وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ
وَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ
رَبَّنا وَلا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا***
تصويت
***بعد ان ابتعد مسافةً طويلة ، اخيرًا التفت خلفه ، كان يدرك جيدًا ان ظل الشك الذي خرج من جوفه بدا يتوسع و يجتاح كل شيءٍ في ذاكرته ، الحقيقة و الكذِّب ، شذرات صغيرة لا تبدوا واضحةً بما فيه الكفاية ، لكنها تعطيه فكرةً الشيطان نفسه لا يجرؤ على ان يوسوسها في اذنه ، تحت وقع هذه الفكرة الدخيلة التي لم تخطوا في باله يومًا وقف بتصلبٍ في مكانه ، عينيه الحادتين السوداوين تنظران في أثرِّه ، وكأن جسد ستيفان ما يزال واقفًا في البقعة التي تركه فيها و عينيه تستطيعان الرؤية من خلال الاشياء لتصل اليه ، بالتفكير بالامر .. بجون الذي اشار له في أخر مرةٍ وقف أمامه
"انت لا تعلم أي شيء وأنا متأكدٌ من أنك لم تحاول معرفة اي شيءٍ حتى ، كان دائمًا ما تراه هو ما يحدث ولا شيء عكس ذلك"
ضل الكلام يطن في رأسه ، وراحتا راحتي يديه تتعرقان من الدوار الذي اصابه فجأةً بالتفكير بجملة ابنه التي تحمل شيئًا من الواقعية و احتمالٌ كبير وخطير في ان يكون مصيبًا ، و لكن ماذا لو كان حقًا مصيبًا فيما يقول؟ انه هو من خان ثقة زوجته -السابقة- بعدم تصديقها ولا بسؤالها ، ماذا لو كان جون ... مصيبًا؟
شعر برأسه ثقيلًا و توقف تمامًا عن الحركة يستجمع شتات نفسه ، عوضًا عن هذا غضبٌ صافٍ و مظلم تفجر داخله ، غضب من كل شيء ... هذا الغضب جعل من رؤيته واضحةً تمامًا ، هو في تلك المنطقة الرمادية من الحيرة حيث لا يعرِّف من كان محقًا ، و يصعب عليه التشفي بعد كل هذه السنوات المنقضية ، ولا التحقيق بما ان حبيبـ .. جوليا ، ماتت ، لا وجود لها بعد اليوم
آلم هادئ ضغط بخفةٍ على قلبه ، و شعر بنفسه اكثر عنفوانًا ، ورغبته بالتدخين تفاقمت ، لكن ما يفوقها حقًا رغبته بخنق اخيه ضد الجدار و أخذ إفادته ، و لا يدري لماذا خطر له ان اللكمة التي لكمها له اول مرةٍ قبل سنواتٍ لم تكن كافيةً ولا مرضية ، حركات ستيفان ، توجسه و خيفته ، التي كانت من جهةٍ لاحظها فيه عندما يكون هو وجون في مكانٍ واحد (والذي كان يظنها شعورًا بالذنب ينتابه لأن جون يعامله بسوء في احيانٍ كثيرة و بجفاء) و من جهةٍ اخرى ، شاهدها واضحةً صافية ، بل اشد وضوحًا من اي وقتٍ مضى ، وكان هذا اول مرةٍ اتت فيها ايلا الى هنا ، بل تحديدًا عندما رأها ستيفان اول مرةٍ في الحفل ، لا يزال يتذكر جيدًا انه تعمّد ، لسبب الحادثة نفسه ، ان يثبت عينيه على ستيفان الذي اثارة ردة فعله حفيظته و اشعلة شرارة شكِّه ، شحوب وجهه وارتجاف اطرافه و انسحابه بسرعةٍ عن عين الناظر قبل ان يلحظه احد
لكن اخوه لا يدري ان بلايك رأه بالفعل واصبح يحمل داخله شكوكًا كثيرة من كل ما يعرِّف او ما يظن انه يعرِّف ، ولسببٍ ما ، عندما رأى حالته اليوم ايضًا ، اصبحت هذه الشوك اكثر قوةً من اي وقتٍ مضى.
أنت تقرأ
(متوقفة) vanilla scent
Romansaتعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات ليتمكن من النجاة و كشر في وجهها بذات الحدة المعتادة "لا أعرف لماذا لكنني لا أثق بك." الغلاف : @tafard_team