نظرت له ببرود:"ستفعلها، هاه!"
لم يجبها، هي توقعت ذلك هو قد لا يجيب في بعض الأحيان حتى في أحواله العادية فما بالك وهو غاضب.أكملت قراءة الجريدة بهدوء منتظرة وصولهم ولا تهتم فعلا لما قد يحدث، فما لديها لتخسره؟ اذا ألقى أي شخص نظرة عن كثب ستكون إجابته واحدة ~لا شيء~.
ولا يمكنها إنكار أنها أحبت وجوده بالجوار.
خلال الرحلة التي أخذت قرابة 45 دقيقة سرحت بخيالها للماضي الذي ظلت أسيرة له رغم تقدمها الصاروخي بدروب الحياة .
***Flashback****
"مرحبا يا شبح"
"اذهب من أمامي نسيان"
"ما الأمر أتتكبرين فقط لأن تم التكفل بك من طرف عانس ما ؟ سمعت أنهم لم يسمحوا لها بتبنيك بسبب حالتها العقلية والصحية هل...."لكمة قوية لطمت وجهه من طرف الفتاة التي لم تتعدى الرابعة عشر من عمرها جعلت الفتى يرجع خطوة للوراء، دفعها أرضا وهمَّ بضربها لكن يدا أمسكت بشعره الأشقر ووجهت له يد أخرى لكمة لمعدته كانت فتاة بشعرها الأسود القصير جدا وعيونيها الخضراء تبدو في الثامنة عشر من عمرها "كيف تجرأ على ضرب فتاة يا هذا"
حاول نسيان الرد لكن نظرة الفتاة الواثقة جعلته يذهب في طريقه
مدَّت الفتاة يدها لأسيل رافعة إياها من الأرض قائلة:"أنت الفتاة التي تسكن بڤيلا الكراون أليس كذلك ؟ أنا سراب" ونظفت حلقها قبل أن تقول بحرقة حاولت إخفائها "ابنة صديق للعائلة."
كانت تلك المرة الأولى التي التقت بسراب وكانت قد انتقلت للعيش مع ليل ما يقارب الشهرين".
***Flashback end***عادت من ذكرياتها مع توقف السيارة أمام منزل واسع، بالضواحي يحيط بحديقته سياج أبيض، إذا نظرت له بحُكم يبدو كمنزل سيدة عجوز تقيم جلسات لليوغا وحفلات شواء بالحديقة ومن النوع الذي يعتني بالبيت جيدا لما يبدو عليه من تنظيم ونظافة من الحديقة.
نزل من السيارة وفتح لها الباب دون أن ينظر إليها ولما خرجت أشار لها أن تتبعه دون أن ينبس ببنت شفة.
يكمنها أن تهرب بسهولة أو تصرخ فهناك بيوت بالجوار لكنها فقط تبعته بانصياع ودون أن تتكلم هي الأخرى، فبعد كل شيء لا زالت تثق به رغم أن مركزها علمها العكس، الا انها تفعل هي تشعر أن لا شيء تغير و كأن تلك السنوات كانت مجرد قفزة.
نهرت عقلها ليتوقف عن غبائه، فهذه ليست هي ! هي قد تغيرت لم تعد نفس الفتاة الساذجة والمندفعة التي تحكمها مشاعرها، وأعادت كل هذا الى انها فقط تريد معرفة ما ينوي فعله فهي قادرة على مهاجمته.
وصلا للباب ليضغط على الجرس خرجت على الفور لوحة مفاتيح بها الأرقام التسعة ضغط على 2211 نبض قلبها فجأة لأنه تاريخ ميلادها أو على الأقل ما اعتبرته كذلك حسب تأريخ الميتم لكنها نهرت نفسها لكي لا تنجرف ربما مصادفة، أو رقمه بالمنظمة يمكن أن يكون أي شيء.
فتح الباب بعد ذلك بثواني ليشير لها بأن تدخل وتبعها بعد ذلك .
بالداخل فاجأها ما رأته فقد كان كله أبيض حرفيا ؛ الجدران بيضاء الأرضية الأثاث القليل الأنيق ، حتى الشاشات التي امتلأ بها المكان كان محيطها أبيض ، الدرج المؤدي إلى الطابق الأعلى كان أبيض .
يزيد يعشق اللون الأسود ، لماذا؟
جلس أمام الشاشات العديدة و أشعلها بعضها يظهر عليه محيط المنزل يبدو أن المنزل محاط بكاميرات المراقبة.
وعلى شاشات أخرى تظهر رموز مشفرة كالتي نراها بالأفلام، وبعض آخر به صور .
دار لها أخيرا موجها كلامه لها:"من أخبرتِ بشأني ؟"
أجابت:"ماذا تقصد؟" قال دون أن يرفع رأسه للنظر بعينيها:"اتصل رئيسي معلنا إعفائي من هذه المهمة ومستدعيا إياي ليرى أي اجراء سيقوم به بشأني تحت تهمة الإفشاء و التي أكيد ستكون الموت أو إبرةَ الجنون لذا تعلمين ماذا أقصد بالضبط."أجابت بضجر:"لا أحـ..." لتتوقف وسط الكلمة سراب !!!
لا بد أنها هي، لا بد أنها الخائنه، وبخت نفسها داخليا يا لقد أخبرها بعدم الوثوق بأحد."صمتك هذا يعني أنك تعلمين من واشينا الصغير." نظرت له بصدمة وقالت:"سراب" أجابها بابتسامة ساخرة:"حسنا هذا غريب بعض الشىء لم أكن لأتوقع منها أن تكون ضمن المنظمة، ولكن من خبرتي كل شيء متوقع من الكل".
قالت:"ما العمل الآن ؟" أجابها ببرود:"كلانا الآن ملاحق، وهدف للمنظمة لذا يجب أن نختفي، فسيرسلون أفضلهم... من أجلي أولا لأنني أُعتبر خطرا من الدرجة الأولى ."
قابلته بالصمت، فهي ما زالت تحت الصدمة.
يا للهول سراب، انها صديقتها الوحيدة وموضع ثقتها التامة.جلست أرضا بانهيار لتجد يده تمد منديلا لها ، يا إلهي إنها تبكي ، لكن دموع ماذا هذه ؟
دموع فرحة عودة يزيد لحياتها ؟
أم دموع الخوف من الموت الوشيك؟
أم دموع اجتمعت منذ مدة ووجدت الظرف المناسب لتنهمر؟
لا بالطبع لا.
إنها دموع الإحساس بالخدلان، دموع سببها الشعور بالغدر، فهذا كان آخر ما بالحسبان.
دموعُُ مصدرها الشعور بالخداع كل هذه المدة.
دموع الإحساس بالغباء.خاطبها أخيرا:"انهضي واجمعي شتات نفسك فالقادم أكثر."
تنزل من الدرج شابة تبدو في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثين، ممشوقة القوام ، رفعت رأسها لها لتهب واقفة .
للسيدة شعر أبيض يوشك أن يصل لكتفيها وتشبهها لحد ما ، أول ما خطر ببالها وهي تنظر للفتاة المبتسمة ابتسامة دافئة أمامها أنها ربما أختها او احد أقاربها، لا بالتأكيد هي أختها.
قاطع يزيد شرودها:"أسيل هذه الإمبراطورة هيباتيا، أمُّك."
———————أتعمد وضع فلاشباكات عشوائية لأن تلك حال ذاكرتنا تتذكر الأشياء على مزاجها😂💔.
أنت تقرأ
سبيل أسيل (متوقفة حاليا)
Fantasyقالت هيباتيا:"هذه علامة العائلة الحاكمة للأُميمز وتظهر في صدر كل فرد من العائلة عند بلوغه سن التوقف،وتستمر بالظهور بأحلام الأميمزي الملكي الغير متوقف إلى حين وصوله لذلك." سيدة أعمال في منتصف عشرينياتها وصلت للقمة في وقت وجيز بالطبع هذا جعل لها أع...