٣٥

8.3K 378 470
                                    

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا

لا تنسى الفوت/النجمة

غمغم ايفان بـ"حمقاء." وهو يرى ايلا تنزل من سيارة التاكسي، تتعثر، حذاءها علق في فتحة التصريف، جرته الفتاة وهي تلعن بصوت كافٍ ليستطيع سماعها من نافذة غرفة المعيشة، مجددًا شخر برضى وسخرية. نظرت الفتاة الى حذاءها ثم اليه كما لو أنها شعرت بوجوده خلف الستائر، رغم الظلام الحالك، لكنه شك بأنها رأته، لأنها جرت قدمها من الكعب الذي بقي عالقًا في الفتحة و بدلًا من ان تلتقطه كأي انسان محترم، مشت وتركته خلفها، تعرج نصف حافية.

"همجية." هز رأسه، و بعد دقائق ، وهذا مجددًا وقت طويل جدًا لتفتح الباب فيه وفوق هذا لم تدخل الى الداخل، شك ايفان بأنها فقدت الوعي بالخارج من الشرب، أو انها ببساطة لم تستطع فتح الباب او ربما اضاعت الطريق في الحديقة. مجددًا ابتسم برضى و هز رأسه.

عندما فتح الباب بنفسه وجدها جالسه بمنتصف الدرج، نفس الدرج الذي كانت تقف عليه بين ذراعي أبيها عندما قدمها لهم أول مره، بعيون عارِّفه وقاسية لا تناسب وجهها الجميل. عندما سمعت صوته التفتت اليه بخفة ولوحت ترفع اصبعين كتقليد ساخر لنصف تحية عسكرية "يوو"

رجلها ذات القدم الحافية فوق رجلها منتعلة الحذاء، بساعديها تتكئ على الدرجة خلفها، وشعرها خلف رأسها في نصف كعكة فوضوية. ربما هو سكير هو الاخر، لكنها لأول مرةِ منذ عرفها فيها، بدت ايلا حقيقة كما لم تكن من قبل، بدت كنفسها، كما يتخيلها سرًا ان يمكن ان تكونه خلف قناع الخداع الصغير الذي ترتديه بين فترة واخرى حتى مع جون.
"هل ما زالت هدنتنا الصغيرة تحت العرض؟."

وجد نفسه يحكم بزجاجة البيرة التي يمسكها، اخذ رشفة طويلة و اغلق الباب وراءه ليجلس بجانبها "ماذا؟– اشتقتِ الي لهذا الحد؟ ام خائفة ان اقوم بشيء لا تحبينه."

الضحكة العميقة التي خرجت منها تردد صداها في الحديقة كلها، موسيقية و ذات ايقاعٍ عميقٍ مجنون، شيء يجرؤ على القول رغم مظهره المشؤوم، يملك سحره الخاص، مسحت الدموع من عينيها ونظرت اليه، وجنتيها حمراوين من البرد
"اوه ايفان، حسك الكوميدي لا مثيل له. اعتقد ان كلينا خائف من ان يقوم الاخر بشيء لا يحبه، لا؟."

"افترض ذلك يا ايلا. لكن بجدية لا مناسبة لابقاء عرض الهدنة بينما انتِ يمينًا ويسارًا تبذلين جهدك لكسر خاطر جوني، لاسيما - ولنكن صريحين هذا سيكسر خاطره حقًا- ان جدتك الطيبة حية وترزق."

"افترض ذلك." همهمت بصوتٍ خفيض وهناك في اعماقه شعر كما لو ان هناك امر داكن بخصوصه "ماذا لو اخبرتك انني لا احاول كسر خاطره بقدر ما احاول ان احميه، لاسيما انه يعيش بين قتلة متسللين هنا. اه يا اخي الغبي البريء."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 19, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

(متوقفة) vanilla scentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن