فردوس:" إيييم أنت مُصِّرٌ إذنْ،... حسنا خدنا إلى نادي الفروسية المجاور !"
تفاجئ فارس بإختيارها المثير لكنه إمتثل لقرارها فهو من ترك لها حرية إختيار المكان؛
وصلا بسرعة و نزلا من السيارة سوية لينطلقا في جولتهم بين الأحصنة بهدوء دون أن يتجرأ أحدهم على محادثة الآخر، و ما إن تجرّءا على الحديث حتى تكلما في آن واحد قائلييْن:
فارس:" إذن ستخضعين هذا العام لإمتحان البكالوريا !؟" فردوس:" إذن أنت تدير مصنع أبيك !" ضحك الإثنين على حديثهما في آن واحد ثم قال فارس:" حسنا سأجيبك أنا أولا، ثم أجيبي أنت !
نعم أنا أصبحت مديرا فور تخرجي من جامعة إدارة الأعمال، إضطررت تحمل المسؤولية بدلا عن أمي "
فردوس :" إييم ليساعدك الله لو كنت مكانك لما قبلت تحمل هكذا مسؤولية، فأنا مسؤولية البكالوريا وحدها تكفيني، لقد وعدت أبي أن أنجح بمعدل جيد لأدرس الطب مثله، ...إيييه إنه حمل ثقيل حقا كلما فكرت به"
ربت فارس على كتفها بحركة لا إرادية و إقترب منها قليلا، فشعرت فردوس بقشعريرة بكل جسمها عندما إلتحفتها رائحة عطره، بينما ذاب هو برائحتها و جمالها و تمنى لو تصبح بين أحضانه،
إختلطت رائحة عطريهما لتفوح منها رائحة الحب حولهما؛ ...إحمرت وجنتا فردوس خجلا من قربهما و من عيني فارس التي لم تفارق عينيها فإبتعدت مستحيةً منه و أحنت رأسها ليستفيق فارس و ينقذ الموقف بقوله:
"... لا تقلقي فردوس ! لدي ثقة بأنك قادرة على التفوق !! و ستصبحين طبيبة ناجحة مثل عمي فرحات إن شاء الله "
فردوس:"... إن شاء الله "
فارس:" ما رأيك بالجلوس في مقهى النادي لنشرب عصيرا و نتحدث قليلا !"
فردوس:" حسنا هيا "
ذهبا بإتجاه المقهى و قلبيهما يتسارعان في الدق كلما قاربا الوصول، فهما يعيان جيدا نوعية الموضوع الذي سيتحدثان به، إختار فارس طاولة مقابلة لإسطبل الأحصنة محاطة بالأزهار و دعى فردوس للجلوس بلطف ثم جلس مقابلا لها و طلب عصير فراولة لكليهما، ظلت فردوس تشرب عصيرها و تشاهد الأحصنة و الحمرة لم تفارق وجنتيها بينما إستغل فارس فرصة النظر إليها عن قرب و تأمل ملامحها، و لكنه أحس بلا مبالاتها له فلم يستطع التحمل أكثر و حمحم قائلا:
"إحممم، آنسة فردوس أنا هنا !!... الظاهر أن الأحصنة شغلوكِ عني !"
فردوس:" هههه نعم، إنها جميلة للغاية !! منذ صغري أردت المشاركة في نادي الفروسية و ركوب الخيل لكن أمي منعتني بداعي خوفها عليا، إلا أنني لا زلت أعشق الأحصنة، لذلك أردت القدوم إلى هنا لأنه أكثر مكان يريحني بعد البحر طبعا "
فارس:" حدثيني عنكِ أكثر !.... أريد معرفة كل ما تحبينه و ما تودين تحقيقه في الحياة !"نظرت له فردوس بدهشة و لاحظت نظاراته العاشقة و إهتمامه بها،
( أهذا فارس غفار البارد الذي يسألني الآن !!) إبتسمت له إبتسامة ساخرة ثم قالت:
"قبل أن أجيبك، هل لي أن أسألك سؤالا و تجيبني أنت بصراحة فارس !!"
فارس:" نعم بالطبع، تفضلي !!"
فردوس:" هل أنت مهتم بي حقا !؟ أم أنك تلعب دور الخاضع لرغبة والدته فقط !؟"
دُهِش فارس من سؤالها الذي لم يتوقعه البتة فتسائل ليتهرب من سؤالها مجيبا:" و فيما هذا السؤال الآن فردوس ؟"
فردوس :" لأنني لم أفهم لحد الآن إزدواجية شخصيتك المعقدة !!... تارة تكون ذلك البارد المغرور، و تارة أخرى تتحول إلى هذا الشخص المهتم الحنون؛ ...أخبرني أيهما أنت فارس ؟ أنا حقا لم أتعرف عليك لحد الآن !!؟"
تحولت نظراته العاشقة إلى نظرات غاضبة و لم يجد ما يقوله أو بالأحرى لم يُرِدْ قول شيء يندم عليه مثل توبيخه لها آخر مرة، بينما ظلت فردوس تترقب رده و عينيها لم تفارق عينيه، تمالك نفسه بمجرد النظر بعينيها البريئتين و إستجمع قوته ليواجهها قائلا:
" لا زال لدينا أيام كثيرة للتعرف يا صغيرة !
لا تتسرعي في الحكم علي !"
غضبت فردوس من نعتها بالصغيرة و صرخت به:
" أنا لست صغيرة أيها المغرور !"
داعب فارس خدها و شعر الإثنين بتكهرب بمجرد ملامسة يده لوجنتها التي كادت تنفجر من شدة الإحمرار خجلا، ليسترسل:
" حسنا أيتها الآنسة الكبيرة سأجيبك ! أنا شخص صعب الطباع و لا أستطيع التعامل بسلاسلة حتى مع أقرب الناس إليا ،... معك حق قد أبدو لك باردا و مغرور لكن هذا ظاهر فقط صنعته لنفسي حفاظا عليها لا غير، .....فأنا بعد فراق أبي رحمه الله
لم يعد يحلو لي الاقتراب من أي كان ... فقد كان هو من يملأ حياتي حبا و أملا، و بعده قررت الانعزال فلولا أمي بسملة التي رافقتني سنين عزلتي و إستطاعت إنقاذ بصيص الحب الذي بقي داخلي لأصبحت متوحدًا ...أنا هكذا لا أريد الاقتراب خوفا من الفراق لذلك ترددت كثيرا في الاقتراب منك فردوس، ...سألتني إن كنت إختياري أو لا ! نعم أنت إختياري و حبي لك بدأ من أول نظرة ...!"
شهقت فردوس لما سمعته فهي لم تتوقع رده الجريء هذا، لم تجد ما تقوله من هول ما قاله فقد زاد خجلها فأنزلت عينيها تتأمل الكأس هربا من عينيه، أما هو فلم يصدق ما صدر منه الآن و كيف لم يستطع التحكم في لسانه و باح لها بكل شيء، ظلّ يتأمل ردة فعلها و لم يبعد ناظريه عنها، و لاحظ كمية الإحراج التي إنتابتها، فإسترسل:
"و الآن حان دورك لتجيبي عن سؤالي فردوس !"
إستفاقت فردوس من صدمتها لتجيب بتردد:
"أي سؤال ؟؟ ماذا سأجيبك ؟ أقصد ...عن ماذا تتحدث !؟؟"
ضحك فارس من خجلها الواضح دون أن تنتبه له ثم إدعى الجدية مجيبا:
" ألم يحن الوقت لأتعرف على زوجتي المستقبلية و معرفة ما تحبه و ما تود تحقيقه، لنحققه معا !"
ضحكت فردوس على قوله:
"ههههه زوجتك المستقبلية !!! و منذ متى هذا الكلام، لقد تعرفنا لتونا يا سيد ! و من قال أنني موافقة على الزواج بك ! "
صُدِم فارس و تغيرت ملامحه الضاحكة إلى حزينة لتنقضه بقولها بعدما كادت تنفجر ضاحكةً على منظره اليائس،
فردوس:" حسنا، حسنا سأخبرك بكل ما أحبه و ما أكرهه أيضا ...لا تبتأس !"
ثم بدأت تسرد عليه كل ما يروقها و ما تود تحقيقه في المستقبل و كل ما يخصها و يخص عائلتها أيضا... بينما كان هو مركزا تركيزا تاما بكلامها، يستمع إليها بكل خشوع و يدوِّن كل ما تقوله في مذكرة عقله، بل و في كل كلمة تقولها يزداد عشقا و هياما بها، و ما إن أكملت كلامها طقطقت أصابعها بوجهه لتوقظه من هيامها قائلةً:
" هــــاي فااارس ! أين ذهب عقلك ؟ هل كنت تسمعني !؟"
فارس:" نعم. ..أه نعم نعم بالطبع كنت أسمعك،
أنت جميلة حقا فردوس ! ...أقصد طباعك رائعة، أخلاق و خلق ما شاء الله "
فردوس:" هههه ليس لهذه الدرجة ! لقد شكرتني كثيرا، أنا بسيطة جدا و لا أستحق كل هذا الثناء"
فارس:" بل تستحقين هذا و أكثر ! و الآن إنهضي معي لديا مفاجأة لكي !"
مسك يدها و أخذها لإسطبل الأحصنة ليسترسل:
" هيا آنستي الجميلة ...الأحصنة أمامك ! إختاري أحدهم لآخذكِ بجولة عليه "
فردوس متفاجئة:" ...هل أنت جاد !! سنقوم بجولة أنا و أنت على حصان !؟... هل تعلمت ركوب الخيل من قبل !؟"
فارس:" ههه سبق لي و أخبرتكِ !! لازلت لا تعرفين فارس غفار و مواهبه المتعددة، ....كما أننا نتشارك بنقاط كثيرة، فأنا أيضا أحب الخيول و قد كان أبي يأخذني لهذا النادي في الصغر، و بفضلكِ قد عادت لي ذكرياتي الجميلة معه رحمه الله، لهذا تستحقين هذه المكافئة "
أنهى حديثه بغمزة سلبت ما تبقى من عقلها الذي تاه في كلماته المرهفة التي بينت جانبا جميل منه كان مخفيا عنها، ثم بدأت تتأمل الأحصنة لكنها لم تستطع الإختيار بسهولة فقد كانت جميع الخيول جميلة، إلى أن أشارت على حصان أبيض رائع بخصيلات رمادية، صارخةً بحماسة طفلة :
" هذا هو فارس !....هذا الحصان الأبيض ! أريد الركوب عليه هياااا !"
فارس:" ههه على رسلكي فردوس بهدوء ! سنركب عليه لا تقلقي طفلتي ...!"
فردوس:" لآخر مرة أنبهك ! لا تنادني بالطفلة مرةً أخرى !"
فارس:" هههه ...حسنا، حسنا، إنتظريني هنا لأخبر إدارة النادي و أقوم بالاجرءات المناسبة لنقوم بجولتنا، إهتمي بحصاننا الأبيض إلى حين قدومي"
أومئت له برأسها مبتسمةً إبتسامتها الساحرة و ذهبت تلاعب الحصان، بينما ذهب فارس للإدارة و عينيه لم تفارقها، قام سريعا بكل الاجرءات و عاد إلى محبوبته يرافقه مدرب الخيول ليحضِّره لهما، حيث قام بإخراجه من الإسطبل و ووضع له السرج و اللجام؛ ...و ما إن أصبح الحصان جاهزا حتى أمسك يد فردوس قائلا:
" هيااا تفضلي فردوس حصانكِ جاهز !"
فردوس:"واااو إنه رائع ! لكن هل سأصعد أنا أولاً !؟"
فارس:" بالطبع، السيدات أولا !"
ظلت تحدق بالحصان مترددةً، فحملها فارس على غفلة منها واضعا إياها أعلى الحصان تحت صرخاتها الخائفة و صعد ورائها بخفة ليضع اللجام بين يديها و يثبت خصرها بين يديه قائلا:
"لا تخافي أنا معكِ ! أمسكي اللجام بقوة و لا تفلتيه، حركيه ببطئ و سيتقدم الحصان هذا كل ما الأمر"
أجابته فردوس بصوت محشرج خائف:
"حسنا، ...لكن أرجوك لا تتركني ...أرجوك !"
إقترب فارس من أذنها مجيبا بصوت خافت:
" لن أترككي أبدا فردوسي"
أحست بأنفاسه تلامس عنقها و كلماته تراقص قلبها، أحست عندها أنها بين يدي رجل حقيقي، نعم هذا هو فارس أحلامها يأتيها على حصان أبيض تماما كما تمنت،
مرت جولتهما رائعة خاصة بعدما تخلصت فردوس من خوفها و إنطلقت مسرعةً بعدما وضع فارس كلتا يديه فوق يديها و أمسكا باللجام معا لتتوحد أجسادهم و أرواحهم معاً.
قاربت الشمس المغيب فقررا العودة مكرهين بعد إتصلات السيد فرحات المتكررة لفردوس فمهما بلغ به المستوى من العلم و التفتح يبقى رجل شرقيا و لن يسمح بأن تبقى إبنته بمفردها مع رجل ليس من محارمها إلى ما بعد الغروب و خاصة أنه سيصبح خطيبها أي ستربطهما علاقة روحية و ليست أخوية،
ركبا السيارة و بقيا ساكتييْن طول الطريق حيث كانت لغة الأعين سيدة الموقف فبنظراتهما كلامات لا تحصى و لا تُعد، عبروا عنها بإبتسمات متبادلة.
وصلا القصر ليجدا كل العائلة بإنتظارهما في الحديقة و علامات الفرح بادية على وجوههم، أحسا بالخجل من هذا الموقف، وخاصة فردوس التي إلتجئت وجنتاها إلى الإحمرار كالعادة فنهضت لغرفتها مدعية الذهاب لصلاة المغرب هربا من نظراتهم الفضولية،
و بمجرد دخولها الغرفة لحقتها عائشة قائلةً:
" هاااي فردوس لما قمت هكذا من مجلسنا و وجهك مثل حبة الطمام يكاد ينفجر من الإحمرار هاااه !؟
إييم أم أن موعدك مع فارس السبب في ذالك ! هيااااا أخبريني كيف مر موعدكم لقد إنتابني الفضول لأعرف كل شيء !!! خاصة بعد رؤية عينيك اللامعتين و ووجنتيك الورديتين"
ثم جلست قبالتها بالسرير مربعةً قدميها تنتظر ردها و إبتسامة فضوليّةٌ تملئ ثغرها؛
توترت فردوس و تزايدت دقات قلبها بمجرد سؤال عائشة، تذكرت كل لحظات التقارب التي حدثت بينها و بين فارس أثناء الموعد و إعترافه لها، فوجدت نفسها تبتسم إبتسامة عاشقة دون شعور منها، لم تفهم ماذا حل بقلبها و لم تعي أن الحب طرق بابه لأول مرة؛
بقيت عائشة تنتظر ردها، بينما كانت الأخرى تغوص بعالم العشاق و نسيت وجودها تماما، فنهضت و إتجهت نحوها لتحرك يدها بوجهها يمينا و شمالا لعلها تستفيق، قائلة:
" فرووووس !! أنا هناااا ! أين ذهب تفكيركِ لتصبح هذه الابتسامتة العاشقة تملئء ثغرك !؟... أااااه أم أنك وقعت بحب أخي !! لا بدّا أن شيئاً حدث بينكما بهذا الموعد ..! بل حتماً ...هيا أرجوكِ أخبريني بكل شيء !! و لله لن أخرج من هذه الغرفة قبل أن تقُصي عليّا كل شيء بالتفصيل !"
ثم كتَّفت يديها و عقدت حاجبيها كالأطفال، فإستسلمت فردوس لها و جلستا على السرير لتقُصَّ عليْها كل شيء مع حذف بعض اللقطات الرومانسية لتحتفظ بها لنفسها، فقط قررت أن تُبْقِي بعض الخصوصية بينها و بين فارس، و ما إن أكملت كلامها قالت:" إيييه، هذا كل شيء عائشة !"
عائشة:" لا أصدق ... أخي أنا !!..فارس غفار ! واقع بحبك من أول نظرة !!...كان عليا أن أكتشف ذلك منذ اليوم الأول حينما جلس معنا بالحديقة و أصبح يلقي النكت كالأبله لينافس نزار ....آااه و كذلك تأنيبه لكي في تلك الليلة، ...لقد غار من نزار عليكِ ! لأنني لم أرى أخي بهذا الغضب من قبل، فقد تعودت الذهاب مع نزار للسينما ليلا بالصيف و لم يكن يؤنبني أبدا على العودة متأخرة ...حبه لك هو السبب إذن في خروج الثور الغاضب من فارس الهادئ صعب التأثر !!"
صدمت فردوس بما سمعته، فهي لم تنتبه لكل هذه التفاصيل حتى الآن،
فردوس:" لا لا، لا أظن أن هذه التصرفات لها علاقة بحبه، كما أنني لا أؤمن بالحب من أول نظرة، هو يظنه حبا لكنني أظنه إعجاباً فقط !"
عائشة:" ما زالت تكابر و تقول لي أنه ليس حبا ...!! أااه يا إلاهي ستجنني هذه الفتاة !...أنا أعرف أخي جيدا، لم أره بهذا الحال من قبل، لقد وجدته سيموت من التوتر قبل قليل ليتحضر للموعد ! حتى أنه أخذ رأيي بلباسه لأول مرة ، و سألني إن كان سينال إعجابك أو لا ! فارس المغرور الواثق أصبح كمراهق في حضرتكِ، ماذا تريدين أكثر لكي تقتنعي أنه يحبك بل و غارق في حبكِ حدّ النخاع !"
فرحت فردوس لما سمعته و خجلت و لم تجد شيء لتقوله، فهي لم تتصور أنها أثّرَت بفارس كل هذا التأثير، لتسترسل عائشة:
" هـــــااااي و أنت يا آنسة، ما أخبار مشاعرك تجاهه!! هل تغير رأيك به أم مازلت ترينه غريب الاطوار ؟ ههههه ....!"
فردوس:" ههه ....كُفّي عن إخجالي عائشة !!!
لا أدري .....مشاعري ملخبطة و أفكاري مشوشة الآن!!
أنا لم أجرب الحب من قبل، لكنني أحسست بشيء غريب اليوم، أحسست أنني بأمان مع فارس، و أحسست بالراحة معه، كما أنني شعرت بالذنب تجاه أحكامي المسبقة عليه، فقد إكتشفت اليوم شخصا آخر تماما غير فارس المغرور غريب الأطوار الذي كنت أراه سابقا، إكتشفت أنه شخص طيب مفعم بكتلة من الأحاسيس المرهفة !"
عائشة:" كل هذا و تقولين لي لا أدري و مشاعري ملخبطة !!؟ لقد وقعت يا بنت ! حسنا دعينا لا نقول قد وقعتي بحبه، لأنك لا تؤمنين بالحب من أول نظرة مع أنه موجود، لكنني سأعتبره حبا من أول لقاء ما رأيك !!؟"
فردوس:" ههه ليس لهذه الدرجة فلنعتبره إعجابا من أول لقاء أفضل "
عائشة:" حسنا إعجاب أو حب لا فرق عندي فبالأخير ستصبحين زوجة أخي و هذا المهم "
ثم إحتضنتها بقوة و مسكت خديها الحمروين قائلةً:
"و هذيا الخدان سيأتي يوم و يكفان عن الاحمرار بمجرد الحديث عن فارس لأنه سيصبح زوجك ! سأناديكِ من الآن زوجة أخي ما رأيك ؟! "
فردوس :" ههه لا لا لن أقبل بذلك ناديني فردوس كالعادة !"
عائشة:" حسنا يا زوجة أخي فردوس سأترككِ الآن تصلين المغرب فالشفق الأحمر قارب المغيب و ستصبحين مأثومة بسببي، هيا تقبل الله منكِ مسبقًا، تعالي للحديقة بمجرد إنتهائكِ من الصلاة !"
و نهضت مغادرةً الغرفة تاركةً فردوس متأثرةً بكلامها.
في الجهة الأخرى بالحديقة إستغلت السيدتان بسملة و منية نهوض السيد فرحات من مجلسهم للهجوم على فارس بوابل من الأسئلة عن نتيجة الموعد و كيف سارات الأمور بينه و بين فردوس،
منية:" إذن بني كيف سار الموعد، إن شاء الله كانت نتيجته بالتفاهم !!؟"
........................................................................
"كيف سيكون رد فارس ووجهة نظر الآخرين !؟
فردوس معجبة بفارس فقط أم أنها واقعة بحبه و لا تريد الاعتراف برأيكم !؟
هل سيأيد الجميع علاقتهما ؟ أم أنه يوجد عناصر معرقلة ؟؟
المزيد من الدعم فقط و ستجدون أجوبة أسألتكم في الجزء -7- قريبا إن شاء الله."(كما أنني لا زلت أنتظر تعاليقكم و تصويتكم فتفاعلكم لا يعجبني كثيراً..!!)
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...