كانت تتأمل المنظر بإعجاب بينما كان يتأملها بحب أراد بتلك اللحظة البوح بكل ما يجول بقلبه من مشاعر تجاهها ، لكنه لم يستطع ...لم يرد خسارتها و خسارة اللحظة التي ربما لن تتكرر معها، فهو لطالما تمنى وجودها معه بهذا المكان الذي طالما سهر به يتخيلها بين النجوم، إستفاق من تأمله على صواتها الرقيق:" إنه مكان رائع حقاً نزار كيف إكتشفته ؟!"
نزار:" إكتشفته بفضلك!"ناظرته مستغربة :" بفضلي !!؟"
نزار:" أقصد بفضلك عدت لزيارة هذا المكان بعد أربع سنوات كاملة ... "
فردوس:" أااه لقد تذكرت الآن فقد كنت أنوي معاتبتك و نسيت ! كيف لك أن تترك والدتك و الخالة بسملة و تغيب هكذا ! لقد أخبرتني الخالة منية بكل شيء حتى أنها أصبحت تبكي من شدة شوقها لك !"
إنتفض نزار فزعًا حينها :" أخبرتك بكل شيء !! بماذا أخبرتك بالضبط فردوس !!؟"
فردوس:" أخبرتني أنك تجوب البلد منذ عامين لتصور فلم وثائقيًا و لا تزور القصر إلا مرات قليلة، أليس عيب ما فعلت ! كيف تترك والدتك تشتاق إليك وبالها مشغول عليك هكذا !!...حسنا أفهم أنه حلمك الذي طالما أردت تحقيقه و أن هذا أول عمل لك لكن ليس لك حق بأن تحققه على حساب سعادة والدتك !!"
تنفس نزار الصعداء حينها فقد ظن أن والدته أخبرتها بالسبب الحقيقي لرحيله ليجيب:" حسنًا حسنًا أيتها الطبيبة و الشاعرة الحنونة أنا آسف أعدك أنني سأعود للبيت فقد إنتهيت من التصوير و فيلمي سيعرض آخر الأسبوع لا تقلقي، و هذا الخبر حصري لك أنتى فقط من مخرج الفيلم شخصيًا ما رأيك هاااه !"
فردوس:" مبارك عليك نزار أفرحتني كثيرًا !... لكنني مع الأسف لن أستطيع حضور الفيلم لأنني سأعود غدًا إلى بيتي "
نزل كلامها كالصاعقة عليه فهو لم يصدق متى إلتقى بها أخيرًا لتذهب منه بهذه السرعة ... إستجمع قوته ليهتف:" لا يمكنكِ الذهاب فردوس ! لن أسمح لك بالرحيل قبل أن تشاهدي فيلمي ! لم يتبقى إلا ثلاث أيام على نهاية الأسبوع فما الذي يستعجلك على الرحيل بهذه السرعة !! ألم تشتاقي لي !! ؟"
أمسكت يده و نظرت بعينيه لتجيبه:" لقد إشتقت إليك كثيرا صدقني و وددت كثيرًا لو بإمكاني البقاء لمشاهدة فيلمك الأول !... لكنني لا أستطيع البقاء أكثر هنا إفهمني أرجوك أنا لا أستطيع البقاء مع فارس تحت سقف واحد أكثر من هذا ..! "
سحب يده و كور قبضته ليصرخ بغضب:" كنت أعرف أنه السبب في إنزعاجك ! أخبريني ما الذي فعله كي أذهب و أحاسبه ! هيا أخبريني فردوس !!"
فردوس:" إهدأ نزار أرجوك هو لم يفعل شيئًا، أنا لا أطيق رؤيته هذا كل ما الأمر ..! "
![](https://img.wattpad.com/cover/164704008-288-k562847.jpg)
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...