﴿رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا﴾
﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ﴾﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثيرًا﴾
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِتصويت ، تعليق ، في الأسفل ملاحظة جدًا مهمة
لا تنسون المرور عليها
***حاجبيه انعقدا معًا في غضبٍ باردٍ اجتاحه ، و تصلب فكه وهو يبتعد هوينًا عن الشجرة ثم ينظر امامه الى صاحبة الشعر الأسود تسير و تتعثر مرةً او اثنتين بسبب حصاة لم ترها في غمرة غضبتِها ، غير آبهة ولا منتبهةٍ لإنقلاب حاله الفوري ، نظر مجددًا الى الشاشة يكظم غيضه و اغلقها "هكذا اذن.." قال لنفسه ، ودس الهاتف في جيبه ثم سار دون ان يلتفت وراءها للفتاة التي توقفت عن السير تنظر اليه للحظة ثم تسير مبتعدة بذات الغضب تتمتم لنفسها
***
نظر عميقًا في المرآة الى وجهها الشاحب ، تجول ببطءٍ بالفرشاة على بشرتها ، تخفي هالاتها بأصابع رشيقة محترفة و تزيد حمرة وجنتيها لتبدوا طبيعية ، بين فينة و أخرى تنظر الى شاشة هاتفها ثم الى النافذة حيث المشهد المبهر للشمس المشرفة و الأشجار البرتقالية ، ذلك المشهد المكسو بغبار الخريف السحري الآخاذ ، و ودت لو أن ليام كان مستيقظًا ومعها الآن لتريه عائلة السنجاب المقابلة لها ، كانت تدرك انها صحت مبكرًا ومبكرًا جدًا ، الساعة تشير الى الثامنة و النصف صباحًا ، و قبل دقائق كانت قد تفقدت غرف البقية لتجدهم يغطون في النوم الى الآن ، و لا تبدوا أي منهن وكأنها مستعدة للاستيقاظ في أي لحظة ، نهضت من امام المرآة بعد ان مررت المشط للمرة الأخيرة في شعرها الطويل المموج ، اوصدت النافذ ، وا خذت طريقها الى الاسفل تشتهي الجلوس امام المدفئة و التحديق بالنافذة او ربما الذهاب لتفقد الاحصنة في وقت لاحق عندما تشعر بشعور جيد
أي شيء يخلصها من نظرات ابوها المتصيدة ، التي لا تحمل أي نية لأن تدعها و شأنها ولا أمها التي وضحت لها بما فيه الكفاية انها لن تدعها ابدًا تقحم نفسها في علاقة هي ليست راضية عنها ، على الأقل ليس مع جون ، انتابها إحساس مقيت في قلبها وهي تنزل السلالم سارحةً في المنزل القديم الذي حمل في جوفها ذكريات سعيدة عندما كانت اصغر سنًا و الحياة اكثر سهولة بالنسبة لها ، في تلك الذكريات المخيفة أيضا ، لكن بشكل ما كانت تشعر بالحنين لها ، ترغب بسماع حكايات عمتهم اجاثا و النوم امام المدفئة متشاركة بطانية واحدة مع أي احد ، او حتى التسلل لرؤية الأحصنة و سماع التوبيخ جراء ذلك في وقت لاحق ، كانت الشمس بهيجة تتسلل من الستائر المسدلة فكانت الرؤية واضحة جلية ، و اخذتها قدماها الى غرفة المعيشة حيث تنوي اشعال المدفئة و اعداد مشروب ساخنٍ لها لتراقب المشهد الخريفي و ربما تفقد ليام لتتجول معه الى حظائر الأحصنة ، لكنها تجمدت في مكانها فور ان حطت الأعين الزرقاء عليها بغير اكتراث ، لم تكن نظرة شخص يترقب أحدا ، بل واحد يروي فضوله الشحيح تجاه الأشياء ، لانه أصلا فقد الرغبة في المعرفة نفسها ، و في حجره القط ينظر لها هو الأخر بنظرات كسولة متململة تعكس نظرات صاحبه التي لا تحمل ادنى اهتمام بها، يد جون تمسح برفق و عناية على قطه العجوز الكسول ، يقربه من صدره و يعيد نظره الى الجمرات التي تبرد شيئًا فشيئًا و تكتسي رمادًا حيث سيتوجب كنسها في وقت لاحق او حتى دفنها بكومة حطب أخرى ، لم يكن يعطي البرد الذي يجتاح المكان ولا كلوديا نفسها اهتمامًا ولا انتباه ، كان سارحًا شاردًا ، يغرق في الصمت و البرد ، تسألت كما تفعل دائمًا ، في ماذا يشغل عقله هكذا؟ لكنها لم تملك الجراءة لطرح السؤال ، و اقتربت منه بجسارة "صباح الخير." هامسةً ، قطع تأمله أخيرا ونظر لها بإبتسامة شفيفة خفيفة لم يكن لها معنى "صباح الخير لك أيضًا."
أنت تقرأ
(متوقفة) vanilla scent
Romanceتعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات ليتمكن من النجاة و كشر في وجهها بذات الحدة المعتادة "لا أعرف لماذا لكنني لا أثق بك." الغلاف : @tafard_team