XVI

892 77 0
                                    

علاقة سيا و ابنها غريبة بعض الشيء، فسيا محاربة ومرافقة هيباتيا وقعت في حب أمير ووقع في حبها، وقبل أن تدرك كانت أما لرعد والتي كانت مسؤولية ليست لها البتة، ولم يكن لها معه علاقة نهائيا.

حتى أنها لم ترضعه، كانت هيباتيا أما له أكثر منها؛ لم تحتضنه ولم تقبله، وازداد الشرخ اتساعا بعد فقدان والده الذي كان قريبا له أكثر، وكيف أنها اختارت واجبها على عائلتها وحاربت زوجها لتمنعه من الدخول في آخر يوم تراه به.

لم ينادها أمي يوما ، ولم تناده ابني.

هي بالنسبة له سيا، وهو بالنسبة لها سمو الأمير رعد.

لكن الآن هاهي تحتصنه للمرة الأولى تحت أنظار الآخرين المكتومي النفس المنتظرين موتها،

ديبس:"ماذا تعني ببني؟"

لم يجبه أحد، فقد كان أمامهم ما هو أهم.

هيباتيا وضعت يدها على فمها بترقب كما وقف الجميع بانتظار ما قد يحصل.

فور ضمها إياه أظلمت السماء، ليشع بعدها ضوء مصدره الإثنان أعماهم جميعا ما جعلهم يغمضون أعينهم للحظات.

فور فتحهم لها كان كل ما يحيط بهم رمادي اللون، رغم أن ضوء السماء قد عاد ، إلا أن كل شيء تدمر.

كان الإثنان أرضا بينما يدفن رعد رأسه بكتف أمه باكيا، التي تمكنت منها الدموع هي الأخرى .

رفع رأسه ناحية الجميع وكان وجهه شاحبا جدا.

بعد قليل وقف قادما جهتهم إلا أنه قبل وصوله سقط أرضا مغميا عليه.
<><><><><><><><><><>

فتح عينيه على السقف الذي يعرفه جيدا، سقف غرفته.

بجانبه سيا جالسة على أريكة.

"أين هي ؟"

سيا:"من؟"

نهض من سريره بسرعة قائلا:"أمارجي أين هي ؟ " لكن توازنه قد اختل.

سيا بجفاء:"يجب أن ترتاح ، اسنتزفت طاقة هائلة."

لكنه لم ينصت، وخطى  نحو الباب حافي القدمين بلباسه العسكري الأبيض الذي يبدو أن لا أحد غيره له.

أمسك قبضة الباب وفتحه وقبل أن يخرج، سقط أرضا ثانيةً.

أسندته سيا وأعادته لسريره .

رعد:"ما الذي يحدث لي ؟ لا يمكن أن أكون بهذا الوهن."

سيا:"غضبك استزفك واستنزفت الآن حياة البعد الثاني كاملة، كان الواحد بجانبنا أنك لم تدمره."

سبيل أسيل (متوقفة حاليا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن