الفصل السادس عشر

17.5K 502 21
                                    

-نجلاء... استني... نجلاااااااء
صاحت وهي تحاول الاقتراب منها وعند تمكنها من الوصول اليها  جذبت ذراعها تديرها نحوها لتغمض عينيها بألم وهي تشاهد دموعها السائلة كالشلال علي خدها.... استجمعت قوتها ثم صرخت بها وهي تهزها بعنف:
-انتي هبلة يعني تخلي حته بت ذي دي تأثر فيكي بالشكل ده

حاولت التكلم رغم النار الثأره بداخلها فاردفت بصوت متحشرج من بين دموعها :
-أناااا...أنا تعبت يا حور تعبت من كل حاجة.....حااااسة... حاسة أن كل حاجة بتتحد ضدي... كل ما بحاول أنسي وأقول أعيش وابدء بصفحة جديدة أنسي فيها انا كنت ايه قبل كده... بلاقي نفسي رجعت...رجعت لنقطة الصفر من تاني

التمعت الدموع في عين حور من منظر صديقتها الذي أتعب قلبها حقا وضربها في الصميم ولكنها حاولت التحلي بالجمود حتي تستطيع مساعدتها فنظرت اليها بقوة وهي تقول:
-نجلاء بطلي عياط وبصي في عنيا.... احنا اتفقنا علي ايه

ارخت نجلاء كتفها وهي تقول بانكسار :
-بس أنا تعبت... بجد تعبت يا حور... أناااا...أنا كنت بحاول اتعايش بشكل الظاهر مينفعنيش....

قاطعتها حور وهي تقول بحدة :
-لاء مش نجلاء اللي تقول كده... أنتي واحدة مؤمنة وعارفة ان اي حاجة بتحصل وبتوجعنا أوي كده بتكون أختبار من ربنا.... وربنا لما بيحب عبد أوي بيبتليه... يشوفه هيصبر أو... فبلاش تفقدي إيمانك بان بكرة أحلي وأن اللي أحنا فيه هيبقي مجرد فترة وهتعدي.... ومين عارف مش يمكن يكون ده كله بيحصل عشان في حاجة أجمل هتحصل

-حور انتي فين أنا قلبت الجامعة عل.....
بتر جملته وهو يشاهد ذلك الملاك الذي خطف عينيه بابتسامته البريئة من قبل يقف امامه اليوم ولكن بشكل مختلف شكل مكسور موجع أدمي قلبه بشدة فهتفت بتوجس:
-هو في ايه

جفتت نجلاء دموعها بظهر يدها بينما رددت حور وهي تطالعه باستغراب:
-أمجد

تنحنح وهو ينقل نظره بينها وبين نجلاء يحاول فهم ما يحدث ثم ركز نظره علي نجلاء التي تناظر الارض... ليقول وهو شارد في وجهها يحاول التسلل داخلها ليعرف ماذا يبكي ملاك مثلها لهذه الدرجة:
-أنا كنت عند سيف من شوية وعرفت أنك خلصتي محاضرات فقولت أخدك معايا وأنا مروح... ده حتي صاحبتك الثلاثة بتدور عليكوا.... هو في حاجة

جذبته من ذراعه محركة اياه ثم دفعته بعدها من ظهره برفق وهي تقول  :
-يلا كويس أنك جيت... جهز أنت بس العربية وأستناني جنب الكلية هجيب أصاحبي وهنحصلك

هز رأسه ليتحرك الي مكان سيارته ولكنه ألتفت برأسه ليلقي نظرة سريعة لما خلفه قبل أن يتحرك مرة اخري وهو في شرود تام....

........................

وكزتها في ظهرها لتلتف اليهم بشراسة وهي مستعدة للهجوم :
-كنتوا فين يا....

بتر جملتها وهي تطالع نجلاء بنظرات مشتتة ثم أردفت بقلق:
-مالك يا نجلاء

اجابتها حور بهدوء :
-مفيش حاجة.... هبقي أحكيلك بعدين يلا هاتي الشنط عشان هنروح... أمجد جه وهيوصلنا بعربيته..

"مابين العشق والقدر" بقلمي هند صقر (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن