الفصل الخامس

22.2K 572 12
                                    

-خاااالو يحي خالو يحي
نطقت بها جودي الصغيرة وهي تركض نحوه وقد فتحت ذراعيها علي أخرهما

انحي يحي ليتلقاها بين أحضانه ليعتدل بعدها واقفا وهو يقول بمرح وقد تناس ضيقه تماما :
-جودي الحلوة عاملة  ايه النهاردة

اردفت الصغيرة وهي تعبث باصابع يدها بتوتر :
-معملتش حاده خالص خااالص وكنت سطورة  ومزعلتش الميس مني

قهقه عاليا وهو ينظر الي عينيها يعرفها جيدا عندما تكذب فصاح وهو ينظر الي عينيها بنظرة تعرفها جيدا :
-عليا أنا بردوا ماشي ماشي

رمشت الصغيرة بعينيها ببراءة لتقول:
-خالو أنا عايزة ايس كريم

صمت يحي قليلا لينظر الي تعبير وجهها الطفولي ثم أردف وهو يحرك رأسه موافقا :
-ماشي ياستي بس توعديني ان لما تروحي البيت تبطلي شقاوة... لان عندي شغل وهقعد اعمله فمش عايز داوشة... ديل

هزت رأسها بقوة لتقول بابتسامة :
-موافقة يلا بسرعة بقي.. عشان تجبلي الايس كريم والشوكولاته والبيسبسي

انزلها ارضا ليهدر وهو يطالعها بصدمة :
-بت انتي هو ايس كريم بس اللي اتفقنا عليه انتي هتنصبي شوية كمان وهلاقي طلبات جديدة .....

ثم أشار بيده اليها ليقول باستنكار :
بت انتي متأكدة ان عندك خمس سنين بس

لوت فمها بعبوس لتقول باعتراض :
-علي فكرة انا عندي خمسة ونص

هز رأسه ليقول باستهجان :
-والله ده اللي مزعلك

نظرت اليه بزعل طفولي ولم تعقب فابتسم من هيئتها  ليقول :
-ماشي ياستي براحة علينا ايه كل الزعل ده...هجبلك اللي انتي عايزاه بس يلا بقي

صاحت بسعادة وهي تجذبه من اصبعه لتحسه علي التحرك :
-هييي يلا يلا بسرعة

قهقه عاليا ليتحرك خلفها باستسلام  ففي الوقت الحالي هي الوحيدة القادرة علي جعله طوع بنانها بدون ادني مجهود فببرائتها وطفوليتها وشقاوتها ايضا استطاعت تعويضه عن كثير ففي وجودها يعود طفل صغير

..............................

يشعر بنيران ضارية تسري في جسده كله ووجع لا يستطيع تحمله وضع يده علي قلبه الذي يصرخ متألما لا يصدق أنه اليوم وبكامل وعيه استطاع اقتلاع روحه نعم فهي روحه التي انفصلت عنه.... اليوم وبدون ان ترمش له عين وقع أوراق طلاقهما وحررها من قيوده، ولكن ماذا يفعل هو... كيف يستطيع تحرير نفسه من قيودها !!! فهي تسري في دمه و كل نبضه من قلبه تنطق باسمها... لا يعلم ماذا فعل ولما آلت الامور الي هنا ولكنه متيقن أن القدر أستطاع ان يلعب لعبته بأتقان لتطوي هي صفحته من حياتها وتكمل مشوار حياتها وتتركه لوحده يعاني ألم فراقها.... فمن المؤكد انها الان تكرهه وبشده ولكن لما لم تأخذ حقها  وترفع قضيه لتنال انتقامها بعد فعلته الشنيعة معها ولما ابلغت والدها انها  تنازلت عن حقها في المؤخر والنفقة وغيره... اه والدها ذلك الرجل الفريد من نوعه هو كما يعرفه  لم ينطق لسانه بالسوء فقد عيونه كانت قادرة عن احساسه بمدي حقارته ودونيته امامه أطبق شفتيه بألم من التفكير وأحس بالمرارة التي ستكون ملازمة لحياته من الان فصاعد فاطلق اها عالية وهو يقذف الاغراض الموجودة علي طاولة الزينة  بيده بعنف لتتكسر الي اشلاء صغيرة ليكمل تحطيم بعض الاشياء من حوله وبعد فترة خارت قواه ليجلس علي الارضية وهو يتنفس  بسرعة وبتعب لا يعلم هل هو الجاني الوحيد أم كان للقدر جزء في وصوله الي هذا الحد

"مابين العشق والقدر" بقلمي هند صقر (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن