جلس في غرفته شارد الذهن يفكر بها... هي فقط...حقا لا يكاد يصدق نفسه... هو لم يراها سوى مرات قليلة وأستطاعت أن تأخذ عقله بهذا الشكل....لا...لا انه مجرد أعجاب عادي لم يصل لمرحلة أعمق ولكن ايا كان ما يكنه لها فهو يريد ان يعرف سبب بكائها فالبتأكيد انه ليس أمرا عابرا والا لما كان الحزن ينبع من عينيها الي هذا الحد حتي عندما رأي ضحكتها في المرة الاولي كان هناك شعاع حزن واضع يطل من عينيها وهذا أكثر ما جذبه نحوها فنظراتها مغلفة باحكام عصيب... أخذه التفكير الي أبعاد مشتتة... فانتصب واقفا ليصيح وهو يضع يده علي رأسه بضجر:
-بس... وأنا هزهق نفسي ليه والاجابة موجودة برهتحرك الي خارج غرفته وهو يبحث بعينه عن هدفه المنشود فوجدها تجلس باريحة وفي يديها طبق كبير من البوشار وهي مربعة الاقدام علي الاريكة تنظر باندماج الي شاشة التلفاز امامها فتحرك ليجلس بجوارها بهدوء فالتفتت برأسها لتطالعه بلامبالاة قبل أن تعاود ما كانت تفعله من جديد
فمد يديه نحو الطبق الذي بيدها ليأخذ بعضا من البوشار فضربته علي يده وهي تقول بغلظة :
-أيدك.... الطبق ده بتاعي قوم أعملكنظر الي حجم الطبق ليقول مشدوها:
-هتكلي الطبق ده كله لوحدكلوت شفتيها وهي تقول بقوة :
_اه في أعتراضرفع كتفيه قائلا بلامبالاة :
-لاء يا عم الحج براحتك علي الاخر...هزت رأسها بتململ وهي تتابع المشاهدة مرة اخري فنظر هو الي ماتشاهده ليقول بحماس زائف:
-الله....حلو انتي بتسمعي نقار الخشبلم تعقب أو تعير اي أهتمام لجملته فمط شفتيه ليقول بعدها بصوت مرتفع قليلا وهي يتطلع الي شاشة التلفاز :
-لاء بجد حلو الكرتون دهوضعت هي الطبق جانبا لتعتدل بجسدها لتكون في مواجهته لتنظر اليه وهي تقول بابتسامة باردة :
-ها...قطب جبينه مدعيا عدم الفهم :
-ها.. ايهتنهدت بعمق لتضيف بضجر:
-هات من الاخر يا أمجد عايز ايه...هز رأسه وهو يمد شفتيه السفلي للامام ليجيبها بنفي :
-لاء... وأنا هكون عايز ايه... مفيش حاجةرفعت حاجبها لتطالعه بنظرة ذات معني فرجع بجسده للخلف ليقول ببرود :
-لاء... عادي كنت هسألك لو في مشكلة أو حاجةعقدت مابين حاجبيها لتردد بعدم فهم:
-مشكلة ايهاجابها موضحا :
-أصل لما جتلك النهاردة الكلية كان الجو متوتر وصحبتك بتعيطثم أضاف باستفسار:
-هي مالها صحيحهزت رأسها بتفهم ثم حكت جبهتها وهي تقول بخبث :
-امممم..قوتلي بقي...زاغت نظراته ليقول :
بت لاء انتي دماغك راحت فين... بجد أنا قصدي لو في مشكلة أنا اقدر احلها معاكم يعني و...
أنت تقرأ
"مابين العشق والقدر" بقلمي هند صقر (مكتملة)
Humorحقا الحياة غريبة توصلنا الي دائرة مغلقة لاندرك أين كانت البداية ولا نستطيع الوصول الي ماهي النهاية نقابل أشخاص كثر نتعلق بالبعض وأغلبهم يذهبون ليتركوا لنا تجربة وذكريات أحيانا موجعة والاخري تكون مصدر أمل وقوة..... ولكن هل من الممكن أن ينصفنا القدر...