(لندن ، بريطانيا)
كان جون سالفاتور ذي الثالثة والعشرين من عمره يقود سيارته الموستنج الفضية فاخرة الطراز الى قصر آل سالفاتور الرئيسي حيث يقطن ، مستمتعًا بذلك الوقت من العام الذي يقرر فيه الطقس الإنجليزي اللئيم ان يدع اشعة الشمس تظهر دافئةً و مبهجة ، و راح البحر يلقي برذاذٍ لطيف حمله الهواء ليلامس بشرته ورقبته بعذوبه منعشة ، لكنه مع ذلك اضطر مكرهًا لأغلاق السقف المفتوح لكي لا تتضرر المسودة الورقيّة القابعة على المقعد بجواره والتي تحمل اسمًا لشخصٍ مجهول الهوية يدعى "ثيو كولفيلد"
مع بضعة ملفات مهمة اهملها فور استلامه لسيارته بعد خروجه من المطار مباشرةً ، فلقد كان في رحلة عمل كلفها به ابن عمته اليزابيث "ايفان ميلر" قبيل بضعة اشهرٍ قصار بما انه اصبح يعمل لديه منذ سنة تقريبًا وهذا بعد تخرجه من جامعة هارفرد مباشرةً ، الامر ان رحلته الى باريس و التي من المفترض ان تمتد لأسبوع فقط اخذت منعطفًا مختلفًا بقراره بالبقاء لشهرٍ اخر مع حقيبة ملابسه التي لا تحوي سوى بذلتين رسمية فقط وملابس أخرى ليست كذلك ، لا لشيءٍ سوى لأنه احتاج الى بعض الوقت مع نفسه ، و من جهةٍ لكي ينهي امر الصفقة برمتها في باريس ، ومن الأخرى ليفعل ما يعتقد انه يحبه دون ادنى ازعاج او تدخلات قد تشوش أفكاره ، المعضلة تكمن في انه اخذ وقتًا اكثر من اللازم بكثير .. فقد نسي ان زفاف أخيه الأكبر ديريك هو اليوم وهذا اودى به الى الهروع لأقرب طائرة وفتح هاتفه المقفل فيما يبدوا كأمدٍ طويل ليتقبل الشتائم ويعطي مقابلًا لها الاعتذارات الطويلة والأعذار بالإضافة الى الوعود بأنه سيعود في الوقت المناسب تمامًا قبل الزفاف ، خلع نظارته الشمسية و القى بها بعشوائية كما فعل بالملفات قبلًا ثم انزل زجاج النافذة واتكئ على الحافة مبطئًا سرعة سيارته عندما وصل للمنعطف المقصود ، كان صف من السيارات الطويلة يقف امامه ممتدًا فيما يبدو كخط سيرٍ لا نهاية له . لكنه حينما اخرج رأسه من النافذة ادرك بأنها محض اربعِ سيارات لا غير
فأسند برأسه على الكرسي وشد شعر رأسه الأشقر في محاولةٍ لطرد الصداع ربما . بنظره خاطفة رمق المرآة الجانبية وادرك كم ان وجهه يبدو فضيعًا و ان لونًا اسود رسم خطًا موحشًا اسفل عينيه ، دعكهما بشدة وتثاءبَ بخمول .. عندما يصل وعد نفسه بأنه سيستحم أسفل رذاذٍ دافئ واذا حالفه الحظ قد يأخذ غفوة سريعة قبل ان يصل بقية الضيوف الذين دعتهم الجدة ميرديث للمكوث في القصر قبيل المراسم إضافة لعائلة 'السيدة سالفاتور المستقبلية' الذين هم بلا شك بالفعل هناك .
استفاق من شروده عندما رن هاتفه
فبحث عنه بعينه ليجده تمامًا بالمقعد المجاور وسط الملفات والمسودة ، تناول المسودة التي تحمل اسم ثلاثة درجات للأزرق الهادئ (٢) بقلم "ج . س . كولفيلد" ودفع بها الى داخل الدرج ، ثم التقط الهاتف ووجد رقم ابن عمته نايت ينير الشاشة ، اخذ نفسًا عميقًا ورد "ما مدى سوء الامر؟"
أنت تقرأ
(متوقفة) vanilla scent
Romanceتعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات ليتمكن من النجاة و كشر في وجهها بذات الحدة المعتادة "لا أعرف لماذا لكنني لا أثق بك." الغلاف : @tafard_team