الفصل الثاني

29.9K 670 11
                                    

التفت برأسه لينظر الي عينيها لثواني قبل ان يلتفت برأسه مرة اخري ليقول بملل:
-انتي عايزة ايه

تغلبت في وقفتها واردفت وقد برقت عينيها بعزم فاليوم اكون اول لا اكون :
-عايزة طارق.. طارق اللي حبيته واتجوزته مش اللي عايشة معاه ومش عارفة انا ايه بالنسباله..... طارق اللي كان بيخاف عليا من الهوا الطاير مش اللي بيتسبب في جرحي وتعبي ....طارق اللي في وجوده مش ببطل كلام مش اللي بخاف اتكلم معاه.... طارق اللي كان صاحبي ومخزن اسراري قبل مايكون جوزي وحبيبي.... ممكن تقولي وديت طارق فين

كان يستمع الي كلماتها وهو يطالعها بمنتهي البردود وعند كلمتها الاخير انتصب واقفا ليطالعها بابتسامة جانبية ساخرة ليقول ببرود:
-خلصتي

نظرت اليه بنظرة منكسرة غير مصدقة فحاول هو التحرك تاركا اياها ولكنها فجأته بوقوفها امامه لتنظر الي عينيه باصرار قائلة:
-انت بتعمل كدا ليه!!

استرسلت بنظرة منكسرة :
-لو كنت انا السبب في تغيرك كدا.. فانا بحررك من اي مسؤلية تخصني

رأت تغير تعبير وجهه واهتزاز حدقتي عيناه وكأنه علم بم يجول في خاطرها فتابعت هي ولم تعلم من أين جائت كلمتها وكيف طاوعها قلبها لقول هذا ولكن سبق السيف الرمح :
-طلقني يا طارق...

برقت عيناه بصدمة وسؤال حائر اخذ يتردد صداه في عقله  "لماذا الان" فهذه ليست المرة الاولي التي يتعامل معاها بهذه الطريقة هو لم يتوقع استسلامها او كان يوهم نفسه بذلك ولكن قطع افكاره استكمالها في الحديث بعد ان أخذت شهيق عميق لتزفره دفعة واحدة وهي تردف بمرارة  :
-طلقني يا طارق عشان ترتاح...... فاكر.. فاكر بعد ماعرفنا الحقيقة.. فاكر ساعتها كنت خايفة اذاي انك تتخلي عني

ابتسمت بالم وهي تتابع :
-بس انت ساعتها صدمتني... عيطت.. عيطت وحضنتني وقولتلي اوعي تسيبيني.. مع ان مفروض العكس انا اللي أعمل كدا... صحيح بعدها كملنا سوى عادي وكانت حياتنا طبيعية بالرغم من نظرة الحزن اللي كنت بشوفها دايما في عنيك بس كلامك وحنانك كانوا بيدوني أمل.. بس...

رفعت عينيها تطالع عينه لتقطب جبينها لا تعلم ماذا تفسر نظرته تلك... يطالعها نعم يطالعها بترقب منتظر استكمالها لحديثها ولكن نظرته يوجد بها شئ مختلف لا تستطيع تميزه ولكنها لم تستسلم لابد ان تجد حلا فتابعت محاولة الثبات:
-طارق طلقني.. اتحرر مني واتجوز... اتجوز اللي تقدر ترجعك لطارق الاولاني... اتجوز اللي تقدر تخليك أب...

ابتلعت باقي كليمتها عندما هدر بها بغضب وقد احتدت نظرته:
-كفاااااية...

نظرت الي  جسده الذي ينتفض وعيناه التي أصبحت بلون الدم فمدت يديها صوبه فازاحها بعنف فحدجته بحزن لتبتلع غصة عالقة بحلقها قبل ان تخفض  رأسها للاسفل... تتابع بالم :
-انا عارفة وحاسة  بشعورك...  متعرفش قد ايه كان نفسي اكون ام... حررني  لاني مش هقدر استحمل ان تكون في حياتك واحدة تانية وانا اكون موجودة... اتجوز وخلف.. كان نفسي أكون انا أم أطفالك ب..

"مابين العشق والقدر" بقلمي هند صقر (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن