XXI:البداية3

885 65 1
                                    

بعد أن نطقت بتلك الكلمات صمت ناظرا إليها منتظرا إياها أن تتحدث.

صمتت وهي تزم فمها وشلالات عيونها تسقط أفلتت ذراعها من يده لتقربها ببطئ من وجهها بُغيةَ مسح دموعا لكنه فاجئها عندما أعاد إمساكها ثانية وقربها منه بسرعة .

مسح دموعها بيديه فهذا المنظر كسر قلبه لا يريد دموعها أن تنزل أبدا، قربها أكثر بينما هي تحدق بوجهه بعيونها الحمراء الدامعة لتدفن رأسها بصدره وتحيطه بذراعيها بينما هو فعل المثل كذلك قال ورأسه على شعرها:"أتعلمين ماذا ؟ ليس عليك إخباري بأي شيء إن كنت لا تريدين فأنا فعلا لا أهتم، ما يهمني هو أن نكون معا."

قالت بذلك الصوت الذي يكتسبه الجميع بعد كل نوبة بكاء ودون أن تزعزع وجهها المدفون بصدره:"هذا المكان الذي أريد إمضاء خلودي به." بالطبع هو ظن الأمر مجازيا.

صمتا مغمضين عيونهم لأخذ كل ما تستطيع هذه اللحظة منحه.

بعد بعض الوقت قال بابتسامته اللطيفة:"تدركين أننا بالحمام أليس كذلك."

رفعت رأسها له و ضحكت فقد فهمت قصده، حاولا الخروج وهي تحت ذراعه لكن الباب لم يسمح لذا مع إصرارهما أن لا ينفصلا خرجا أخيرا بشكل جانبي بينما ضحكاتهما تعلو.

تعلم تلك الحالة النادرة ؟ أقصد عندما تجد من يشبهك، ليس شكلا ، أقصد من يشبهك روحيا؛ روح تبدو مثلك في جنونك ومزاجك وتفاهتك ونظرتك للحياة ذلك الشخص الذي في كل مرة تنظران لبعضكما لعلمكما أنكما فكرتما بنفس الشيء ، ذلك الذي يفهمك دون أن تحتاج إلى الكلام يقوم بقراءة مزاجك السيء بنظرة ويعمل على تغييره دون أن يظهر لك أنه فهم.

حسنا ذلك الشيء هو بالضبط ما يمتلكه هذان الإثنان.

وهما جالسان فوق تلك الأريكة يتحدثان منذ بعض الوقت تقص له النازلة من أولها .

سليم:"واو ! هذا يعني أنك قَدِمت بالمقام الأول وغادرت بعدك والذي يصدف أن لديك مسؤولية ضخمة به  من أجلي!"

حسنا، هذا هو سليم، كل ما رآه بالأمر هو هذه المسألة الجيدة هذه الكلمات كانت أول ما خرج من فمه بعد تلك القصة الغريبة، لم يعاتبها لعدم آخبارها إياه من الأول ولم يحاسبها على الكذبات التي ألقت على أذنيه لتبرر هويتها؛ لا ! هو لم يعطِ بالا سوى للأمر التي فعلت من أجله.

هما يحبان بعضهما والباقي ضبابي لا يهم .

أضاف:"ولكن كيف سمحتِ لنفسك بالأمر ؟"

هيبايتا التي فهمته على الحال ماذا يقصد:"معك حق لا أعلم كيف سمحتُ لنفسي بالتخلي عن هذا في لحظة ضعف، لا شيء يستحق يأتي بسهولة."

سبيل أسيل (متوقفة حاليا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن