chap.17

96 11 4
                                    

أحتضني لوي بقوة لأبادله و أري لورا تحتضن باربارا .
"سعيد لأجلك ، إنتبه لباربارا و كن حذراً" همس لوي ليبتعد و يبتسم لي .

صافحت لورا كنوع من الوداع .
"علي السادة المسافرين التوجه للطائرة ، ستقلع خلال خمسة عشر دقيقة ، تتمني شركة الطياران لكم سفراً مريحاً أمناً و يوماً سعيد لكم" إستمعت لصوت السيدة من مكبر الصوت .

حولت نظري لباربارا التي كانت تحمل حقائبها و تقدمت نحوي لأحمل حقائبي ، توجهنا نحو رجل الأمن ليقوم بتفتشنا و رؤية جوازات السفر و التذاكر .
"تفضلا يوماً سعيداً لكم" قال بإبتسامة .

وضعنا حقائبنا ف المكان المخصص لها و صعدنا علي متن الطائرة .
شعرت بباربارا تمسك بذراعي بيداً مرتعشة لأنظر ليدها و أحول لها نظري بحاجبان معقودان "ما الأمر؟".
"أخشي المرتفعات ، أشعر بالخوف قليلاً منها" قالت لنستمع لصوت المُضيفة في مُكبر الصوت "علي السادة رُكاب الطائرة ربط الأحزمة للإقلاع" .
شعرت بقبضتها تشتد علي ذراعي لأطلق قهقهة "قليلاً؟".

"توقف و اللعنة ، أنا أحتضر" قالت وهي تتشبث بي كالقرد.
"حسناً أهدائي ، تخيلي و كأننا نجلس في هذا المقهي و لسنا مسافرين علي متن طائرة تبعد عن الأرض حوالي ألف متر و تمر فوق محيطات و بحار و .." قلت لتصرخ باربارا"توقف أنت تزيد الأمر سوءاً".

أطلقت ضحكاتي " لا تخافي إنه ممتع ، سيمر سريعاً" قلت لتسند رأسها علي كتفي بعد أن ربطنا الأحزمة علي أجسامنا لتحكم ثباتنا في الكرسي.
ساد الصمت لدقائق و لكني أشعر بأنفاسها و دقات قلبها تعود لطبيعتها و شعرت بيدها علي يدي لتحاوط يدي يدها الصغيرة نسبةً لها .

شعرت بالطائرة تتحرك لأنظر من الشرفة بجانبي و ألتقط بعض الصور للحظة تحليق الطائرة .
"سيدي عليك أغلاق الهاتف" قالت المُضيفة.
"ماذا بكي؟ هو فقط يلتقط بعض الصور، هل سيودي هذا بحياتنا مثلاً؟" قال باربارا بإنفعال لأتفاجئ كنت سأغلق الهاتف و ينتهي الأمر .
"حسناً سأفعل ، شكراً لكِ" قلت للمضيفة لتنصرف .
"ما الأمر؟" قلت لباربارا لتطلق تنهيدة .

"انا فقط متوترة بعض الشيء تلك الفترة و..." قالت لأقاطعها "و كنتي ستخبريني شيئاً ما ، تلك الليلة في المطعم عندما سألت عن سبب شرودك ، اخبرتيني بأنكِ ستخبريني لاحقاً".

"نعم ، انهم أهلي ، و هي قصة طويلة و حزينة أيضاً" قالت بإبتسامة لترجع احد خصلاتها خلف أذنها ، نظرت لها منتظراً أن تُكمل حديثها .
"كانا مراهقان في الثانوية ، احبا بعضهم البعض و عندما إنتقلوا للمرحلة الجامعية اعترفوا بحبهم لبعضهم ، كان هو من مشاهير المدرسة الثانوية و بطل فريق كرة السلة ، و كانت هي فتاة جميلة" قالت لأعقد حاجباي مستمعاً بإهتمام ، أطلقت تنهيدة لتُكمل "جئت إلي هذا العالم نتيجة غلطة مراهقان في الجامعة ، تركاني لأنشأ في بيت عمي و عندما مات مكثت في منزله وحدي ، يرسل أبي لي المال كل مدة ، و كأنه يمُن و يعطفُ علىّ ، أنا حتى لا أعرف كيف يبدو ، لا أعرف أين هو و أين أمي ، فقط يُرسل المال في ظرفٍ لعين دون عنوان" قالت بينما تمسح تلك القطرات المتسللة من عيناها لوجنتيها .

لَوّحَتِي|| H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن