٢.بانشي .

8.3K 550 37
                                    



نظرت هي للخلف بدورها حينما شعرت بأنه يُشير إليها ، قالت عاقدة حاجبيها :
-ماذا ؟ بانشي ؟.

أجاب أحدٌ آخر على ذلك الرجل المسن متجاهل سؤالها :
-أنا أيضاً أعتقد ذلك سيدي ، لو كانت تدور حلونا بإستمرار لأمسكنا بها مسبقاً !.

نظر إلي و أكمل قائلاً :
-إنها حتماً بانشي !.

"مالذي يقولوه بحق الإلـٰه ؟!." حدثت نفسها و هي تنظر إليه بفراغ و هو يبادلها كذلك ، نظر هو إلى سيدهم و قال :
-ماذا تظن يا سيدي !.

انتشل ظهره الملتصق بالكرسي من الخلف و أخيراً و هو يشبك يديه و يضعهما أسفل ذقنه و ينظر لها بشبه إبتسامة :
-مَنْ يعلم ، ربما هي أرادت أن نقول بأنها بانشي !.

نطقت هي مرةً أخرى سائله :
-ما هذا الهراء الذي تتحدثون به بحق الإلـٰه !.

أجابت إمرأة بجانبه :
-سيدي لا أعتقد بأنها كذلك ، انظر إليها فقط إنها حمقاء بالكامل !.

رفعت حاجبها عندما نعتتها بـ(الحمقاء) و قالت بسخرية :
-مَنْ الأحمق هنا ؟!.

نظرت إليها المرأة من الأعلى للأسفل و اشاحت بنظرها عنها ، تنتظر إجابة من سيدها .

قالت بقلة صبر و بتهديد :
-هل يمكن لأحدكم أن يشرح لي هذا الهراء الذي تتحدثون به ، الآن !.

قالت المرأة تلك مرةً أخرى لها بحده :
-هل يمكنكِ إغلاق فمكِ و تدعيننا نتحدث .

نظرت إلى تلك المرأة ببرود و هدوء شديد ، تحركت قدميها بإتجاه مكان تلك المرأة و فور وصولها رفست الطاولة التي تجلس عليها تلك المرأة بقوه و قالت و هي تستند على تلك الطاولة :
-مَنْ أنتِ حتى تمنعيني من التحدث ، أيضاً لن أغلق فمي حتى يشرح أحد لي ما يحدث .

شعرت بذلك الفتى يمسك ذراعها و يخبرها مرةً أخرى :
-اهدأي و اجلسي مكانَكِ و استمعي لنا .

استدارت و نفضت يده عنها بقوة و قالت :
-لن أفعل ، الأمر متعلق بي أنا و أنتم تتحدثون عنه و تفهمونه ، في حين أني لا أعرف ما خطبي و ما يحصل لي .

استدارت إلى الرجل المنادى بـ(سيدي) :
-اسمع أنا لا أهتم إذا كنتَ ملكهم أو قائدهم و ما إلى ذلك ، فأنت لست كذلك بالنسبة لي حسناً ، و إذا أردت أن تفعل شيء لي ففعله الآن و هنا تماماً ... ليس لدي شيء لأخسره .

و قف هو و استمر بالنظر لها ، لكن نظراته تلك لم تكن مفهومه البته ، هل استفزته ؟ هل هو غاضب ؟ ، ساخر ؟ ، منزعج ؟ لا تعلم لم يتضح ذلك في وجهه مِمَا جعلها تشعر بألم في المعدة .

صديقة الموت | Friend of death .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن