خطبة

682 65 60
                                    


---البارت الرابع عشر ---

'بعد ثلاثة سنوات '

Hannah p.o.v.

"لا أصدق أنك بين يدي الآن و غداً خطبتنا... اقرصيني لعلني أحلم ."

"لا سيهون... أنت لا تحلم...خطبتنا غداً. "

"و لما تقوليها هكذا بصوت منخفض... أصرخي بها عالياً ...أريد سماعها اليوم كله. "

ابتسمت بصمت ليشد علي عناقي من الخلف و أنا جالسة بين يده علي الأريكة... هو يحبني.. بشدة.

لقد سافر للندن ريثما علم أني هناك،  يجلب لي كل شئ أحلم به و يعتني بي جيداً ...

و لكن للحظات أبتسم لنفسي بسخرية بالمرآه... من كان يظن أني سأخطب بتلك الطريقة ، تلك الفتاة التي أحبت الكثيرين و إندرجت تحت صفاتها المجنونة و العشوائية ...الآن هي ذاتها تصمت و تخفض صوتها... تخفض صوتها و كأنها تخذل من نفسها أنها لم تستطع تخطي أحدهم...

لم يسر الوضع كما المتوقع... وجدته يلتصق بكل لحظة من تلك الثلاثة سنوات اللعينة.. لا يخرج من عقلي و لا أستطي إيقاف التفكير عنه... كيف حاله!
هل هو بخير!  هل يأكل جيداً ، أمازال يملك ذلك التعبير الطفولي علي وجهه عندما يغضب! 

مازال يعلق بعطري و مواقفه تشيح أمامي كالأشباح التي تخنقني حية... سرابه يطاردني و كأني أجرح نفسي بقطرات دمائه هو...

أحياناً أجلس ليلاً أضم نفسي بعمق متخيلاه يحتضني... أضم نفسي للموت،  أريد أن أبكي لكني أمنع نفسي غصباً ....لقد رحلتي و ليس لديكي الحق للإبتعاد... إجرحي نفسك أكثر لأنك لا تستحقين الحياة،  كان عليكي التمسك به.... أصفعي نفسك و تألمي لأنك أنتي من تركتيه....

تألمي،  فقط تألمي بعمق.... أستمتعي بكل لحظة و أنتي بعيدة عنه لأنكي لا تستحقينه،  أنزفي أكثر... حتي النهاية أنزفي ...حتي لا تشتهي شئ بتلك الحياة،  لا تجرؤي و تذكري إبتسامته.... إنها محرمة حتي بخيالك ..

تزوجي من شخص لا تعرفين تفاصيله كما تتعمقين بأدق تفاصيل الآخر... سيكون عقاباً كافي...

"هانا... هل مازلتي منزعجة كوننا عدنا إلي كوريا ، لم أرد هذا حقاً و لكن هناك أشياء كثيرة بالعمل علي فعلها و أيضاً سيكون أفضل إن تمت خطبتنا هنا ...فعائلتي لن يحضروها بلندن ."

"لا بأس،  لست منزعجة... "

"إذاً لما أنتي شاردة هكذا... لما فقط شعر و كأنك لستي معي كلما أحتضنتك... "

Dry River حيث تعيش القصص. اكتشف الآن