15

8.8K 230 3
                                    


ابتسمت بسعادة وهي تراه يتحسن يوما بعد يوم ..دائما ما يجعلها فخورة به ....
تركت يده ليسير وحده وبجانبه كان حفيده يقلده ..
كان يمشي قليلا ثم يقف متعبا ... فالعلاج الطبيعي مؤلم ومتعب ... يعلم انه من فعل هذا عندما طلب علاجا مكثفا ...لينهي بالعلاج بسرعة قبل موعد زفاف ياسمين والذي تصر مني بان تقيمه في اقرب وقت ...
وياسمين التي تشجعه ليمسك بيدها ليعطيها لعريسها وهي تتأبط ذراعه ....
ونظرة الفخر في عيني إبان ..تلك النظرة التي لا تخفيها أبدا .. هي ابنته التي جعلت كل الألسنة تخرس عند التحدث عنها ... دائما ما كانت ابنة أبيها
وجانبه كان الصغير زياد يقلد جده بمرح وهو يجرب السير وحده ....
كان يسير تارة وأخرى كان يقع لينهض من جديد ..
ونظرة الفخر في عيني والدته تزيدها لمعانا ... كالتي تظهر عندما تتحد الشمس مع لون الخضرة بهما...
أنهي مرحلته كاملة ليتخطي كل المراحل التالية وهو يسير بتعب ولكنها ثابتة ...وبذلك اثبت انه مازال قادرا علي مواجهة كل الصعوبات كما كان يعلمها ...
نظرة فخرها ازادت ودمعت عيناها وابتسامتها التي تزداد اتساعا ... انهمرت دموعها بفرح قبل أن تركض ناحيته تحتضنه بقوة ... هو والدها الذي لم يخذلها يوماً ..ولم تندم يوما علي تمثل شخصيته ...احتضنته بتول وياسمين معا والسعادة تغمرهما بعد عهد طويل من الأحزان..ضحكاتهم التي علت في الأنحاء...ومني التي أطلقت زغروطة بنكهة دموع سعادتها التي ترسم وجهها..
ومصطفى الذي لم يكف لسانه عن تريد : الحمدلله.. الحمدلله دائما وأبداً...
________________
التفوا جميعا حول مائدة الطعام يتناولون غدائهم ..
هتف حازم بلهفة: يعني اتصل بباباها احدد ميعاد!؟
ضحكت مني قائلة: يووه جاتك ايه يا حازم .. مستعجل ياواد ع الجواز ؟؟!
نظر نحوها بطرف عينه قائلا: مش انتي اللي كنتي بتزني عليا !!؟
ضحك مصطفى قائلا: من فرحتها بس مش عارفة تعبر !!
هتفت ياسمين بتساؤل: وانتي يا إبان ..فرحك امتي ؟!
نظرت نحو أبيها وهي تقول بضيق: مش طالعة من البيت ده ؟؟!
احمرت والدتها خجلا مما توحي إليه بينما ضحكات مصطفى انطلقت والباقين لا يفقهون شيئا !!
ياسمين بتعجب: وليه إن شاء الله ؟!
هتفت بنفاذ صبر : اهو كده بقا !!!!
نظرت نحوها بعدم اقتناع وصمتت علي مضض ترجع السبب لشجارها مع إياس في المشفي ذاك اليوم (علنياتك 😂😂)
________________
دخلت سكرتيرة سيف "مروة" تبلغه بوجود إحداهن تريد رؤيته .. فسمح لها بذلك !!!
دخلت المرأة تتبختر في مشيتها بتنورتها القصيرة ذو الفتحة من الخلف .. وقف سيف يحيها ولم يفته دلالها ..
تنحنح سيف قائلا: أهلا مدام ليندا ..القاهرة نورت !!
ابتسمت ليندا قائلة بدلال: ميرسي يا سيف بيه !!!.
أشار لها بالجلوس علي طاولة الاجتماعات لانهاء إجراءات الصفقة الجديدة ...
أنهت ما أتت لأجله والتفتت لتغادر قائلة: تشرفت بمعرفتك يا سيف بيه .. بجد مخيبتش ظني .. واتمني ميكونش اخر تعامل ما بينا !!!
ابتسم مجاملة وهو يصافحها قائلا: إن شاء الله ..
فتحت الباب لتخرج في الوقت الذي كان إياس علي وشك الدخول فاصطدمت به لترتد علي يدي سيف ..
هتف إياس بأسف : مشوفتش حضرتك .. انا آسف ..
رفعها سيف من علي يديه حرجا لتهفت ليندا: ولا يهمك يا إياس ... مش أول مرة !!!
ضيق بين عينيه يحاول تذكر ماهيتها لكنه فشل ...
ابتسمت وهي تقترب منه واضعة يدها علي كتفه قائلة: انت نسيتني ولا ايه .. ليندا يا إيسو !!
أنزل يدها من علي كتفه برفق قائلا: أهلا يا ليندا .. سوري بس من كتر الشغل بفتكر الناس بالعافية !!
– وياتري خطيبتك بتنساها برضو !!؟
قالت جملتها وهي تشير برأسها نحو دبلته التي تزين يده اليمني !!!
رفع يده ونظر لإصبعه المزين بدبلتها قائلا: هو اللي قلبه بيقول اسمها علطول تتنسي !!
شرارات الغضب من عينيها لم ينتبه لها فأردفت بهدوء مصطنع: اسمها إيه بقا ؟؟!
هتف إياس بهيام: إبان .. اسمها إبان الشافعي !!
ضيقت بين حاجبيه وابتسمامة جانبية تزين شفتيها وهي تقول باقتضاب: مبروك !!
قالتها وغادرت بينما نظر لوالده بتساؤل فأشار له بأن يتبعه ...
دخل إياس خلف والده الذي ما إن جلس حتي هتف إياس بغضب: ليندا يا بابا .. أمال لو مكنتش عارف بلاويها السودا !!!
نظر نحوه بحدة قائلا: احترم نفسك .. وبعدين أنا مالي بيها هي مجرد وسيط بيني وبين الراجل إياه !!!
هز رأسه بغير اقتناع قائلا: مش قادر أصدق .. دي حية ..
تأفف سيف بضيق قائلا: وأنا مش صغير عشان تضحك عليا !!!!
هتف إياس بعناد : وهي مش سهلة !!!
هتف سيف بغضب: أنت هتحاسبني ولا أيه ؟؟!
أشاح بوجهه عنه بضيق فهو أعلم بمن تكون تلك الحية التي تخلص من شباكها بصعوبة ليخرج بأقل الخسائر ،،
التفت مغادراً الشركة كلها !!!!
________________________
رن هاتفها للمرة الخمسين علي التوالي وهي تتجاهله ...
لو ردت الآن ستعاقب ولو لم ترد فستعاقب لاحقا .. لذا اختارت المعاقبة لاحقا وأكملت تناول طعامها ..
أمسكت ياسمين الهاتف بحنق قائلة : م تردي يا زفتة !!
أكملت إبان طعامها بلامبالاة فأمسكت الهاتف ترد قائلة بسرعة: أنا ياسمين !!.
كاد أن يقذفها بغضبها لولا سماعه لصوت زوجة أخيه ..زفر بقوة يسيطر علي غضبه فتلك الغبية لم ترد عليه منذ آخر مرة في المشفي ومنذ ذلك الحين لم يرها ولم يسمع صوتها وتركته هكذا يجن جنونه ...
هتف بضيق: وهي ست الحسن فين ؟؟!
ابتلعت ريقها وهي تقول: بتاكل !!
كانت إبان تشرب الماء ولما سمعتها قذفت ما في فمها ...
أخذت الهاتف منها ونظرت نحوها بغضب فراقصت لها حاجبيها مبتسمة بشماتة ....
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول: ألو !!
سمعت صوتها الغضب فأبعدت الهاتف عن أذنها قليلاً وهي تسمعه يقول: وربي يا إبان حسابك تقل معايا ؟؟
تأففت بحنق وهي تسمعه يلقي أوامره : نص ساعة وتكوني قدامي في ******
دمعت عيناها قائلة: حاضر !!
ألقت الهاتف جانبها ونهضت لتنفذ أوامره ...
وعلي الناحية الأخري.
ألقي الهاتف بجانبها بغضب وضغط أكثر علي المقود فتلك المجنونة ستودي بحياته ... هو لم يستوعب بعد كل ما حدث .. وشريف الذي يحتجز الآن في المشفي وكأنه سيخرج قريبا ... وهي في المقابل تؤجل عرسهم ...
تنفس بعمق وأمسك بالهاتف الذي كان يرن باسمها قائلا: ازيك يا مروة ..
هتفت مروة بعتاب: كده يا إياس شهر بحاله مشوفكش ..
تنهد بيأس قائلا: معلش يا مروة مشغول اليومين دول !!
سمع توسلها وهي تقول: ممكن أشوفك .. محتاجك بجد !!
كز علي أسنانه وهو يقول: طب انا رايح علي *** دلوقتي لو حابة تيجي !!!
قفزت بفرح وهي تقول بحماس: ثواني وأكون عندك ،،،
وخلال النصف ساعة كان يجلس علي طاولة ومقابله كانت تجلس مروة بعدما تأخرت إبان !!!
هتفت مروة بسعادة: وحشتني أوي يا إياس هونت عليك الفترة دي كلها لا بترد عليا ولا حتي بشوفك ...
زفر بحنق ماذا يخبرها بأنه هو السبب في كل هذا منذ البداية ... هو من سمح لها بالتمادي ولم يحسب حسابه بأنها ستتعلق به ...
ابتسم إياس وهو يقول : مانا قولتك يا مروة كنت مشغول
اتسعت ابتسامتها قائلة: ولا يهمك المهم إنك معايا !!
أومأ لها دون كلمة وهو يلتف برأسه يبحث عن تلك الغبية التي لم تأتي بعد !!!
انتبه علي يد مروة وهي تضعها علي يده قائلة: بدور علي إيه !!!
كاد أن يسحب يده لولا أن رآها تدخل فتعهد علي تعليمها درسا لن تنساه .. ربما لو تشعر بأنها يمكن أن تخسره تبدل تعاملها معه ...
اعترضت لينا طريق إبان وهي تقول: ازيك يا أيبو .. حمدلله ع السلامة !!!
نظرت نحو يدها المجبورة قائلة: ألف سلامة !!
أومأت لها ممتنة قائلة: بس انتي بتعملي إيه هنا ؟؟!
تأففت بضيق قائلة: جاية أشوف إياس مستنيني هنا!!
ابتسمت بسخرية قائلة: لو علي إياس فهو هنا .. أما مستنيكي فمعتقدش ...!
قالت كلمتها وهي تشير لها علي الطاولة التي يجلس عليها إياس بصحبة مروة ...
احتدت عيناها بغضب وهي تري تلك الغبية تضع يدها علي يده وهو لا يمانع ...
تحولت نظراتها للخوف وهي تستعيد مشاهد كابوسها وانهمرت دموعها رغما عنها ...
اقتربت منهما بخطوات واسعة ولم تهتم بنظرات من في النادي المتسائلة عن حالتها تلك ..
سحب يده ونهض من مكانه وهو يري ملامحها التي لا تنم علي خير ...
هتفت بصوت متقطع : هونت عليك يا إياس !!
اقترب منها بقلق قائلا: طب اهدي مالك !!؟
علا صوتها أكثر حتي التفت الجميع إليهما وهي تقول: مالي ... خطيبي اللي هيبقي جوزي قاعد مع واحدة غيري وشكله مقطع السمكة وديلها !!
هتف بغضب وقد علا صوتها هو الآخر : إبان .. احترمي نفسك !!!
جحظت عيناها بصدمة وهتفت بقسوة: طلقني يابن المنصور!!!
احتدت عيناه بغضب وأمسك بمعصمها يجرها خلفه .. فنفضت يدها بعنف وتركته لتقترب من مروة التي لا تصدق ما تسمعه .. فإبان ميتة ...
أمسكت بيدها ترفعها إليها ووضعت فيها دبلتها قائلة: اشبعي بيه !!!
تركته وغادرت ركضا لا تريده أن يري انهيارها لأجله ...دق قلبها بعنف فهزمته بعقلها ....
حتي الآن لا تعرف كيف وصلت للمنزل ولكن لا يهم .. هي الآن بحضن والدها حيث الأمان والسند حيث لا خيانة ولا كذب ...
علت شهقاتها تخرج كل ما بداخلها لا تصدق بأنه خدعها خانها .. وكلمات لينا تتردد في أذنها "مش أول مرة أشوفهم سوا .. كانوا دايما بيتقابلوا هنا وطلع عليهم كلام إنهم هيتخطبوا" ..
زادت دموعها غزارة وهي تهز رأسها بعنف رافضة أن يحضر عقلها صورته ....
هتفت وسط شهقاتها : مش عايزاه .. مش عايزاه !!!
شدد من احتضانها وهو يتلو بعضا من الذكر الحكيم ...حتي هدأت واستكانت بين يديه ...
دخلت مني إليه وهي تقول بقلق: نامت !!
أومأ برأسه موافقا وهو يقول: خليها كده .. دلوقتي هتبقي كويسة .. ولما تصحي نبقي نعرف في ايه ؟؟!
هزت رأسها موافقة وهي تربت علي رأس ابنتها ..
_____________________
عاد للمنزل وهو لا يري شيئاً من شدة الغضب حتي أنه لم يرد علي نداءات والدته ...
هتفت فريدة بقلق: استر يارب !!!
أمسك سيف بيدها يوقفها عن الحركة قائلا: سيبيه !!
نظرت نحوه بتعجب فهتف بحزم: دلوقتي ع الأقل !!.
جلست مرة أخرى علي مضض وقلبها يدق قلقاً علي صغيرها !!!
في الأعلي ..
دخل غرفته وصفق الباب بقوة خلفه هزت الجدران ..
شد شعره بغيظ وأخرج دبلتها من جيبه ورميها علي الأرض بعنف قائلا: كفاية لحد كده !!!
جلس علي الأرض مرة أخرى ووضع وجهه بين راحتيه يبكي لا يعلم ماذا عليه أن يفعل .. كل شئ واقف ضده ..
كل الأشياء من حوله تثبت له بأنه لن يمتلكها .. هي نفسها فعلت ...هي من أجّلت الزفاف ... هي من تبتعد عنه !!!
نهض فجأة من مكانه ودخل الحمام ...تاركا المياه حرية التحرك علي جسده ... ربما لو تركها أكثر تزيل ما في عقله
خرج من الحمام وجد والده يجلس علي الفراش وملامحه لا تنم علي خير ....
هتف سيف بغضب: وأنت مش هتلم نفسك !!!
نفض عنه المنشفة بغضب قائلا: والمرادي مين الي قالك؟!
نهض من مكانه ووضع يده علي كتف ابنه قائلا: مش أنت بتحب مراتك !!!
تنهد إياس بحزن قائلا: انتوا كنتوا شاهدين علي اللي كان فيا لما فكرتها ماتت .. دلوقتي جاي تحاسبني !!؟
ضغط علي كتفه برفق قائلا: انا متأكد إنك وراك سبب للي عملته .. بس هو ايه اللي وصلها لكده ؟؟!
قص عليه ما حدث في النادي معه أثناء جلوسه مع مروة وعلاقته بها ... وإبان التي لم تترك له فرصة للتفسير وتركته وذهبت !
هتف سيف بقلة حيلة : وانت يابن المنصور مش عارف فيه ايه ؟؟!.. ده هي اكتر واحدة عارفة بماضيك !!.
هتف إياس بغضب : اديك قولتها .. ماضي .. وانا اتغيرت !!
نظر نحوه بطرف عينه قائلا: انت متغيرتش ... ومقدرتش تثبتلها في الاول كانت لينا ودلوقتي مروة !!..عايزها تتصرف ازاي ؟!
نظر نحوه بضيق قائلا: وانا هفضل ابررلها كتير !!!؟
– لحد م تثق فيك !!
نظر نحوه بغضب وهو غير مقتنع بما يقوله لكن كلامه معقول وكرامته أهم ...حالتها كانت منهارة .. هناك سبب خلف هذا ..
نظر لوالده بعد صمت لحظات قائلا ببرود: هطلقها ...
_____________________
– اعملها كده يا يوسف وشوف هعمل فيك ايه ؟؟!.
هتفت بها ياسمين بغضب وهي تسمع زوجها يخبرها بأن عليه السفر لأمريكا حيث طليقته ..
تأفف يوسف بحنق قائلا: يووه بقا يا ياسمين .قولتلك خالي تعبان ولازم اسافر !!!
كتفت يديها أمامها وهي تقول: يبقي رجلي علي رجلك !!
هتف يوسف بغضب : بقولك تعبان .. وانتي لسه عايزة باسبورت وتأشيرة وكلام !!!
هتفت ببرود أحرق أعصابه : ميهمش !!
كز علي أسنانه بغضب وتركها وخرج من المكتب كله ..
جلست علي الكرسي منهارة لا تصدق بأنها ستخسره بعد كل هذا العذاب الذي عاشته ...
رن هاتفها برقم أمجد فمسحت دموعها وهي ترد: أهلا يا أمجد ازيك ؟؟!
هتف أمجد من الناحية الأخري قائلا: الحمدلله .. كنت متصل أسألك لو كنتي فاضية دلوقتي !!!
– ايوة فاضية !!!
– طب كويس عشان كنت عايز أناقشك في شوية حاجات في القضية !!!.
– طب هستناك في بيت عمو مصطفى !!
– ماشي !!
أغلقت الهاتف ونهضت لتلملم حاجياتها قبل المغادرة !!

رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن