٣٠٠ صوت/ فوت = بارت جديد
سُبحانَ الله وَبِحمدِه ، سُبحَانَ الله العَظِيم***
جعد نايت انفه بقلةِ صبرٍ ينظر الى محيا ديريك القاتم ثم الى ويليام الذي يسير جيئةً وآيبة، متذكرًا مشهدًا مشؤومًا كان قد تكرر قبل شهرين أو نحوه عندما أصيب المعني بوعكته الصحية. نقل ثقله من قدمٍ الى اخر. و اهتز الهاتف في معطفه. نظر فإذا بهاتف ديريك يهتز ايضًا لكن الفرق انه اغلق الخط في وجه المتصل دون ان ينظر اليه. بينما هو رفع شاشة الهاتف ونظر الى رقم أمه للحظات، التفت الى الممر ثم مشى خارجًا من المستشفى. كانت الريح زمهريرية تتخلل شعره. اغمض عينيه مهيئًا نفسه ثم فتح الخط "اهلًا يا أمي."
"لماذا تأخرتم الى هذا الحد؟." قال صوت أمه الذي كان اكثر ثباتًا مما كانت عليه قبلًا. التفت نايت الى المستشفى واضواء النيون في الشارع المقابل تغشي عينيه ، وتابع سيره في الحديقة الصغيرة رغم عويل الريح ، وقرر أنه من الافضل قول الحقيقة بلا اضافة اي أملٍ زائف "لا شيء. انه بخير. أدوية منومة و لا ادري اختلطت ببعضها البعض لهذا ننتظر تحليلًا أخر، عدا عن ذلك. الأحمق يشخر.." ابتسم نايت، فهو حقًا بقي ينظر له لدقائق فاغرًا فاهه عندما ادرك انه حقًا يشخر بصوتٍ خفيض رغم كل ما جعلهم يمرون به.
ربما كانت ابتسامته قد وصلت بطريقةٍ ما الى والدته. لأن الصمت فجأةً حل بينهما، لكن صمتٌ مريح استمع فيه الى اصوات طقطقةِ الحطب و بأجاثا تصر عليها على ترديد ما قاله للتو لتفهم.
شعر نايت ان كل شيءٍ بخيرٍ لحظتها، والا شيء في العالم يمكنه ان يفسد سكينته اللحظية القصيرة والتي كانت غامرةً حتى شعر بأنها انتقلت لأمه ايضًا ، همست له "اعتني به، عندما يستيقط اريد ان اكون اول من يحادثه."
"إن لم يقتله العم ويليام قبلها لكِ ذلك."
اغلق الخط مودعًا، و عاد الى الداخل، هذه المرة كان ديريك و جايمس و ويليام يقفون أمام الرجل بالأبيض الذي كان يحك رقبته من الخلف و يتبادل معهم الأحاديث "فعلت ما بوسعي يا سالفاتور لأدبر أمر التحاليل. ها هي ذي، سترى بنفسك ان الأدوية مختلفة عما في الوصفة التي اعطيتني اياها. لقد توقف عن أخذ الفيراباميل و بدلًا من ذلك هنا الزاليبلون كما ترى."
تابع ويليام بعينين ضيقتين يرى التحليل "ما يقدر بقرصين من الزاليبلون في مقابل حبة فيراباميل في الأربعة وعشرين ساعةً الأخيرة، لم يلتزم بالوقت المحدد للجرعة بل و أيضًا بدل الفيراباميل بالزالبيلون." كانت جملته هذه موجهةً لجايمس الذي أدرك ان الأمر سيء رغم كونه بطبيعة الحال كبقيتهم لم يفهم ماذا عسى هذا ان يعنيه.
"ماذا يعني هذا؟." لم يمنع نفسه من السؤال ، و قال ويليام موضحًا "الفيراباميل هو الدواء الذي وصف له، انه موسع للأوعية الدموية ، ما يهم ان تعرفه انه أهم دواءٍ وصف له، إما الزاليبلون هو دواء منوم، مضاد للأرق، و لم نصِّفه له في المقام الأول اصلًا."
أنت تقرأ
(متوقفة) vanilla scent
Romanceتعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات ليتمكن من النجاة و كشر في وجهها بذات الحدة المعتادة "لا أعرف لماذا لكنني لا أثق بك." الغلاف : @tafard_team