ارتمت نجلاء في احضانها ثم أجهشت في بكاء عنيف فارتدت حور بجسدها للخلف قليلا من أثر اندفاع صديقتها المفاجئ ثم أخذت تربت علي ظهرها بحنان وظلوا بهذه الوضعية لفترة حتي قطعها صياح حور :
-ايه اللي عمل فيكي كدااستمرت نجلاء في نحيبها قبل ان تجيبها من بين شهقاتها :
-طارق طلقني يا حورازاحتها حور عن احضانها برفق وظلت ممسكة بمرفقيها لتنظر اليها بتعمق قبل ان تسألها باستهجان :
-اوعي تقوليلي ان هو اللي عمل فيكي كداأومت برأسها مؤكدة وهي تشهق بألم فصمتت حور لبرهة وهي تكز علي أسنانها بغضب جم ثم صاحت باستنكار منفعل :
-الحيوان.. المتخلف.... قوليلي ايه السبب حصل ايه بالظبطتحررت من يديها لتمسح دموعها باطراف أصابعها لتحكي ما حدث ولم تتوقف شهقاتها...
انتصبت حور واقفة لتكور قبضتها وهي تصيح بانفعال :
-الحيوان.. عديم الرجولة... طب وعملتي ايه بعد كده ... ووصلتي هنا اذايفاجابتها نجلاء بصوت متحشرج :
-جارتنا ربنا يجزيها كل خير لما سمعت صوت الزعيق العالي خرجت تطمن... ساعتها شافته لما خرج من الشقة وكان سايب الباب مفتوح، فدخلت وقعدت تنده لغاية ملقتني... بس.. بس كان مغمي عليا... لبستني اسدال وطرحة، وندت لجوزها وودوني اقرب مستشفي..أرخت حور يديها وهي تتنفس بانفعال ثم أخذت نفس عميق لتزفره ببطء محاولة السيطرة علي انفعالها ثم جلست مرة أخرى علي الفراش لتنظر الي صديقتها لفترة ثم سألتها باستفسار :
-طب وهتعملي ايه بعد كداأطلقت تنهيدة حارة ثم اجابتها وهي تهز رأسها بعدم معرفة :
-مش عارفة... بس بابا هو اللي هيتصرف معاهتابعت باعين منكسرة وصوت متهدج وقد عاد سيل دموعها للهطول مرة اخري :
-انا تعبانة اوي ياحور... تعباااانة.. اوي... حاسة...حاسة...ان في حاجة جوايا انكسرت... حاسة ان حياتي وقفت... مبقتش عايزة حاجة.... كسرني.. كسرني اوي...مش بضربه ليا.. لاء.. انا انكسرت قبلها بكتير من معملته معايا واهاناته وعيونه اللي ضاع منها الحب.. كنت... كنت بستحمل وبقول دي فترة وهتعدي واني هقدر استحمل لغاية ما ارجعوا.. ارجع طارق حب عمري... بس كنت غلطانه.. كنت غلاطانه في حق نفسي.. لان مع كل مرة كان بتصرف فيها معايا كدا كنت بديلوا فيها ترخيص... ترخيص انه يكمل وان مهما يحصل هفضل ساكته.. بس انا..ااانا كنت بموت بالبطيئ وانا مش حاسة... لغاية ما خلاص بقيت بلا روح... انا انتهيت يا حور خلاص...اااانتهيتظلت حور تنظر اليها بثبات تاركة لها المجال لافراغ كل مافي قلبها مع انها تريد وبشدة ان تبكي لحال صديقتها ولكن دموعها ابت الهبوط فهذا ليست الوقت المناسب للدموع يجب عليها ان تكون قوية من اجلها من أجل صديقة عمرها.. ان تكون صوت عقلها الذي من الظاهر انها الغته تمام ... فمدت يديها نحو مرفقها لتهزها بقوة وهي تصيح بها :
-ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده.... تبقي غلطانة وستين غلطانة كمان.. لو نفذتيله اللي هو عايزه وادتيلوا الفرصة انه يكسرك... انتي هتفضلي قوية... وهترجعي نجلاء... نجلاء صحبتي اللي الضحكة مبتفرقهاش... اللي دايما بتأخد كل الامور ببساطة..
أنت تقرأ
"مابين العشق والقدر" بقلمي هند صقر (مكتملة)
Humorحقا الحياة غريبة توصلنا الي دائرة مغلقة لاندرك أين كانت البداية ولا نستطيع الوصول الي ماهي النهاية نقابل أشخاص كثر نتعلق بالبعض وأغلبهم يذهبون ليتركوا لنا تجربة وذكريات أحيانا موجعة والاخري تكون مصدر أمل وقوة..... ولكن هل من الممكن أن ينصفنا القدر...