الفصل الخامس عشر

17.9K 512 14
                                    

زفرت براحة عند انتهاء المحاضرة لتغمغم بخفوت :
-الحمد لله عدت علي خير

كادت ان تخرج من باب القاعة مع صديقتيها ولكن استوقفها ندائه:
-حور

تسمرت مكانها وهي تلعن بداخلها فهتفت ايمان بصوت خفيض :
-اوعى... استلم يا معلم

رمقتها حور بنظرة مشتعلة لتردف بغضب وهي تجز علي اسنانها:
-اخرسي خالص... وخليكي في اللي انتي فيه احسنلك

ردد اسمها مرة اخر :
-حور

نظرت الي نجلاء لتطالعها الاخيرة بقلة حيلة فاخذت شهيق عميق ثم زفرته ببطء لتستدير تناظره بنظرات محتقنة وهي تقول بانزعاج :
-أفندم

طالعها هو بسكون لفترة محاولا استفزاها وقد نجح في ذلك فعندما طالت المدة شاهد أشتعال عسلي عينيها فكانت وسط بشرتها البيضاء ككرة من النار.... كادت ان تتكلم فسبقها مردفا ببرود وهو يتخطاها :
-حصليني علي مكتبي

وقفت مكانها مشدوها وهي تشاهد ابتعده لتزفر بحنق وهي تكرر جملته بنفس اسلوبه :
-حصليني علي مكتبي

لوت شفتيها وأضافت بتبرم:
-علي اساس اني خدامة الست الوالدة مثلا...

ضيقت عينيها وهي تتابع بوعيد:
-ماشي انت اللي جنيت علي نفسك... هتشوف

هتفت ايمان بخضة:
-ياخرابي يبقي نقول علي الحليوة ابو عيون دباحة يا رحمن يا رحيم... اهدي يا منار

صاحت بها بنبرة محتقنة :
-ايمااااان.... ايه مش من شوية كنتي قالبة الست امينة رزق ايه اللي حصل خليكي في نفسك دلوقتي عشان انا عفاريت الدنيا بتتنط قدامي....

هتفت نجلاء بهدوء محاولة استمالتها:
-ايمان خايفة عليكي ياحور.... فارجوكي اهدي وبلاش تهور... انتي مش ناقصة مشاكل

طالعتها حور بنظرات مستنكرة لتجيبها بعدم تصديق :
-يعني مش شايفة معملته واسلوبه معايا من اول محاضرة وتهزيقه ليا في اخر مرة لاء وبعد ماعرف انه غلطان بدل ما يعتزر بيذيد فيها....

كادت نجلاء ان تقاطعها فرفعت يديها امام وجهها منهية الكلام لتتحرك بعدها من امامهم بتجاه غرفة مكتبه

صاحت ايمان وهي تزفر بقلق:
-انا مش مطمنة حاسة ان هيحصل مشكلة تاني

غمغمت نجلاء بخفوت :
-بس ان حاسة العكس

..................................

طرقت علي باب مكتبه طرقات رقيقة فاتها صوته من الداخل اذنا لها بالدخول فاخذت نفس عميق لتستعد للمعركة القادمة قبل ان تدير مقبض الباب لتتقدم بخطواتها الثابتة الي الداخل وقد تركت الباب خلفها مفتوحا ... وقفت في منتصف الغرفة تطالعه وهو جالسا علي رأس مكتبه يقوم بمطالعة كتاب معين فزفرت بضجر من أسلوبه الا انها مالبثت ان تلبست قناع الهدوء عند رؤيتها انه واخيرا انتبه لوجودها فتمتمت لنفسها وهي تلوي شفتيها بتهكم "لاء كتر خيره بصراحة"

"مابين العشق والقدر" بقلمي هند صقر (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن