١٨٠ صوت = البارت الجديد ، لا تنسى التعليق برأيك والتعليق بين الفقرات
﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته
*****
تتذكر كاميلا جيدًا تلك الليلة، في احيانٍ كثيرة لا تكاد تغادر بالها ، وخاصةً حين تنظر الى الطفل الأشقر الذي لم تره يومًا بريئًا، كانت تعرف انه يعرف شيئًا، لكن كونه يتحدث بلسانٍ اخر وكونه يتلعثم ويبتلع الكلملت لصعوبة الكلمات التي يعرفها قد شكل حاجزًا بين فهم اي احدٍ وبينه، من جهةٍ اخرى شكل كون ابوه ايضًا ، الذي هو الشخص الوحيد الذي يستطع التواصل معه، غاضبًا ، مكتئبًا وناقمًا طوال الوقت جعله وحيدًا، اخرِّسَ صوته تمامًا الا من جمل بسيطة لا تتعدى العشر كلمات . لم يكن هذا الطفل كمثل اخوه سليط اللسان والذي كان يجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية بطلاقة.
لكنها كانت تخافه اكثر مما خافت من اي احدٍ اخر، في كل مرةٍ ينظر لها كانت توقن من انه يحبس الكلام في فمه، ليس لشيءٍ سوى لأن ابوه يرفض تصديقه او حتى يسمح له بالحديث عن امه، كان غضب بلايك عارمًا يحرق ما حوله، لكنه ايضًا كان يستعيد نفسه ويحاول ان يكون جيدًا ومتماسكًا امام طفله، ربما بسبب هذا ،بالاضافة الى الصدمة النفسية، اندفعت ذكرى ذلك اليوم في دهليزٍ من دهاليز عقله، بعيدةً ومنزوية ، لم يكن جون يعطي اي اشارةٍ على انه قد فهم او يتذكر ما حدث، لكنها تعرف جيدًا انه يعرف، وانها كانت مجرد مسألة وقتٍ فقط قبل ان يفتح فمه فورما تخرج الذكرى من مخبئها. كان دورها في تلك الايام الصعاب التي لم تستطع فيها ان تظفر بفوزها تمامًا. تتواصل مع طبيب جون النفسي، وهذا بعدما اقنع بلايك ابويه بأخذ ابنه، تذهب معه في كل زياراته، تجبر مساعدة الطبيب النفسي و سكرتير بلايك على عرض جداول هذين الاثنين امامها، فتنضم لقاءات الطبيب في ذات اوقات الاجتماعات المهمة ليظهر الامر كمصادفة، ارادت كاميلا ان تنظر الى التحسن بنفسها، ان تستشعره ، حتى تمنع حدوثه.
كان الطبيب يخبرها بأشياءٍ معينةٍ تزيد ثقته بمن حوله وتساعده على تخطي صدمته النفسية مما سيرجع ذكرياته في نهاية المطاف، لكنها كانت تفعل العكس من كل شيء، حتى تأكدت تمامًا من ان هم الطفل هو ان يبقى في منأىً عنها، وضعت له جداول واقحمته في نشاطات تشغله وتلهيه ، كانت تشتري له الكتب والقصص والالعاب الالكترونية التي كان يغيضها انه لا يوليها اهتمامًا ، ارادت ان تحبه وكأنه ابنٌ لها. فما حدث له كان يفوق خيالها بعد كل شيء، حاولت ذلك من اعماق قلبها، لكن الخوف كان يمنعها ، فضلت علاقتها معه علاقة حبٍ و كراهية، قلقٌ امومي تشعر بها ناحيته، وكرهت كرهها له اكثر من اي شيءٍ اخر ، من جهةٍ اخرى كان صده عنها كان يثبت نظرية معرفته بكل ما يجري حوله سرًا ، لكن خوفه هو الاخر كان يمنعه من النطق بشيء
أنت تقرأ
(متوقفة) vanilla scent
Romanceتعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات ليتمكن من النجاة و كشر في وجهها بذات الحدة المعتادة "لا أعرف لماذا لكنني لا أثق بك." الغلاف : @tafard_team