إستيقظ الجميع في حالة نشاط و تأهب و أولهم أحمد، كيف لا و اليوم سيذهب لخطبة حبيبته و خاطفة قلبه آسيل ...مر أسبوع ثقيل عليه و أخيرا جاء اليوم الموعود، أخذ حمام سريعا و ذهب لشراء الورود و قالب الحلوى.
بينما كان الجميع يتناولون فطور الصباح نهضت الكسولتان فردوس و عائشة أخيرا ، ذهبت عائشة إلى مائدة الفطور فورا كعادتها أما فردوس فذهبت للحمام أولا، و عند خروجها إعترض طريقها فارس الذي كان يتزعم وضع مثبت الشعر أمام مرآة الممر المقابلة للحمام،إلا أنه كان ينتظر خروجها ، فهو و لمدة أسبوع من قدومها يفعل نفس الشيء، يريد رؤيتها و أن يكون الأول في إلقاء تحية الصباح عليها،
فارس:" صباح الخير فردوس ! "
نظرت له فردوس نظرة مستغربة كالمعتاد ثم تجاوزته لتمر و تجيبه و هي بطريقها إلى الغرفة:
"صباح الخير"
فارس:" يبدو عليك التعب ! هل نمتي جيدا أم أن عائشة دعتك للسهر معها للفجر كالمعتاد ؟!"
فردوس بعد تضايقها من أسئلته أرادت أن ترد عليه لكنها حافظت على برودها:
" أنا لا أشكو من شيء، شكرا"
و دلفت الغرفة و أقفلت الباب في وجهه بعدما كان يلحقها بأسألته المزعجة منذ الصباح؛ ذهب و علامات الخيبة بادية على وجهه ليصعد بالسيارة متوجها لعمله، بينما غيرت فردوس ملابسها و أخذت توضب سريرها و ما إن إتجهت لخزانتها، دق باب الغرفة،
فردوس:" تفضلي... !" ضنا منها أنها الخالة بسملة
دخل فارس بعد سماع الإذن و أقفل الباب، فهو لم يستطع الذهاب إلى العمل دون التحدث معها بشأن ما فعله تلك الليلة، أخذ يتأملها في حين أنها لم تنتبه له بعد، فقد كانت ملتفتة الظهر تعبث بخزانتها ، أخذ نفسا عميقا و كان على وشك البوح بكل ما يجول بخاطره و يؤرقه طوال أسبوع، إلا أن فردوس قاطعته قائلةً:
"خالة بسملة !!... هل أردتي شيء ؟ إذا كان بشأن الفطور فإعذرني على التأخير سآتي فورا !" لتكمل طيّ قميص نومها واضعةً إياه بالخزانة و تسدير لتتفاجئ بوجود فارس، لم تستطع تمالك نفسها أكثر فإنفجرت به قائلةً:
" ما الذي تفعله بغرفتي !! و من الذي أعطاك الإذن بالدخول هااااه !!؟"
ليجيبها و هو مستمتع بالنظر إلى وجهها المحمر الغاضب قائلا بحلم: "أنتِ ...!"
فردوس:" ظننت أنها خالتي بسملة و ليس أنت ! كما أنني قلت تفضلي و ليس تفضل لهذا أخرج الآن !!"
إقترب منها فارس بعض الخطوات ليهدئ غضبها قائلا بحنية:
" إهدئي فردوس أرجوك، أنا فقط أردت التحدث معك بشأن تلك الليلة، .....أنا آسف حقا لم أرد معاتبتك منذ الليلة الأولى لقدومك و لم أقصد التقليل من قيمتك بكلامي ....أنا فقط ...." كان يريد البوح لها بحبه إلا أنه إمتنع عن ذلك ليسترسل: " أنا فقط خفت عليك لأنك ضيفة عندنا ..."
فردوس:" لا أريد خوفك بهذه الطريقة ....،لم أذهب بمفردي كنت برفقة عائشة و نزار كما أن أبي أعطاني إذن الذهاب و العودة متأخرة، فما شأنك أنت هاااه !"
فارس:" معك حق لا شأن لي .... لكنني لم أرد أن ترينني بهذه الطريقة ...أنا لست كما تظنين ...على كل حال أكرر لكي إعتذاري، إلى اللقاء"
و خرج مسرعا ليستقل سيارته و يذهب كالبرق هاربا من مشاعره لأنه لو بقي قليلا لإعترف لها بكل شيء،
ضلت فردوس مستغربة كالمعتاد من تصرفاته المبهمة و أخذت تحدث نفسها( يا له من أحمق جريء ما هذا الشخص يا إلاهي....أقسم أنه مريض نفسي... ليس بطبيعي البتة ...... يصرخ بوجهي و يأنبني كأنني طفلة ثم يأتي بعد أسبوع ليعتذر .... ما هذا !! لم تسمح له كرامته بالإعتذار إلا بعد أسبوع ؟)
ثم خرجت من الغرفة لتجد السيدة بسملة أمام الباب،
فردوس:" صباح الخير خالتي بسملة، أنا أعتذر على التأخير"
بسملة :" لا عليكي بنيتي فأنت في بيتك، هيا إذهبي للفطور بسرعة"
فردوس:" شكرا لكي خالة "
إنضمت فردوس إلى بقية العائلة على مائدة الطعام بعدما ألقت التحية عليهم جميعا و قبلت أباها، ثم جلست في مكانها, و بمجرد جلوسها أتت السيدة بسملة و قد غيرت ثيابها محدثةً السيدة منية:
بسملة:"منية !! يجب أن أخرج لبعض الوقت لدي شيء مستعجل عليّ القيام به"
منية:" إلى أين الآن يا بسملة ؟ و أنت تعلمين أن اليوم خطبة أحمد !"
بسملة:" نعم أعلم، لذلك لن أتأخر سأتي سريعا لا تقلقي "
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...