متسطحة أمامه وعيونهما تشع عشقا نابع من القلب ..
مسد علي شعرها بحنو وهو يشتم عبيرها ...يحضنتها بقوة ....يريد ادخالها لقلبه بعيدا عن الجميع حتي لا يراها أحد غيره.....
مال علي أذنها هامسا بشئ فتوردت وجنتيها خجلا....
ابتعدت عنه بوجه أحمر وهي تقول مسيطرة علي توترها:يا سلام....أنت قليل الأدب....!!
ضحك بقوة وهو يقول:عارف...كل يوم هتكتشفي حاجة جديدة خالص.....
اغتاظت من ردوده :يا سلام... طب أنا زعلانة بقا...؟؟
اقترب منها وهو يقول بقلق:زعلانة ليه ...أنتي عارفة إني مقدرش علي زعلك....!!
توسعت ابتسامتها وهي تقول:يعني مش خايف لأستغل حبك ليا ضدك ...؟
أعادها لأحضانها وهو يقول بعشق: لا مش خايف...ومش هبطل أقول إني بحبك ....عارفة ليه ....لان أنتي أنا ...ومش ممكن أنا تخوني لانها بكده بتأذي نفسها....
اقترب ليقبلها فانسلت منه واختفت كأنها لم تكن منذ قليل في أحضانه.......
نزلت دموعه وهو فاقد للوعي تماما عما حوله لا يهتم بشئ طالما هي معه وفي أحضانه حتي لو كانت في أحلامه فيكفي أنه يراها.....
مسحت فريدة دمعاته التي لم تجف منذ قدومه للمشفي ....ورغم هذا هو لا يعِ لمن حوله ....
أتي سيف ومسح دمعاتها بدوره ولف ذراعها حولها يحتضنها لتطلق لدمعاتها العنان ....
سيف:حرام عليكي.... كفاية يا فريدة ...!
فريدة:ابنك مش حاسس بيا يا سيف. ...إياس بطل يحب فريدة يا سيف ....،
سيف: الدكتور طمنا وهو بقي كويس.... شوية كسور بس اللي فاضلة ....وهو إن شاء الله هيفوق ...
فريدة:يفوق ...يارب اشفيلي ابني ...
عادت لوضعيتها تبكي بأحضانه ....عسي أن يستجيب ربها لدعائها ويرجع لها ابنها سالما ....
-----------------
صفعها بقوة نزفت علي إثرها من جانب فمها ...وارتدت تسقط علي الأرض....
صرخت بوجهه بغضب:أنت اتجننت يا شريف....
شريف بغضب:عارفة لو سمعتك بتتكلمي في الموضوع ده تاني هتكون نهايتك يا لينا ...
نظرت إليه بحنق ونهضت بمساعدة أمها التي هتفت بغضب به:شريف ...آخر مرة أشوفك بتمد إيدك عليها ....!
شريف بحنق: ربيها الأول كويس ...عشان شكل تربيتها الأولي فشلت ....
هدرت بصوت غاضب قائلة بجنون:مش هرحمك يا شريف لو إياس حصله حاجة ...هقتلك ...
ضحك شريف بسخرية قائلا:لو فاكرة يا حلوة إنك تقدري تلعبي معايا جربي ....ثم أكمل بصوت يحمل من الشر أطنان:بس ساعتها مش هرحمك يابنت أبويا ...
لينا بتحدي:هنشوف مين اللي هيكسب في الآخر ...
صرخ بها غاضبا :وربي يا لينا لو نفذتي اللي في دماغك ليكون آخر يوم في عمرك.... وقدام أمك ....
ألقي إليها نظرة دبت الرعب في أوصال أمها وزاد لديها هرمون التحدي ....
###$##
في منزل الشافعي...
اجتمعت العائلة معا جسديا وعقلهم في واد آخر كل يفكر في مصيبته ....
تنحنح أمجد ليقطع الصمت المخيف قائلا:أنا عارف إنه مش وقته بس لازم يحصل ...
حازم بقلق:خير يا أمجد قلقتنا ...؟؟
نظر ناحية بتول التي ارتعدت مفاصلها فهو تحدث معها من قبل وهدأها بعد صعوبة كبيرة.... ولا يعرف مدي الصدمة التي سيتلقونها ....
طال صمت أمجد وهو ينظر لزوجته فهتفت ياسمين بحنق قائلة:ما تقول في إيه ...مش هتلعب بأعصابنا...
ابتلع ريقه بحرج فيما صرخ حازم غاضبا:ياسمين... اتكلمي كويس ....
دارت وجهه عنها بحنق ولم تتحمل الجلسة فنهضت متجهة ناحية غرفة خالتها....
أمجد:الصراحة مش عارف أقول أنا نفسي مش قادر أقوله ....!
مصطفى: قول يابني مش هيكون أكتر من اللي جري ..!
أمجد:احنا لقينا جثة ٱبان ...وعايزينكم تتعرفوا عليها ...
شهقة بتول التي انقلبت لصرخة جعل زوجها يقترب منها يحاول تهدئتها.... ودمعت عيني مصطفى وحازم تأثرا ...فطالما كان لديهم أمل في ان تكون بخير ...لكن الآن ومع ظهور الجثة تلاشى الأمل وانفطر القلب مرتين....!
ابتلع حازم ريقه وهو يحاول السيطرة علي أعصابه قائلا:امتي ....امتي نقدر نشوفها ...!؟
أمجد:دلوقتي لو حبيت ...!
دمعت عيني مصطفى قائلا:قوم معاه يا حازم يابني ...ده حتى ٱكرام الميت دفنه ....!
لم تستطع بتول التحكم بنفسها وصرخت بقوة وهي تضرب علي وجهها قائلة:لا ٱبان عايشة ...ٱبان مماتتش...
نهرها مصطفى :بتول ...مينفعش اللي بتعمليه ده ...
أتت ياسمين وهي تصرخ:ماما ..أرجوكي مينفعش كده...!
انتبه الجميع لصراخ ياسمين والتفوا إليه وجدوها تركض خلف مني التي تتجول بلا هوادة وهي تقول بهستيريا :بنتي ....ٱبان ....ٱبان أنتي فين ...!
ركض حازم ناحيتها وبتول التي أمسكت بيديها وهي تقول:ماما.... اهدي ...عشان خاطري اهدي ...
أبعدت يديها عنها بعنف وهي تصرخ:بنتي ...هاتولي بنتي ....بنتي فين ...أختك فين يا بتول ...
بتول ببكاء صارخة: أختي راحت ...ٱبان ماتت يا ماما ...
صفعتها مني بقوة قائلة بغضب: اوعي تقولي عن أختك كده.... أختك اللي بتحبك تتمنيلها الموت.... هي دي تربتي ....
حاول حازم أمساكها وتهدئتها فأبعدتهم جميعا وهؤ تصرخ قائلة: محدش ليه دعوة بيا ....
وذهبت ناحية الباب وهي تقول: أنا رايحة أدور علي بنتي بنفسي ....
هتفت مصطفى بغضب:مني ...!
التفتت إليه مني لتصرخ بقوة:أنت السبب ...مش أنت اللي خليتها تروح معاه ...ضيعت بنتك يا مصطفى.... ضيعت إبان ....
انهارت أرضا وهي تضرب علي صدرها باكية بحرقة: بنتي ..إبان ضاعت يا مصطفى ...إبان راحت ...
اقتربت منها بتول التي تبكي بحسرة:ماما ...كفاية عشان خاطري ....
نظرت إليها بعينين فارغتين لتقول:إبان ...إبان راحت ...
أطلقت بتول شهقاتها وهي تحتضن والدتها قائلة من بين دموعها:راحت ....راحت يا ماما ....!
أبعدتها بعنف تألمت بتول له وصرخت مني قبل أن تسقط مغشي عليها:بنتي ....لا.....
هرول إليها حازم ليحملها بمساعدة أمجد ونقلاها لغرفتها ودثرتها ياسمين جيداً وتركوها وخرجوا ....
________________
في المشفي...
أنهت تبديل ملابسها بملابس الممرضة ....فتحت الباب وأخرجت رأسها بحرص تتلفت حولها لتري إن كان هناك أحد يراقب المكان ....
ضبطت ملابسها جيداً....وخرجت متجهة نحو غرفة ٱياس ...
دخلت الغرفة مستغلة انشغال يوسف الحديث مع الطبيب.
أغلقت الباب بحرص واقتربت من فراشه وقلبها يتمزق ألما علي رؤيتها له هكذا ....
اقتربت تجلس علي الفراش بجانيه وامسكت بيده تقبله ودموعها بدأت بالهطول كأمطارا تنحت وجنتيها بألم علي رؤية حبيبها هكذا .....
همست له من بين دموعها:إياس ....قوم يا حبيبي ....
تنفست بعمق لتسيطر علي شهقاتها لتقول: حبيبي ...إياس ... حبيبي قوم .....
احتضنت جسده بيديها ووضعت رأسها علي صدرها فسمعت صوت جهاز القلب يعلن عن تدهور حالة صاحبه ..
قبل أن يقتحم يوسف الغرفة ويراها علي وضعيتها تلك ..
جحظت عيني يوسف وهو يطالع وجهها قبل أن يقترب منها بعيني زائغتين ....
##$##
في المشفي..
وعلي بعد أمتار من غرفة إياس وقف أمجد بصحبته حازم أمام المشرحة. ...
ظل حازم يتنفس بعمق محاولا السيطرة علي أعصابه التي انفلتت منذ دخوله الي هذا المكان ....
وارتعد قلبه وهواء الغرفة البارد يلفح وجهه دبت قشعريرة في جسده ....
أمسك أمجد بيده يبعث به بعض الطمأنينة قدر ما استطاع ....
دخل حازم بقلب يدق بوجل وهلع وهو يري العامل يقترب من احدي الثلاجات يخرج منها درجا باردا عليها جثة إحداهن.....
اقترب حازم وقلبه يكاد ينخلع من مكانه من شدة النبض ويشعر بضغط دمه قد وصل لذروته وقليلا بعد ويلقي حتفه ....ويصبح فردا من هؤلاء.....
أمجد: يلا يا حازم ...!
حاول التحدث ولكن كأنه نسي كيف يتحدث ....وشعر بدماء وجهه قد هربت ولو رأي وجهه في المرآة الآن لوجه أبيض من الثلج وملمسه البارد أعطاه مظهر المرتعب بامتياز.....
رفع الرجل الملاءة من علي وجه الجثة ...
فيما شعر حازم بدوار يجتاحه ولم يستطع الوقوف فانهار أرضا ....ودموعه قد بدأت بالهطول.....فلم يستطع تحمل تشوه وجهها.....
وصرخ بحسرة:ٱبان ....
###$###
اقترب يوسف منها وهو يتساءل بغضب عن سبب وجودها هنا ...
تحدثت بصوت حاولت خروجه ثابتا ولكن هيهات فخرج مهزوزا :كنت بطمن عليه ....!
يوسف:الدكتور لسه شايفه ...فميش داعي لوجودك هنا ..
أومأت برأسها صامتة وأمسكت بالأدوات التي أتت بها الي هنا لتبعد نفسها عن دائرة الشبهات شاكرة الله علي عدم تعرف يوسف لها....وهي تخفي وجهها خلف الكمامة ...
اتجهت ناحية غرفة تبديل الملابس لتبدل ملابسها وتعود لهيئتها الأول ....فيما اقتربت منها ممرضة قائلة
وعيونها تلمع :فين حقي يا لينا هانم...
أخرجت لينا من حقيبتها رزمة من المال وأعطتها لها قائلة :خدي دول ولو عملتي كل االي قولتلك عليه هديكي الضعف ....
لمعت عيني الممرضة بشجع قائلة :وانا تحت أمرك يا هانم ...!
ابتسمت لينا بظفر قائلة:عايزة أعرف كل حاجة عنه ...لو فاق كلميني علطول ....هجي أوقات عشان أشوفه فعايزاكي تدخلني زي النهاردة....
لمعت عيني الممرضة وسال لعابها بطمع :وانا تحت امرك ...ثم أكلمت بمكر قائلة:بس ده هيكلفك كتير ....!
زفرت لينا بحنق:هديكي اللي أنتي عايزاه.... بس أهم حاجة.... تنفذي اللي قولتلك عليه...!
أومأت برأسها موافقة وهي تتطلع الي المال بيدها بسعادة طاغية ....
وعقلها بدأ يصور لها حياتها بعدما تحصل علي المزيد والمزيد ....ٱذا قدمت لها هذه الخدمة البسيطة ...
-----------------
جلست بانهاك علي الكرسي خلف مكتبها وطلبت من الموظفة بمكتبها عدم دخول أي أحد و إعطائها فرصة للنوم فهي لم تنم منذ أيام غير سويعات قليلة ...
طرق الباب قبل الدخول فتفاجئ بها نائمة وتضع رأسها علي المكتب ...وشعرها المميز القصير الذي طال قليلا بعد آخر مرة تحدثا فيها عنه ...وأنه يكره الشعر القصير لأنه مغري والشباب يحبونه هكذا ...
انتبه من شروده علي صوت العاملة وهي تقول: حضرتك مين وبتعمل هنا إيه ...؟!
رفعت وجهها لتراه واقفاً ينظر نحوه وكأنه يدقق بها ..
ابتلعت ريقها وهي تقول بصوت ناعس: حازم !!!!
- عايز أتكلم معاكي شوية ك...كدكتورة ...!
نهضت من مكانها وهي تقول : طب اتفضل ..وأنا دقايق وأكون معاك ...
طلبت لها القهوة وله عصير ليمون رغم اندهاشه إلا أنه وافق بصمت .. اتجهت هي نحو الحمام لتغسل وجهها وعلامات الاستفهام تحيط بها من كل جانب ...!
دقائق مرت كبطء السلحفاة عليه حتي رآها تدخل وقد أصبحت أكثر نضارة ...
جلست أمامه علي المكتب وهي تقول بقلق: خير يا حازم ...ياسمين كويسة ...؟!
ابتسم بجاذبية تسحرها أكثر مما هي فيه وهو يقول:ياسمين كويسة ..... أنا جايلك عشاني أنا!!!! ..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تشعر بأنها تتنفس عطره والذي احتل ذرات الأكسجين...
نهض من مكانه وتسطح علي "الشيزلونج" وهو يشير لها بأن تقترب وتبدأ عملها كطبيبة وتنسي كونها ....تحبه ...
جلست علي المقعد فبدأ هو بسرد ما يضيق صدره وهو يعرف أنها أكثر الناس بمساعدته لأنه يعرفها جيداً طبيبة ماهرة ...كما سمع من أخاها يوسف وأنها قد تمكنت من علاج زوج أختها بأسرع وقت ...كما أنه علي علم بحبها له وهو يري نظرات العشق تشع من عسل عينيها عينيها الذي غرق فيهما من أول مرة رآها فيها بعد انتهاء مشاجراتها مع أخته ...وهو يقسم بأنه لن يخرج منهما ...
كانت تستمع إليه بانتباه ونسيت كونها طبيبة تستمع لكل الناس ...وأنها فقط اليوم تشعر بكونها امرأة مسئولة فحبيبها قد جاءها برجليه يحكي لها وحدها بما يضيق صدره وعليها الانصات جيداً حتي تخرج له بحل يرضيه ويعلي شأنها لديه ....
انتهي من سرده وقد شعر بالراحة... يشعر بحبها يغلفه من كل ناحية وهو ما جعله يصر علي مجيئه لهنا ...وهو موقن بأنها هي من ستساعده ..
التفت نحوها وجدها شاردة في نقطة بالفراغ وكأنها تفكر ..
هتفت فجأة بسعادة : لقيتها ...
انتبه لها وهي تكمل: أنت تقوم تعزمني في أي مكان وساعتها بس هترتاح ...
تاهت في وجهه وهو يرسم ملامح ضحكاته التي انتفض قلبها بسببها ..تشعر بشئ غريب يجذبها نحوه ولا تريد معرفة هويته يكفي أنها تحبه ...
أشاحت وجهها عنه بخجل وهو يمسكها متلبسة تنظر نحوه بحب ...
هدأت ضحكاته رويداً وهو يقول: احم ... أنا موافق .بس الأول هعدي علي حضانة ندي أجيبها ...
نهض يقف قبالتها وهو يقول : أنا بقول بلاش هخلي يوسف يجيبها مع أدم ...
واقترب يهمس في أذنها فسرت قشعريرة في جسدها: أصل أنا مبحبش العزول ...
ألقي إليها نظرة مشاكسة وبعدها خرج وتركها متصنمة مكانها لا تستطيع تحريك جسدها وقلبها ينبض بقوة تكاد تخلعه من مكانه ....
انتبهت لنفسها لتتحرك بسرعة تجمع أغراضها وتلحق به ..ذاك الذي أذاقها معني ...الحب ...
أنت تقرأ
رغم التحديات (قلبي لك ج3) للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح وما دمت أخبرتني قلبي لك فعهد علي سأظل لك رغم التحديات