جاء يوم الخطبة أخيرًا و بدأت التحضيرات منذ الصباح, ذهبت فردوس لصالون الحلاقة بعدما نهضت باكرًا و تحممت لتأخذ فستانها و تذهب بينما إتجه خليل إلى قاعة الأفراح رفقة والديه لتفقدها و البدء بالتحضيرات, مرّ اليوم سريعًا و إقترب المساء فذهب خليل لإصطحاب فردوس من صالون التجميل ليبهر بجمالها و طلَّتها الباهرة بفستانها الوردي ذو القماش اللامع المتموج:
و شعرها الأشقر المتموج ذو الخصيلات الذهبية و مكياجها الناعم الوردي لتخرج بطلّة ملكية:
صعدت بالسيارة لينطلقوا نحو قاعة الأفراح, وصلوا عند الساعة الخامسة فدخلت إلى غرفة تجهيز العروس بينما بدأ الضيوف بالتوافد بغزارة.
جلست أمام المرآة تتأمل نفسها بدون رضى و بدأت تحدث نفسها:"( ها قد تزينتي و تجملتي و إرتديتي أحلى فستان علك تسعدين بهذا اليوم لكن شفاهك لم تبتسم بعد ! هل حقًا تحبين خليل فردوس ؟ هل أنت مقنتعة بهذه الخطبة أم أنك تردين إرضاء والديك لا غير !....) أغمضت عينها و أخذت نفسا عميقًا ثم قالت ( لا بأس أن تختاري شريك حياتك بعقلك هذه المرة و ليس بقلبك فقد جربتي حظك مع الحب و لم يصب ...خليل شخص رائع بكل المقاييس و لن يخيبك !) قالتها بصوت عال علاها تستطيع إقاف هذا الصراع الدامي بين قلبها و عقلها ثم أخذت نفسا عميقًا و نهظت لتنادي خليل فإنتبهت لعلبة حمراء فاخرة على منضدة الزينة فتحتها مستغربة لتجد عقدًا و قرطين في غاية الرقة و الجمال:
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...