٢٨

5.5K 500 393
                                    

١٩٠ فوت ، تعليق بين الفقرات، تعليق

‏﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
‏﴿وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾
سبحان الله بحمده، سبحان الله العظيم.

*****

آلم بها كربٌ عظيم يضغط بثقلِّه على قلبها، لم تكن آيلا الا فتاةً صغيرةً احتاجت لمن يحنو عليها و يحبها. أحتاجت لعائلة هي التي قضت حياتها في منازل الجيران بالعطل عندما تخرج جدتها لأجل العمل ، تراقب بصمتٍ دفء العائلة التي لم تحصل عليها. لطالما ارادت عائلةً حقيقية ، ارادت ابًا و أمًا و اخوة ، و تتذكر جيدًا الفضاعة التي احست بها عندما عثرت على أمها ميتة دون ان تدرك انها ميتة ، ما تزال تتذكر ان قلبها كان يضغط عليها كما يفعل الآن بالضبط ، تتذكر الغصة العالقة ، و الدموع السائلة دون توقف. تتذكر انها طرحت سؤال : "لماذا؟ لماذا أمي؟ و لماذا أنا؟." دون توقفٍ على عرابها كثيرًا حتى صفعها لتستعيد وعيها ثم عانقها و بكيا معًا.

كانت حياة آيلا تغرق في الوهم ، و رغم تجاوزها آلم فقدان والدتها فقد تضاعف لديها خوفها من فقدان جدتها ، لأنه حين يحدث ذلك، ستكون وحيدةً حقًا في هذا العالم الموحش. ألم الفقد و ألم الخوف من الفقد كان دائمًا الشيء الموحش نفسه ، وكلاهما يحمل ذات القدر من الفضاعة

توقفت عن السير تمامًا ، لا تريد تكرار سناريو الضياع في الغابة ، لأنه عندما حدث ان تصفع اكثر رجلٍ تخافه في حياتها في غمرةِ غضبها كان شيئًا جديدًا وصادمًا جعلها غير مستعدةٍ لتعلم من اخطائها. نظرت الى الاعلى ، الى الأشجار التي تبدوا منحنيةً و الى الغيوم في السماء ، احست بالبرد يلفح عظامها و بيدها ما تزال تؤلمها من الصفعة. كان من الحكمة ان تبقى بعيدةً حتى تستجمع نفسها ، ربما فاي محقةٌ بعد كل شيء ، ايلا تضغط على نفسها وهذا الضغط يولد الانفجارات كما فعلت قبل نصف ساعةٍ عندما رفعت صوتها على بلايك.

تساءلت في صمتٍ عما سيحدث لاحقًا؟ لكن الاجابة نفسها بدت مخيفة و مضحكة. فقبل ثمان ساعاتٍ كانت ترتعد خوفًا من ان يعرِّف بلايك انها كذِّبت عليه هو وجون و يرسلها بعيدًا ، ومن المثير للسخريةِ ايضًا انها فعل نفس الشيء معها ، كلاهما كذب على الأخر ، كلاهما استخدم اساليبه الملتوية ليكسب الاخر ، ما فرقها عنه حقًا؟ لعلها ابنةُ أبيها حقًا

شدت شفتيها بغضب "لا، انا لست مثله.. انا ابنة أمي." يصعب عليها الاعتراف بتشابه فعلتهما، لكن فعلتها لا تتقارن بفعلته، بلايك اقترف ذنبًا لا يمكن له ان يغتفر ، وبلايك ايضًا لم يكن مضطرًا للكذب كما فعلت هي.

احتضنت جسدها تنظر الى السماء مجددًا ، تغمض عينيها و تنهاهى الى مسامعها صوت الريح تعبث بالشجر. و قررت العودة الى المنزل حينها ، لا مكان اخر ليستقبلها، ليحدث ما يحدث

(متوقفة) vanilla scentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن