الفصل الثاني أوراق الياسمين

3.7K 97 6
                                    


(الفصل الثاني)

يقولون عندما نفقد الأم أننا نفقد من كان يدعو لنا

بالأرض، وعندما نفقد الأب أننا نفقد سندنا بالحياة،

فكيف بحال من فقدتهما كلاهما؟!

كيف سيكون حالها بمفردها أمام الحياة المليئة

بالوحوش البشرية وأشباه الرجال؟!

دلفت إلى الشقة أو الغرفة بمعنى أدق فقد كانت شقتها

هي غرفة فوق بناية متهالكة بحمام صغير ومطبخ

بدائي ولكنها لم تتذمر قط، يكفيها فقط سقفا يأويها

تحتهمع جدتها والتي تبقت لها بعد وفاة والديها..

رسمت ابتسامة على وجهها بدت باهتة لتبادرها جدتها:

"رجعتي يا نرجس؟ اتأخرتي كده ليه يابنتي؟!"

اقتربت منها مقبلة إياها على وجنتيها وهي تقول:

"معلش يا ستي كان فيه طلبية في المخبز واتأخرنا

في التحضير ليها"

ربتت عليها جدتها بحنو وهي تقول:"طيب يا حبيبتي

ادخلي غيري هدومك على ماحضرلك لقمة تاكليها"

"ماتتعبيش نفسك يا ستي انا مش جعانة"

قالتها وهي تحاول ابتلاع الغصة التي استحكمت بحلقها

تريد مفاتحتها بالأمر ولا تعلم كيف، ربما جدتها لا تغادر

الشقة ولكنها تعلم جيدا من هو حلمي فماذا ستفعل

وكيف تبرر لها موافقتها؟!

"ازاي يابنتي انتي بتشقي وتتعبي لازم تتغذي كويس"

أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحهما وتقول:

"ستي فيه ناس هيجولنا بكرة و...."

قاطعتها جدتها بفرحة وهي تقول:"ناس مين اوعي تقولي

عريس يا نرجس عريس بجد؟! حبيبتي صبرتي ونولتي

قوليلي بقى هو مين و......"

قاطعتها نرجس سريعا قبل أن تفقد شجاعتها:

"حلمي أبو عمو"

جحظت عينا جدتها وهي تضرب صدرها بصدمة وهي

تهتف:"بتقولي مين يا نرجس؟ انتي تتجوزي واحد زي ده!

ليه من قلة الرجالة ف البلد؟ أبدا على جثتي الجوازة دي

تتم"

"أبوس ايدك ياستي، أنا ماصدقت انه وافق على الجواز،

ابوس ايدك وافقي وخليني اخلص"

قالتها وهي تنفجر بالبكاء لتشعر جدتها بالرعب وهي

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن