش بيه اتلهي بالمصايب اللي حصلت ومسألش عليه .... أنا اديته لأمجد بيه لما روحت أبلغ عن شريف بعد ما خدت موافقة صافي !!
– صافي ؟؟!
هتف بها بتعجب فأردفت : أيوة صافي .. صافي هي كانت معايا علي الخط من أول لحظة .. بس هي معرفتش بإبان لسه عايشة غير لما رجعت لأهلها !!،
شكرها وكيل النيابة علي ما قدمته وانتهي التحقيق معها عند هذا الحد !!
وبعدها دخلت صافي التي أيدت كلام لينا في معرفتها بقتل عمها إسماعيل وما رأته بنفسها وسمعته من شريف وهو يحدث محاميه بإخلاء الشركة من جثة عمه واستغلال عدم وجود زوجة عمه في المنزل لكي ينقل الجثة إليه ويظهر في الصباح علي أنها جريمة قتل بدافع السرقة .. وتهديد الموظفين جميع الذين كانوا في فترة الغداء وظهور بعضهم علي غير المتوقع لكي يروا إفتراشها الأرض وهي تصارع ما بين الحياة والموت ... وبعدها نقلها لمشفى بعيدة عن الأنظار وبقائها مع زوجها في منطقة نائية وتهديها بعائلتها التي بقيت لها !!!
وبعدها كانت إبان التي انهارت وهي تتذكر ما حدث مع الرجل الطيب الذي اعتبرها كابنته وكان صديقا لها والهجوم عليها هي وإياس في المطعم وخطفها هي بعدما تركت إياس ما بين الحياة والموت .... ورؤيتها له وهو يقتل فتاة بريئة ورميها من أعلى الجبل لتمثل دور جثتها لتضليل الشرطة حتي لا يبحثوا عنها لكن الحظ كان معها وتعرف حازم لها علي جرح قديم ... وكذلك معاملته الفظة معها... ارتجف جسدها وهي تحكي له عن تحرشه بها وضربه لها ...
خرجت بعدها لترمي نفسها في حضن صافي تبكي ويرتجف جسدها من الخوف والتقزز وهي تعاود تذكر ما كان يحدث معها ...
كذلك أدلى إياس بأقواله في حادثة المطعم وتعرضه للقتل من قبل شريف لكن كان الله يقف معه واستطاع النجاة بعد معركة حامية كان له الفوز فيها عن جدارة واستحقاق !!!!!
__________________
دخلت بتول غرفة حازم الذي استوطنها والدها بعد تعبه ليلة أمس بخطوات مرتجفة لا تعرف كيف ستواجهه بعدما حدث بالأمس .. طرقت الباب لتدخل بعدها بقلب ينتفض بعنف وهي تتخيل رد فعل والدها والذي -ربما- يكون مشابه لفعلها ويزيحها لكن خارج حياة عائلته وأن يتبرى منها ... التقت عيناها بعينيه فارتمت بحضنه وهي لا تعرف كيف تبدأ .... تبكي وتبكي فقط .. عينيها مليئة بالدموع .. دموع قهر وحسرة علي ما آل إليه حالها وهي بعيدة عن والدها كل هذا العمر .. أجل هي المخطئة هي من اختارت دراستها ... إبان ليست مخطئة بل هي أفضل منها بكثير وهي من أدت دور الابنة بامتياز لكن بتول .. بتول هي الابنة المعاقة وهي تستحق هذا اللقب عن جدارة .. ربما كلام زوجها صحيح وهي مجرد فتاة أفسدها الدلال فتصرفت بكبرياء .. وربما لأنه كان كل ما تطلبه مجاب خاصة في بعدها عنهم وانطوائها بعيداً ربما لأنها كانت تجد أنيسها في وحدتها وهي تخطط لمستقبلها حتي ظهر أمجد وأربك كل حياتها ليقلبها رأسا علي عقب ... ولولا تصرفه ذاك لكانت أصبحت مجنونة أمجد .. لذا كان أمجد هو ملاذها الوحيد وتعويض القدر لها عن كل حياتها التي سبقته ... وفكرة فقدانها له كانت الفاصل لجنونها وما فعلته بالأمس ولولا صفعة حازم ما كانت تعرف كيف كانت ستؤول الأمور ...
ابتعدت عن حضنه بعد فترة لا تعرف كم طالت ولا كيف كانت ردة فعله .. لكنها اصطدمت بابتسامته الحنون وهو يمسح عنها دموعها قائلا: حمدلله ع السلامة يا حبيبتي !!،
نظرت نحوه بذهول فأكمل ضاحكا: هتسامحي أبوكي مش كده ؟؟!
انهمرت دموعها ثانية وهي تهز رأسها بعنف قائلة : لا قصدك بابا هو اللي هيسامحني مش كده !!؟
عادت لأحضانه مرة أخرى وهي تقول: أرجوك يا بابا تسامحني .. أنا عارفة إني غلطت وغلطي ملوش تكفير .. بس أي حاجة هتطلبها هنفذها ...!
رفع وجهها إليه قائلا: هتسامحي أبوكي .. أبوكي هو السبب في اللي حصلك.. حتي لو. كنتي مش في وعيك .. ده الكلام اللي محبوس جواكي وكاتماه . الدكتور قال إنك كان ممكن تتعرضي لجلطة لولا ستر ربنا .. ياه يا بتول أنتي آخر واحدة ممكن أتوقع منها كلام زي ده .. بتول اللي بتوزن الأمور في دماغها يطلع منها .. دانتي طلعتي شايلة جبل فوق قلبك !!
ابتسمت بين دموعها وهي تقول: بتول المجنونة بتعرف تشيل مسئولية !!
ضحك مصطفى قائلا: بتول عقلت .. ما شاء الله !!
أطرقت رأسها وهي تفرك يديها بتوتر فهتف مصطفى مشجعا: مالك يا بتول .. عايزة تقولي إيه ؟؟!،
هتفت بتوتر : أمجد .. أمجد عايش ..
وأكملت بسرعة قائلة؛ بس والله مكانش حلم .. حتي هو خد إبان معاه ...!
ضحك والدها وهو يقول: طب اهدي .. حازم قالي وكمان إبان استأذنت مني قبل م تخرج وإياس كان معاه كمان !!
فغرت فاها بصدمة وهي تقول: حازم .. حازم كان يعرف !!؟
نهضت من علي الفراش وهي تقول: معلش يابابا هخلص حاجة كده .. وأرجعلك يا حبيبي !!.
خرجت من غرفة والدها الذي تنهد بارتياح بعدما عادت ابنته لطبيعتها !! وتوجهت مباشرة نحو غرفة الصالون والتي يرقد بها حازم ... تسحبت بخفة ثم فجأة سكبت عليه بعض الماء ..
انتفض من نومه وهو يصرخ: غريق .. بغرق ...
وأمامه انفجرت في الضحك ولم تستطع التوقف وانضم إليها ياسمين ومني ....
نظر نحوها بغضب قائلا: إيه قلة الأدب دي ؟؟؟!
صرخت في وجهه قائلة: بقا أنت كنت عارف إن أمجد عايش وساكت !!!؟
تأفف بحنق قائلا: جوزك هو اللي طلب !!
هتفت بغضب قائلة: بقا انت كنت شايف حالتي وهونت عليك يا حازم ..!
أشاح وجهه عنها ولحظات صمت قطعها صوت بكاء بتول في حضن والدتها وهي تقول : سامحيني يا ماما .. !!. أنا آسفة!!
ربتت والدتها علي ظهرها بحنو وهي تقول : حمدلله ع السلامة يا حبيبتي !! ..
أبعدتهت عن حضنها لتقابل وجهها قائلة: أنتي كويسة ؟؟!
هزت رأسها بالإيجاب لتعود لأحضانها مرة أخرى ....تبكي علي ما فعلته بنفسها وبعائلتها ....
نهض حازم قائلا: ماما .. خدي عيالك من هنا عايز أنام !!
ربتت ياسمين علي كتفه قائلة : قوم نام في أوضتي البنات صحيوا !!
هز رأسه موافقا ونهض لكي يطلب بعض الراحة التي افتقدها طيلة اليومين الماضيين !!

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن