كان يتحرك بخطوات متبطئة يوزع نظراته هنا وهناك فابتسم برضا مما يشاهده فقد امتلئ المكان بالكثير من الاشخاص اكثر من المتوقع خاصة الفتيات اللاتي ينظروا الي المعروضات من الملابس باعجاب وإنبهار واضح ولكنه توقف مكانه ليفتر ثغره عن ابتسامة واسعة وهو يري ذلك الشخص الواقف علي بعد منه يتلفت حوله في تشتت فاتجه نحوه بخطوات سريعة ليربت علي كتفه فاستدار له الاخر ليبادله نفس الابتسامة
فجذبه أمجد الي احضانه وهو يقول:
-شقيق كفاحي اللي خلي بيا و سابني لوحدي في الغربة .... كنت هزعل اوي لو ماجتش النهاردةابتعد عن احضانه ليقول بابتسامة :
-خليت بيك ايه يا عم... انت هتلبسني تهمة ولا ايه.. لاء أنا كده مش لاعب...ابتسم أمجد بمرح ليقول:
-حبيبي يا عطار... اخبارك ايه... واخبار الست الوالدةهز الاخير رأسه مجيبا اياه بهدوء :
-الحمد لله ياعم كله تمام... والست الوالدة بتسلم عليك وبتقولك لازم تيجي في يوم تتغدا عندنا عشان تتعرف عليكادرف وهو يؤمأ برأسه مؤكدا:
-اكيد ياعم احنا نقدر نكسر اوامر القيادة العلياثم استدار بوجهه ليمسح بعينه المكان ليستأذن بعدها للتحرك : -حيث كده... المكان مكانك استناني هنا ثانية و اعرفك علي القيادة العليا بتاعي بقي
أومأ برأسه موافقا ليتحرك بعدها أمجد حيث وقعت عينه علي والدته بينما وقف سيف مكانه ليعود بتوزيع نظراته في أرجاء المكان قبل ان تتسمر عينه عليها فنظر اليها مسعوقا للحظة و قد بدت في أجمل اطلالة منذ أول مرة رأها تلك الحوارية التي اخترقت حياته لتصبح جزء لا يتجزأ من احلامه... ولكن يالها من مصادفة فقد كان منذ لحظات كل تفكيره منصب عليها وأكثر ما يتمناه هو رؤيته لعينيها لم يعلم انه محظوظ الي هذه الدرجة ليرها امامه وبهذا الشكل.... والادهي من ذلك انها هي الاخري تنظر اليه بنفس النظرات المشدوها..... أغمض عينه لبرهة محاولا الاستيعاب ولكن عندما فتحها مرة اخري لم يجدها، فدار بعينه في ارجاء المكان بصدمة هل من الممكن ان يكون هذا حلم وان عقله الباطن هو من صور له رؤيتها لتصبح من اليوم بطلة احلام اليقظة كما اصبحت البطلة الوحيدة لاحلام ما بعد النوم
..............................
حدد مكان والدته واتجه اليها بخطوات سريعة ليهتف بعدها بحماس:
-ماما سي....بتر بقية جملته عندما رأي ابتسامة تلك الملاك التي تقف بجانب والدته فرمش بعينه عده مرات بعدم استيعاب
بينما رفعت الفتاة رأسها لتطالعه بتلقائية شديدة فنظر بتعمق الي عينيها بدون ان تطرف عينيه بجرأة لم يعتاد عليها فأخفضت الفتاة رأسها خجلا وقد تخضبا خدودها بالحمرة بعدما زاغت بؤبؤتي عينيها بتشتت بسبب نظراته ما جعلها أكثر حلاوة وجمالا في عينيه فتعمق أكثر في النظر الي وجهها يحفظه عن قرب ويحفر ملامحها في عقله
أنت تقرأ
"مابين العشق والقدر" بقلمي هند صقر (مكتملة)
Humorحقا الحياة غريبة توصلنا الي دائرة مغلقة لاندرك أين كانت البداية ولا نستطيع الوصول الي ماهي النهاية نقابل أشخاص كثر نتعلق بالبعض وأغلبهم يذهبون ليتركوا لنا تجربة وذكريات أحيانا موجعة والاخري تكون مصدر أمل وقوة..... ولكن هل من الممكن أن ينصفنا القدر...