-( تصويت ، تعليق ، تعليق بين الفقرات )
( استغفرالله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته )
***
كان ضوء الشمس يزعجه ، و الهواء البارد الذي يلفح وجنتيه و ذراعيه العاريتين يثير رغبته بحبس نفسه في غرفته و اغلاق جميع المنافذ و البقاء تحت الغطاء حيث يشتهي ان يكون ، لكن جدته في وقتٍ لاحقٍ من خروج جده ومعاودة النعاس اللذيذ بصورةٍ مؤلمةٍ للسيطرة عليه داهمت الغرفة عنوةً ، و سحبته منها مهددةً انها ستنادي الحرس بالخارج لجعله يمشي في الحديقة ، وها هو ذا ، نعس و متعب و يقف في منتصف الحديقة يشعر بالملل و يسخر من نفسه لأنه اضاع جواز سفره الآخر مفتاح فراره من هنا ، وخطر له لحظتها انه غالبًا لن يعثر عليه لان احدهم اخذه ، و لا يريد ان يفكر بهوية هذا الشخص
دس يديه في جيوب بنطاله يأخذ نفسًا عميقًا ، اغمض عينيه و سمح لقدميه بأن تقودانه ، ازعجته نظرات الحارس التي تجلد ظهره وتتبعانه اين ما حل اكثر من أي شيءٍ آخر ، يعرف انه حتى رغم كل شيءٍ أنهم يبقون أحدهم وراء ظهره ، و في هذه اللحظة بالذات في كل مرةٍ يلتفت فيها يقبض على عشرات الأعين ترمقه خلسةً ، لم يكن لديه ما يقوله او يفعله بهذه الخصوص ، هو منزعجٌ جدًا ، لكن ماذا عساه فاعل؟
طوال الفترة السابقة كان يفكر بشأنهم ، كيف عرف بلايك انه في المطار؟ و هكذا استنتج انه بالفعل قد يكون كان مراقبًا منذ البداية وليس مؤخرًا كما ظن لوهلة ، شد على قبضة يده مانعًا نفسه من التسبب بالأذاء ولكم الاشياء حوله او حتى الصراخ ، نعاسه تحول لغضبٍ شديد و رغبة ملحة بترك كل شيءٍ وراءه بأي طريقةٍ كانت، لكن ايلا كانت هنا ، اخر ما تبقى له من امه دون ان يُمس بأذاء هنا ، ولن يجروء او يفكر مهما اشتدت الايام عليه ان يتركها خلفه و يذهب ، ولا حتى أن يجعلها تشعر بأي شيءٍ مما يدور حولها ، معظم عمرها لم يكن لديها - ولديه... عائلة ، لكنهما الآن لديهما بعضهما البعض ، و عائلتهم هذهِ بغرابة اطوارها ، جمودها و خفتها ، هي كل ما لديهما أيضا ، ولن يسمح لنفسه أن يحرم آيلا بأنانية فجة من هذه العائلة التي حصلت عليها بعد سنوات من الوحدة
تذكر كلامها له و أحس بنفسه بلا حول ولا قوة ، كشخص يقف على حافة النهاية ، قدمٌ معلقةٌ في الهواء تتأرجح و الأخر بضعف تقف على الأرض ، اطلق تنهيدة خرجت من أعماق جوفه
قبضتهُ يده خفّت واستعاد صدره اتزانه ، وشعر بغضبه يستحيل عجزًا مقيتًا و مخدِرًا ، هذا العجز الذي كان يلفه كله كان لطعمه مذاقٌ كريهٌ في الفم ، وهو اسوأ مئة مرة من شعور ان يكون متروكًا و منسيًا كما يحس في أحيانٍ كثيرة ، هذا جعله يحس بالدوار و يرغب بالجلوس بدلًا من المشي ، ملامحه سكنّت ، و رفع رأسه عندما سمع صوتًا ناعمًا يهمس بقلق "جون هل انت بخير؟."
أنت تقرأ
(متوقفة) vanilla scent
Romanceتعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات ليتمكن من النجاة و كشر في وجهها بذات الحدة المعتادة "لا أعرف لماذا لكنني لا أثق بك." الغلاف : @tafard_team