أحست بغصة بقلبها بمجرد سماعها لإسم فارس لتهرب لغرفتها و توصد الباب تاركة والدتها في حالة غضب كبيرة تصرخ بها:" ليس لك شيء تقولينه هااه تجدين الهرب فقط ! ... إذن إعتبري قصة فارس منتهية، ستنسينه سمعتي !! هذا آخر كلام عندي !!"
إنهارت خلف الباب لتسد أذنيها بكلتى يديها بقوة باكيةً ( لا أريد سماع شيء، ...لا أريد، ...يا الله كن معي ليس لي غيرك يا الله !!) ...نهضت بعد إنتهاء صراخ والدتها و تأكدها من هدوئها لتذهب للوضوء و الصلاة فلم تجد سبيلا آخر غير التقرب إلى الله و الدعاء له لترتاح روحها، دعته كثيراً و بكت ليرشدها للطريق الصحيح و يختار لها الأفضل، سمعت عندها طرقا بباب غرفتها، لملمت سجادتها لتفتح بإرتباك فوجدت الطارق والدها و بيده كشف النقاط تحسس توترها ليشير لها بالجلوس قائلا بهدوء:" لا تقلقي أنا لن أُؤنبكِ مثل ما فعلت والدتك، ....أنا أعرف جيدا أن إبنتي قادرة على تحقيق حلمها و حلم والدها و ستصبح طبيبة ناجحة إن شاء الله، كما أعرف جيدا أن هذا ليس مستواكِ الحقيقي فردوس، ...لهذا أريدك أن تلتزمي بدراستك و تبتعدي عن أي شيء أو أي شخص يعيقك عن النجاح، ...أظن أنك فهمتي قصدي !" أومأت له بصمت فلم تجد شيء لتقوله أو بالأحرى نفذ الكلام منها فالشعور بالذنب كان يمزقها... هم بالخروج عندها ليردف:"إذن أنتظر منكِ شهادة البكالوريا بتقدير جيد آخر السنة و لن أقبل غير ذلك !"
..............
مر أسبوع دون أي إتصال بين فردوس و فارس، كانت تجلس شاردة الذهن تتأمل الموج العالي، جلس حذوها بهدوء ليمنحها كأسا من الشاي الساخن قائلاً:
" خذي دفئي حنجرتك على الأقل فيفي كي لا تسوء حالتك أكثر !"
أخذته منه بيد مرتعشة لتجيبه بصوت محشرج يكاد يسمع جراء الرشح الذي أصابها بسبب جلوسها على البحر كل أمسية طوال الأسبوع بالبرد القارص:
" شكرا لك زيدون ...برأيك هل أنا من أخطئت بحقه بشكي الزائد !...أتعرف لقد تصرفت كالأطفال و غضبت دون سبب، ... معه حق، لقد أفرغت جل غضبي به، ...هل أتصل الآن ما رأيك ؟ هل سيرد !؟"
ناظرها زيد بيأس:" آااه منك فردوس حتى بحالتك هذه تفكرين به، ...لقد إتصلتي حوالي 100 مرة هذا اليوم ما عدى عشرات الرسائل التي أرسلتها ....لو كان يحبك حقا كان سيرد حتما !"
فردوس:" لا تقل هكذا زيد !...فارس يحبني مثل ما أحبه و أكثر، هو بالتأكيد مشغول هذه الأيام ، ربما إتصل عندما كان هاتفي مغلق بالأيام الفارطة، ...لا بالتأكيد إتصل و هو الآن غاضب مني بشدة لهذا يريد أن يرد لي الصاع و يعاقبني بتجهالي مثل ما فعلت ...!"
زيد:" ألا ترين أنك تحسنين الظن به أكثر من اللازم فردوس !...أنظري لحالتك و أنظري ما يفعل هو بالمقابل !...أنتِ يكاد يقتلك الشوق و التفكير به بالرغم من مشاكلك الدراسية و الضغوط الذي تتعرضين لها من قبل عائلتك، و فوق هذا تخلقين له الأعذار، بينما هو لا يكلف نفسه بالرد عليك حتى !!"
كانت تعبث بهاتفها بينما كان يحدثها لتصرخ فجأة غير آبهة لكلامه:" آااه وجدتها !...سأراسل عائشة على الفايسبوك و أسألها عنه، ...لحظة دعني أرى إن كانت متصلة بالشبكة الآن أم لا ...أووه يالا حظي لم تفتح الفايسبوك منذ يوم، .....إنتظر نزار هنا إنه على الخط سأسأله هو ...!"
هزّ زيد رأسه بقلة حيلة محدثا نفسه:
" كلامك يا هذا في النافخات زمرًا..." و أردف لها:
" إفعلي ما يريحك فيفي، ..أنا ..لن ..أتدخل !"
قال كلماته الأخيرة تدريجيا بصرامة فإلتفتت له قائلةً بطفولية عابثة بشعره:" كف عن هذا زيدون أرجوك لا تغضب أنت أيضا الآن ! "
رن هاتفها عندها برسالة لتصيح:" لقد رد نزار ....إييم لقد قال أنه لم يره كثيرا بالبيت هذا الأسبوع يخرج بالصباح الباكر و يعود بوقت متأخر بالليل، ...أووه حبيبي أنا لا بدى أنه يرجع جل غضبه بالعمل "
زيد:" كأنك تتكلمين عن رجل أعمال مليونير لا وقت عنده أبدا ...لا أريد إدخال الشك بقلبك فيفي لكنني رجل و أعرف جيداً تفكير الرجال !... إن توانى الرجل عن الإهتمام بحبيبته فهو حتما يقضي وقته مع أخرى !"
زاورته فردوس بنظرة قاتلة و كانت تهم بإجابته ليقاطعها رنين هاتفها ...
بالجهة الأخرى كان نزار يجلس على مقعد بحديقة جامعته يمسك الهاتف بتردد محدثا نفسه( هل أتصل بها يا ترى؟ ...إشتقت لسماع صوتها الجميل و ضحكتها البريئة، ...هل أستغل الفرصة و أتصل ....لكن عن ماذا ستحدثها أيها الغبي ؟ ....هي لم تفكر بك أبدا طول هذه المدة و لو لا قلقها على حبيبها لما راسلتك ! ...لا يهم، المهم أنها حدثتني بكل الأحوال و لن أدع الفرصة تفوتني سأتصل ..!)
كان المتصل نزار لتختفي علامات الحماسة عن وجهها إلى علامات خيبة، ..
زيد:" ما بك فردوس ! من المتصل ؟"
لم تجبه و ردت أخيرا على نزار بعد أن كاد يفقد الأمل من ردها ليخاطبها بلهفة:" ألو أهلا فردوس كيف حالك ! بخير ؟!"
فردوس:" لست بخير نزار ! أنا قلقة جدا على فارس"
أبعد سماعة الهاتف ليفرك شعره بغضب زافرا نفسه ثم أجاب بتصنع:" هل تردين أن أذهب للمصنع الآن و أعطيه الهاتف ليحدثك و تطمئنين عليه !؟"
كان يدعوا الله أن ترفض لكنها هتفت بحماسة أفقدته الأمل كليا:" نعم نعم أريد ! أرجوك إذهب الآن هيااا أرجوك !"
أغلق عينيه بقوة و أحكم قبضته ليهمس ( غبي، غبي، غبي !! )
فردوس:"ما الذي تقوله نزار أنا لا أسمعك ؟ .... ألو نزااار هل أنت معي على الخط ؟ ألووو"
إدعى القوة ليدوس على قلبه متهكما:" لقد أغمى علي عند سماع صوتك فردوس ههه، ...سأذهب إليه لكن عندي شرط !"
فردوس:" ما هو ؟"
نزار:" لا تقطعي الإتصال دعينا نتحدث إلى أن أصل للمصنع "
إستغربت من طلبه لكنها قبلت على الفور في سبيل سماع صوت فارس و الإطمئنان عليه، فإنطلق على الفور للمصنع بالسيارة و كان يبادلها أطراف الحديث طول الطريق إلى حين وصوله ....
نزار:" ها قد وصلت سأتجه لمكتبه حالا !"
فردوس:" شكرا لك نزار معروفك هذا لن أنساه أبدا"
ضحك بتصنع:" ههه العفو كل العفو " دخل المكتب مباشرة و لم ينتبه لنداء السكرتيرة خلفه:" سيد نزار ! سيد نزار لو سمحت !... أنت لا تستطيع الدخول الآن السيد فارس في إجتماع !" ليتفاجأ بالمنظر المشين الذي رآه أمامه، كانت سارة تجلس بين أحضان فارس يتبدلان القبل غير آبهين لمن حولهم، ظل متجمدا بمكانه مصدوما لهول المشهد ليقظه صوت فردوس بالهاتف:
" ألوو نزار ! أين ذهب صوتك فجأة ؟... ألووو ...هل تسمعني ؟!!!"
أغلق الخط لا إراديا ليصرخ:" فااارس !.. ما الذي تفعله !!!"
إنتفض فارس لتبتعد سارة عنه فزعة و أخدت ترتب ثيباها لتحمل حقيبتها مغادرة بسرعة البرق، بينما نهض هو يغلق أزرار قميصه ليقف أمامه هاتفًا بثقة مصطنعة مخفيا إرتباكه:" كيف تدخل المكتب دون أن تطرق الباب نزار !؟ ألم تعلمك السكرتيرة أنني في إجتماع !"
لم يتحمل أكثر ليلكمه بقوة جعلته يتقهقر للخلف هادرا به:" إجتماع !.. لا زال يقول لي إجتماع ! ألا تخجل من نفسك ! أنسيت أنك مرتبط ! ما ذنب فردوس المسكينة هاااه ما ذنبها !؟ بينما هي تكاد تموت قلقا عليك تقضي أنت وقتك بتقبيل أخرى !!!"
فرك الآخر مكان اللكمة ليتهجم عليه ممسكًا ياقته:
" و ما دخلك أنت ! علاقاتي لا تعنيك أبدًا سمعت !! أنا أفعل ما أريد ما شأنك أنت بفردوس هاااه !.... ما شأنك ؟ يبدوا أن مشاعرك التافه لها هي من تتكلم الآن و ليس أنت !"
أبعد يديه عنه قائلاً:" على الأقل مشاعري صادقة ليست مثل مشاعرك الكاذبة ! تركتها تتعلق بك لتلتفت لأخرى و الله أعلم منذ متى و أنت تخونها مستغلا بعد المسافة بينكما ! ألا تخجل من نفسك تقوم بمثل هذه الأفعال الدنيئة بمكتبك ! ...و بمصنع والدنا !!"
دفعه فارس عندها نحو الباب صارخًا:" أخرج حلاً من مكتبي ! ليس لك الحق بمحاسبتي أنا مدير المصنع و أفعل ما يحلو لي هنا ! ...أخرج !!!" دفعه للخارج ليصفق الباب بقوة جعل السكرتيرة تنتفض بمكانها فزعًا، فنهض الآخر مهددا:" حسنا يا حضرة المدير سنرى ما الذي ستقوله أمي و بقية العائلة بعدما يكتشفوا فضائحك بالمصنع !"
و إنطلق للبيت بسرعة تاركا موجة غبار عاتية خلفه يراقب طول الطريق رنين الهاتف بإتصلات فردوس المتكررة بحزن فكيف سيرد عليها و ما الذي سيقوله لها بعدما شاهد خيانة أخيه لها بعينيه ...
كانت فردوس تجول الكورنيش ذهابا إيابا دون أن تبعد الهاتف عن أذنها " لا يرد ! كلاهما لا يرد ! ...لا فارس و لا حتى نزار !...لا بدى أن مكروه ما أصابه بالمصنع ! إحميه يا الله و أستره لي"
زيد:" إهدئي فيفي، ربما يوجد خلل ما بالشبكة و لا يصله إتصالك أو ربما لم يجد فارس بالمصنع ! لا داعي لكل هذه الهلوسات و الشكوك "
فردوس:" قلبي ليس مطمئناً،...شعور سيء يعتصره.."
زيد:" أنت تبالغين و الله ! برأيي دعيني أوصلك للبيت الآن أحسن، ...أنظري الشمس قاربت المغيب و الرياح إشتدت !! هيا نذهب قبل أن تبدأ أمك بالقلق عليك الآن و تعاتبك بعدما تصالحتما أخيرا "
أومئت له بوجه عابس فأحاط كتفها مخففا عنها و إنطلقا للبيت....
وصل نزار عندها للقصر يشتعل غضبا ليدخل صارخا:" أمييي ! أحمد !! أين أنتم يا عائلة غفار !! أنزلوا جميعا لتسمعوا هذه الفضيحة !"
نزل الجميع في حالة فزع و علامات الحيرة بادية على وجوههم فلأول مرة يصل نزار المعروف بمرحه الدائم و هدوئه لهذه الدرجة من الغضب، مسحت منية على كتفيه بلطف لتهدئته قائلة:" نزار بني إهدأ ما الذي حصل ؟ عن أي فضيحة تتحدث ؟!"
نزار:" إبنك المصون أمي ! فارس ...يخون فردوس !"
منية:" ما الذي تقوله بني ...؟!"
أتت بسملة حينها من المطبخ لتقاطعها صارخةً به:
" هل أنت واع لما تقوله نزار !! كيف تسمح لنفسك بأن تتهم أخاك الأكبر بأمر كهذا !! فارس يحب فردوس و لا يمكن أن يخونها !"
نزار:" كفي عن الدفاع عنه أمي بسملة !! أنا رأيت خيانته بعيني اليوم ....لقد وجدته بمكتبه مع شريكتكم الجديدة تلك !... سارة ...في وضعية ...مخلة بالحياء ..!"
شهقت عائشة لما سمعته و تقهقرت منية للخلف من فعل الصدمة ليمسك بها أحمد و يجلسها على الأريكة بينما ظلت بسملة واقفة بمكانها و لم تتأثر لتهدر به:
"مستحيييل ! فارس لا يفعل مثل هذه الأفعال الدنيئة و خاصة بمكتبه !! ألا تستحي من نفسك تتهم أخاك الأكبر هكذا إتهام !"
أحمد:" هل أنت متأكد مما رأيت نزار ! هذا أمر لا يصدق ربما أخطئت به ؟"
نزار:" لقد قلت لكم رئيته بعيني لما لا تصدقون !!
....أااه لحظة ...نسيت أن السيد فارس هو الإبن المثالي بهذا البيت و لا يمكن أن يصدر منه خطأ كهذا ! أما نزار فيمكنه أن يكذب و يتهمه هذا شيء عادي ! أليس كذلك !!؟ ...فارس هذا يوهمكم بصورته المثالية بينما يضع قناعًا مزيف لا غير !"
دخل حينها فارس يصفق بكل برود أمام ذهول الجميع ليهتف:" فيلم رائع أيها المخرج الصغير ... أهنئك لقد أقنعت الجمهور !...كان يفترض أن تكون ممثل عوض مخرج و الله !"
لم يتحمل نزار و إنقض عليه يبرحه ضربا صارخا:
"من الممثل فينا هاااه ! ....من ؟ أنا أم أنت أيها الخائن !"
دفعه فارس ليرد له الضربة:" أنت الخائن يا من تضع عينك على زوجة أخيك المستقبلية و لست أنا !...أخبرهم عن حبك الممنوع لها أخبرهم عن مشاعرك التفاهة تجاهها هيااا !...لما سكتت أتعرف فقط تلفيق التهم لي ...؟
سارع أحمد ليباعد بينهما و جرَّ فارس للخارج بينما كان يصرخ:" لن أسمح لك أن تخرب علاقتي بفردوس بأكاذيبك و إدعائتك الزائفة سمعت !!...انا أعرف أنك تكاد تموت من الغيرة مني لأنها إختارتني و أحبتني و لم تأبه لك !..."
أحمد:" كفى عن الصراخ فارس ! إهدأ ...أنا أصدقك أخي لا داعي للشجار الآن، ...أنا لا أشكك بحبك لفردوس لكنني مصدوم حقا ...ما قاله نزار لا يمكن ان يكون كذب، ...لا أظن أن لديه الجرأة ليتهمك هكذا إتهام كاذب ! ...أنظر إلي فارس قل الحقيقة صارحني إن كنت فعلتها حقا و أنا سأتفهمك، كلنا معرضون لهذه الهفوات لا تقلق ...!"
فارس:" بالطبع لم أفعلها، ....أنا أحب فردوس و لا يمكن أن أخونها، ...ثم ما هذا الهراء و حتى لو أخطئت و فعلتها هل تصدق أنني أفعلها بمكتبي !
.... و مع شريكتي !! "
كان يتحدث بتشنج واضح جعل أحمد يصدقه فأخذ يربت على كتفه محاولا تهدئته، بينما كانت بسملة أيضا تصدقه و تدافع عنه داخل القصر:" كفى نزار إستحي من نفسك و كُفّ عن الكذب، هذا عيب كبير بحق أخيك !...هل وصل بك حب فردوس لهذه المرحلة الدنيئة !! حتى أصبحت تريد تفرقتهم بهذه الطريقة الحقيرة !"
كان يضع رأسه بين يديه يفرك شعره و الغضب يتخبطه:" أنا من أريد تفرقتهم و أنا من أكذب إذن أمي بسملة !! أما فارس إبنك المفظل من المستحيل أن يصدر منه شيء كهذا أليس كذلك !!" ثم إلتفت لوالدته ليردف:" أمي قولي شيئا ! هل أنت أيضا لا تصدقينني !"
كانت عائشة تدلك رسغ السيدة منية بالعطر لتهدئة أعصابها فقد كانت في حالة صدمة لنتبس:" أنا لا أستطيع التحمل أكثر ! أرى أبنائي يتصارعون أمامي من اجل إبنة عمهم !...كيف سمحت لنفسك أن تحب حبيبة أخيك نزار كيف ؟! ...بغض النظر إن كان ما تقوله بشأن فارس صحيح أم لا ...أنت مخطى بكل الأحوال لأنك جعلت هذا الحب المحرم يدخل قلبك !"
نهض حينها ليقلب كفيه هاتفا:" أن تحاسبوني على حبي لفردرس فهذا أمر متوقع ...لكن أن تقفوا جميعا ضدي و تسيئوا الظن بي بهذه الطريقة هو الشيء الذي لم أتوقعه منكم يا !...عائلتي ...! أو بالأحرى .. يا عائلة فارس ...!"
نهض و خيبة الأمل تعلوا محياه ليصعد لغرفته ، عاد بعد مدة قصيرة حاملا حقيبة على كتفه و سماعاته تحيط عنقه ليهم بالرحيل قائلاً:
"أنا لا أستطيع العيش ببيت أتهم فيه بهذا الشكل و بين عائلة لا يستطعون تصديقي، ...وداعًا "
منية:" بني إنتظر !"
خرج دون أن يلتفت خلفه ليجد فارس بالحديقة ناظره بنظرات قاتلة و رمى حقيبته بالسيارة ليصعد بها فلحقه أحمد مناديا:" نزاار توقف أخي !! ..دعنا نتحدث ! إلى أين ستذهب الآن !؟"
تركه دون ردٍ لينطلق بالسرعة القصوة تاركً خلفه الغبار فقط.
......................
مرت الأشهر سريعة و لم يبقى سوى شهر على إمتحان البكالوريا، كانت فردوس تدرس بجد و قد تصاعدت نقاطها بالفصل الثاني و الثالث مما زادها ثقة و حسن علاقتها بوالدتها، بينما تواصلت علاقتها بفارس و قد أصبحت أقوى من ذي قبل فبعد كل ما حدث بالقصر قرر فارس ترك سارة و العودة لفردوس و إرضائها لإبعاد كافة الشكوك عنه ...بينما كان نزار يموت ببطىء شديد من عذاب الضمير فلم يستطع إخبارها بخيانة أخيه خوف عليها من الصدمة و خوف على قلبها من العذاب، تحمل العذاب ضعفين في سبيل أن لا تحزن هي ...كان يعيش في شقة رفقة مجموعة من أصدقائه فمنذ تلك الليلة لم يرضى العودة للقصر رغم محاولات والدته و زيارات أحمد المتكررة له، ...لم يستطع تحمل العيش بينهم و هم يظلمونه و يظلمون حبيبته، قلبه لم يستطع تحمل كل ذلك، كان يحضر لتخرجه و يمضي كل وقته بالدراسة علاه يستطيع نسيان ألمه ....
في حين أن سارة لم تقبل الهزيمة و الإبتعاد بسهولة عن فارس بعدما إحتل تفكيرها و عشقته لدرجة الجنون، كانت تحاول الإتصال به دائما و تزور المصنع يوميا لرئيته لكنه كان يرفض مقابلتها بكل المرات، حتى بالإجتماعات كان يبعث بمحاميه الخاص عوضًا عنه للعمل معها ، أصابتها أزمة حادة من الإكتئاب و أصبحت مدمنة مهدئات إلى أن وصل بها الأمر إلى محاولة الإنتحار لتصبح مقيمة بمشفى الأمراض العقلية، لم يتحمل السيد حسن عبد الله رؤية إبنته بتلك الحال تدهورت صحته أكثر فقد كان يعاني من ضعف بقلبه، كان يلازمها بالمشفى و يحدثها لساعات محاولا إقناعها بنسيان فارس و المضي بحياتها و كانت بكل مرة تستمع له دون رد فقد كانت جثة هامدة بفعل جرع المهدئات التي كانت تتعاطاها بالمشفى إلى أن قرر الذهاب لفارس و إقناعه بخطبتها لكنه لم يقبل و أخبره بأنه يحب فردوس و ينوي خطبتها، كما أنكر علاقته بها تمام و قال أن كل ذلك من نسج خيالها و أنه لم يكن يبادلها أي مشاعر، ...أخبرها والدها بما قاله فجن جنونها و أصابتها حالة هستيرية من البكاء و الصراخ ....:" ما الذي تقوله أبي !! كيف له أن ينكر كل ما عشناه، ...أنا منحته كل شيء ..كل شيء ..! قلبي و شرفي و حتى عذريتي ...كيف له أن يخطب أخرى و يتركني بهذه السهولة !؟ ...كيف !"
صدم السيد حسن بما سمعه و أحس بألم حاد يعتصر قلبه تهجم على مكتب فارس حينها و هدده بالزواج بها قصرا حتى لو كلفه الأمر التخلى عن أسهمه بالمصنع مقابل ذلك ...!
........................................................................ما رأيكم بنزار هل هو محق في إخفاء الحقيقة الجارحة عن فردوس !؟
و هل سيقبل فارس الزواج بسارة مقابل الأسهم و ترك فردوس مرة أخرى بهذه السهولة ؟!👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇
أنا آسفة يا أصدقاء و الله حاولت إكمال الجزء يوم الجمعة لكن ضغط الدراسة لم يسمح لي كما أنني أصبت برشح قوي مثل فردوس 😢😥😂😂 مع مشاق الصيام و الدراسة أعذروني أرجوكم 🙏🙏تحملوني هذه الفترة فقط، أعدكم بمجرد أن تبدأ العطلة الصيفية سألتزم بمواعيد التنزيل😘😘
...لن أطيل الحديث أكثر أشكركم على تعاليقكم و دعمكم المتواصل لي فهذا ما يشجعني أرجوا ان ينال هذا الجزء إعجابكم أعرف أنني وعدتكم بسرد كل ما حدث بالماضي و نهاية القصة لكنني لم أستطع فلازال هناك بعض التفاصيل المهمة لا أستطيع المرور عليها هكذا لذلك بالجزء 16 إن شاء الله ستجدون ما تبقى من الماضي و سأعود للحاضر ستكون هناك مفجائات تنتظر فردوس ! ....
و أخيرا أتمنى لكم صيام مقبول و عمل مبرور أحبائي أنتظر تعليقاتكم و تصويتكم كالمعتاد و شكرا ❤❤❤
![](https://img.wattpad.com/cover/164704008-288-k562847.jpg)
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...