٢١

4.8K 377 325
                                    

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

‏اللهم إنَّك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنّا
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمدﷺ

***

لم يتوقع بلايك انه بمجرد سهرة سويعة ستصيبه الشقيق بلعنتها ، كان مستلقٍ على سريره الفارغ بعد ان نهضت كاميلا منذ ساعةٍ تقريبًا و تركته يحدق في الفراغ الهادئ و يلعن بصمت ، لأن اللعن كان كل ما يمكنه ان يفعله لينفس الغضب الذي اجتاحه من الألم الرهيب ، يشعر وكأنه حطام متروك ، وكأن هذا الألم الرهيب كعقاب دنيوي يتلقاه قبل العقاب الآخروي ، سلته الفكرة بالبداية ، حتى افتك الألم به اكثر من جديد ، فأخذ وسادة كاميلا الأقرب اليه من أي شيءٍ أخر ، و دفن رأسه فيها يضغط بقوة محاولًا دحض الألم من الافتكاك به ، مضت دقائق ليسترخي مجددًا ، بعد ان بدا الدواء يأخذ مفعولة ليحمل قليلًا من الألم بعيدًا ، فأبعد الوسادة و وضع عوضًا عنها ذراعه فوق رأسه يحجب ضوء الشمس الشفيف المتسرب من النافذة ، ثم سمع صوت نقرٍ خفيف وناعم على باب الغرفة ، كان يشعر بالإنهاك و الملل لدرجة تمنعه من الرد او حتى ارتداء قميصه المرمري بإهمال على الطرف الاخر من السرير ، لكن مع ذلك غمغم بصوت واضح يبدوا عليه الضيق من هذا الذي يتطفل على خلوته "ادخل."

فُتح الباب قليلًا ، قبل ان تدفعه اليزابيث بقدمها ، تحمل بين يديها صينية ، فاحت رائحة القهوة زكية فيها بأرجاء الغرفة حتى غمرتها

"اتعلم ، رغم مرور تلك السنوات الا انك لم تتعلم بعد انه عندما يصيبك الصداع من السيء الا تأكل ، اخبرني؟ هل سهرت مجددًا؟"

ابتسم بلايك لشقيقته مرغمًا ، وغمغم بصوت هادئ وهو ينهض و يسحب القميص ليرتديه "الأرق."

جلست على طرف السرير تضع الصينية على الطاولة المنخفضة بجانبه ، والتي كان فيها كاراسونٌ ساخن و حبتي دواء مع كأس ماء و فنجان القهوة ، حذرته "لتأكل أولًا."

"عليك ان تكفي عن معاملتي كولد."

"كف عن التصرف كواحد اذن.."

اخذ بلايك فنجان القهوة يحتسي منه القليل ، يشعر بالرضى من المذاق الطيب للقهوة التي تعدها اخته ، و ارغم نفسه على أن يأخذ قضمةً من الكاراسون الساخن هو الأخر ليرضيها ، لكن اللقمة تبعتها أخرى ، لم يكن يدرك انه كان جائعًا حتى انزلقت اللقمة الدافئة الى معدته وحطت فيها ، شاهدته اليزابيث برضىً هي الأخر ، تبتسم له كعادتها عندما تكون محقة

وابتسم بلايك بدوره متمتمًا وهو ينشغل بطعامه "لا اعلم ماذا عساي انا فاعلٌ بدونك ، لحسن الحظ انك في حياتي."

لم تردف اليزابيث بشيءٍ وهي تراقب أخوها وهو ينهي طعامه ، و يأخذ حبتي الدواء قاذفًا اياها في فمها يتبعها بالماء ، لم ينهي قهوته بعد ، لكنه مع ذلك ضل يحتفظ بها بين يديه مستمتعًا بالدفء الذي تبعثه "هل تنوي الخروج مساءً؟ ابي يقول إن آل سميث يدعوننا للعشاء ، لديهم حفل او شيء ما."

(متوقفة) vanilla scentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن