نهضت فردوس على لمسات عائشة التي كانت تحاول إيقاظها بلطف هامسة:
"فردوووس فردووس، هل أنت بخير لقد كنت تهذين في نومك و تبكين خفت أن تكوني محمومة !"
لم تستوعب فردوس ما يحدث حولها حتى إنتبهت لوسادتها التي كانت مبللة بدموعها و بمجرد أن رفعت رأسها عنها أحست بصداع رهيب جعلها تمسك رأسها بقوة مما أثار قلق عائشة فإقتربت منها أكثر لتشدد على سؤالها:"هل أنت بخير فردوس !؟؟"
فردوس:"....بخير ...بخير لا تقلقي، إنه دوار السفر فقط ..... "
عائشة:"دوار السفر يجعلك تبكين هكذا و تهذين !؟؟"
فردوس:" أنا ....أنا فقط رأيت كابوسا سيئاً "
و ما إن أكملت كلامها حتى قاطعهما صوت الموسيقى المدوي آتٍ من الحديقة، إهتزت فردوس من قوة الصوت و زاد ألم رأسها لتصرخ:
" يا إلااااهي ..... ما هذا الصخب عائشة !؟؟"
عائشة:" إنها حفلة أحمد، ستبدأ الآن ! هيا هيا إنهضي لنجهز أنفسنا و نلتحق بهم، الكل ينتظرنا بالحديقة !"
لم تستوعب فردوس بعدُ ما قالته عائشة فتفقدت الساعة بهاتفها لتجدها تقارب التاسعة ليلا، صرخت من صدمتها قائلةً:" يا إلاهي !! لقد نمت كثيرا لما لم توقظيني !!؟"
عائشة:" كنت سأفعل لكن أمي بسملة منعتني بقولها أنكي متعبة من السفر و لا يجب أن نتعبك أكثر بالتحضيرات معنا، عندما يجهز كل شيء أيقظيها و هكذا تتمكن من السهر أيضا، لذلك إمتثلت لأمرها و لم أرد إزعاجك"
فردوس :" آااه و أنا أقول من أين أتى كل هذا الألم برأسي !"
عائشة:" إنتظري سأحضر لك أقراص مسكنّة و أعود بسرعة ! "
أومئت لها فردوس و بمجرد خروجها غطّت وجهها بكلتا يديها لتنزع ذاك الكابوس عن رأسها، ذاك الكابوس الذي كان في يوم من الأيام حلما جميلا يمنحها نشاطاً كل صباح، لكن كل شيء تغير الآن هي لم تعد تلك الصغيرة العاشقة ، هي الآن الناضجة القوية، لن تجعل الذكريات تضعفها بعد الآن، قررت أن تكون قويّةً و لن تجعل حلما سخيفا يؤثر عليها، تململت و نهضت من سريرها ببطئ و أخذت ترتبه إلى حين قدوم عائشة التي أعطتها علبة مسكن الصداع و كأس من الماء فأخذت قرصين لعلها تهدئ ألم رأسها و قلبها معا،عائشة:"كيف تشعرين الآن !...أحسن !؟؟"
فردوس:" سأتحسن لا تقلقي "
عائشة:" هيا إذن دعينا نختار لكي ثوبا جميلا !"
و إنطلقت لخزانة فردوس لتجد ثوبين فقط و بنطالين و عدد قليل من القمصان تفاجأت بهذا المنظر لتصرخ بها:" ما هذا فردوس ألم تفرغي بقية ملابسك من الحقيبة !؟ أم أنك لا تنوين البقاء لبقية العطلة هنا !!!"
تقدمت منها فردوس لتأخذ فستاناً أسود بسيط يتميز بقصة مموجة قصيرة من الأمام و طويلة من الخلف:
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...